من أنا؟

Tuesday, January 15, 2008

المثقب الضبي

أفاطمُ! قبلَ بينكِ متِّعينى
ومنعكِ ما سألتكِ أنْ تبينى
فَلا تَعِدي مَواعِدَ كاذِباتٍ
تمر بها رياحُ الصيفِ دوني
فإنِّى لوْ تخالفني شمالى
خلافكِ ما وصلتُ بها يميني
إذاً لَقَطَعتُها ولقُلتُ: بِيني
كذلكَ أجتوى منْ يجتويني
لِمَن ظُعُنٌ تَطَلَّعَ مِن ضُبَيبٍ
فَما خَرَجَت مِنَ الوادي لِحينِ
يشَّبهنَ السَّفينَ وهنَّ بختُ
عُراضاتُ الأباهِرِ والشُّؤونِ
وهُنَّ على الرَّجائزِ واكِناتٌ
قَواتِلُ كُلِّ أَشجَعَ مُسْتكينِ
كغزلانٍ خذلنَ بذاتِ ضالٍ
تنوشُ الدَّانياتِ منَ الغصونِ
ظهرنَ بكلَّة ِ، وسدلنَ رقماً
وثقبنَ الوصاوصَ للعيونِ
أَرَينَ مَحاسِناً وكنَنَّ أُخرى
من الأجيادِ والبَشَرِ المَصونِ
ومن ذَهَبٍ يَلوحُ على تَريبٍ
كلَونِ العاجِ ليسَ بذي غُضونِ
وهُنّ على الظِّلام مُطَلَّباتٌ
طويلاتُ الذُّوائبِ والقرونِ
إذا ما فتنهُ يوماً برهنٍ
يعزُّ عليهِ لم يرجعْ يحينِ
بتَلهِيَة ٍ أَريشُ بها سِهامي
تبذُّ المرشقاتِ منَ الفطينِ
علونَ رباوة ً، وهبطنَ غيباً
فلَمْ يَرجِعْنَ قائلة ً لحِينِ
فقلتُ لبعضهنَّ، وشدَّ رحلى
لهاجرة ٍ عصبتُ لها جبينى :
لعلّكِ إنْ صَرَمتِ الحَبلَ منِّي
أكونُ كذاكِ مصحبتي قرونى
فسلِّ الهمَّ بذاتِ لوثٍ
عُذافِرة ٍ كمِطرَقَة ٍ القُيونِ
كَساها تامِكاً قَرِداً عَلَيها
سَوادِيُّ الرَّضيحِ من اللَّجينِ
إذا قلقتْ أشدُّ لها سنافا
أمامَ الزَّورِ منْ قلقِ الوضينِ
كأنّ مَواقِعَ الثَّفِناتِ مِنها
مُعَرَّسُ باكِراتِ الوِرْدِ جُونِ
يَجُدُّ تَنَقُّسُ الصُّعَداءِ منها
قوى النِّسعِ المحرمِ ذى المئونِ
تَصُكُّ الجانِبَينِ بِمُشفَتِرّ
لهُ صوتٌ أبحُّ منَ الرَّنينِ
كأنَّ نفى َّ ما تتفى يداها
قذافُ غريبة ٍ بيدى ْ معينِ
تسدُّ بدائمِ الخطرانِ جثلٍ
يُباريها ويأخُذُ بالوَضينِ
وتسعُ للذُّباب إذا تغنَّى
كتغريدِ الحمامِ على الوكونِ
وأَلقَيتُ الزِّمامَ لها فنامَتْ
لعادنها منَ السَّدفِ المبينِ
كأنّ مُناخَها مُلقى لِجامٍ
على معزائها وعلى الوجنينِ
كأنّ الكُورَ والأنساعَ منها
على قَرْواءَ ماهِرَة ٍ دَهينِ
يشقُّ الماءَ جؤجؤها، وتعلو
غَوارِبَ كُلِّ ذي حَدَبٍ بَطينِ
غَدَت قَوداءَ مُنشَقّاً نَساها
تجاسرُ بالنُّخاعِ وبالوتينِ
posted by مفيش فايدة at 4:38 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home