من أنا؟

بمنتهي البساطة امسك بين يدي كتاب اطوي صفحاته وامرر نظري بين سطوره بمنتهي التركيز والانتباه بلا كلل ولا ملل لانتهي منه .. ما هذا ؟ انها القراءة
انت تقرأ بلا سبب مثلما انت تمشي بلا سبب وتأكل بلاسبب وتنام بلا سبب
قد تقرأ كتابا مملا او غير مفيد ولكنك لم تخسر شيئا عندما تقرأ فالفائدة حتمية ولكن اهم شيء ان لا تقرأ لتدعي الثقافة فليس كل من في يده كتاب مثقف
والان مصر في عصرنا الحالي تمر بأزمة قراءة وازمة قراء يقول الكبار ان في فترة سابقة كان المصريون مثقفون وكان لدينا العديد والعديد من الادباء والمفكرين امثال انيس منصور ونجيب محفوظ واحسان عبد القدوس وغيرهم فهؤلاء الافذاذ لن يأتي غيرهم ولن تنجب مصر مثلهم فالمشكلة الحقيقية ليست تكمن في القراء وانما تكمن في الكتاب انفسهم لان الكاتب الذي يكتب اكثر مما يقرأ كاتب هاوي وقاصر في حق نفسه وفي حق قرائه ولو كان كل كتابنا الان يقرءون اكثر مما يكتبون لما كان هناك مشكلة قراءة والذي يدعي ان مصر ليس بها جمهور قراء مخطيء والدليل النجاح القياسي التي حققته رواية عمارة يعقوبيان للكاتب علاء الاسواني فهذا يعد دليلا دامغا علي ان العمل الجيد يفرض نفسه مهما تكن العقبات
ولكن المشكلة التي تواجه الكتاب هي صعوبة النشر خاصة الكتاب المبتدئين فاذا كتب كاتب شاب عملا ابداعيا لا يعرف كيف ينشره لان ليس هناك دار نشر ستتكفل به وهي تعلم انها ستخسر فهي تري ان لا احد يقرأ فلمن تنشر اذن ؟
اقرتح علي المسئولين عن النشر ان ينفذوا الفكرة العبقرية لاصحاب شركات السجائر لكي يقبلوا علي القراءة مثلما يقبلون علي السجائر يضعوا علي كل كتاب تحذير القراءة تدمر الصحة وتسبب الوفاة لعل ذلك يجعل الناس تقبل علي القراءة واقول لهم لا تقلقوا انا متبرع بصورتي !