من أنا؟

غريب والله غريب.. أمر وزارة الزراعة الأسترالية، التي قررت وقف تصدير الخراف إلي مصر، بدعوي إساءة استعمالها.
هذا الخبر نشرته صحيفة «الوفد»، لكنه لم يوضح الشروط أو الاشتراطات الواجب علي الحكومة المصرية اتباعها، لكي تحسن معاملة الخراف الأسترالية.
هل لدي المسؤولين في وزارة الزراعة الأسترالية علم، كيف تتعامل أجهزة الدولة الرسمية في مصر مع البشر حتي تطالبنا أو تحاسبنا علي الطريقة التي نتعامل بها مع الحيوانات؟
هل تم إبلاغ السلطات الأسترالية برأي أحد كبار قيادات وزارة الداخلية المصرية بأن المواطن الذي يعترض سيارة الشرطة في الطريق العام من حق سائقها ـ عسكري البوليس ـ أن يدهسه تحت عجلاتها؟.. وهل علمت تلك السلطات برأي فضيلة مفتي الجمهورية بأن المسؤولية لا تقع علي السائق، فهو بريء ولا ذنب له، بينما المدان والمجرم هذا المواطن؟..
وهل علمت بالفتوي الرسمية الصادرة عن دار الإفتاء بأن من حق السائق الذي تأذي، وأصيب بأضرار معنوية ونفسية جسيمة، أن يعود بالتعويض علي ورثة المواطن القتيل؟
هل بلغ وزير الزراعة الأسترالي ماذا قال مفتي الجمهورية عن الشباب الذي سافر عبر شواطئ أوروبا، جريا وراء فرصة عمل وزيادة في الرزق؟
هؤلاء الشباب لم يموتوا في سبيل الله، ولا طلبا أو سعيا وراء الرزق، إنما طمعا وجشعا.. والشهادة لا تسري عليهم، أي ماتوا كفارا والعياذ بالله.
وليصارحنا المسؤولون في وزارة الزراعة الأسترالية.. هل لديهم معلومات عن وفاة قطيع من خرافهم تحت عجلات سيارة الشرطة في مصر، أو ماتوا في البحر مع الشباب في طريق العودة إلي مصر، فخافوا علي خرافهم من هذه المعاملة السيئة؟
هل تلقي المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، قرار وزارة الزراعة الأسترالية بوقف تصدير الخراف إلي بلادنا؟.. هل وصلته شكوي تطرقت إلي الأسباب والمبررات التي دفعت السلطات الأسترالية إلي اتخاذ هذا القرار؟
لماذا لا يقوم الدكتور بطرس غالي بدعوة وفد من وزارة الزراعة الإسترالية، للوقوف علي حقيقة الأمر، والالتقاء بفضيلة المفتي والمسؤولين في والداخلية، وفي الحكومة المصرية، للتأكد من أن الخراف الأسترالية تلقي معاملة حسنة، لا تقل عن معاملة المواطن المصري في بلاده؟!
ماذا تريد حكومة أستراليا أكثر من ذلك؟!
عجيب والله عجيب موقف الحكومة الأسترالية!