من أنا؟

Wednesday, November 21, 2007

مجدي مهنا

والله عفارم عليك يا ريس.. ففي كلمة واحدة منه.. أوقف ملف القاهرة ٢٠٥٠، وهو التخطيط الذي خرجت علينا به أمانة السياسات بالحزب الوطني عن صورة القاهرة بعد ٤٣ عاما من الآن.. وفوجئنا ذات صباح بالنشر في الصحف اليومية.. ومانشيتات عريضة عن هذه القاهرة الجديدة، التي في خاطر أمانة السياسات.. والتي طلبت من الحكومة تحويل الدراسات إلي خطط وبرامج تنفيذية.

وليس خطأ أن تفكر أمانة السياسات أو أن تحلم ويحلم غيرها معها.. بشرط أن يكون هذا الحلم قابلاً للتنفيذ.. وليس مجرد أحلام وأوهام ندغدغ بها مشاعر الجماهير.. فقبل القاهرة ٢٠٥٠ هناك القاهرة ٢٠٤٠ والقاهرة ٢٠٣٠ والقاهرة ٢٠٢٠، والقاهرة اليوم.. ما هي صورتها الآن.. وكيف تعيش... وما حجم المشكلات والتحديات التي تواجهها.. في المياه والصرف الصحي والإسكان والعشوائيات.

لا يمكن لأمانة السياسات.. و لا لحكومة السياسات أن تقفز علي الواقع أو تتجاهله.. وتعبر بنا مرة واحدة من القاهرة ٢٠٠٧ إلي القاهرة ٢٠٥٠.

قلنا هذا الكلام وقتها وكتبناه.. ليس بهدف التشكيك فيما تقوله أمانة السياسات وما تطرحه من أفكار.. لكن اعترضنا عليه.. لأن لنا عقولاً تستطيع أن تدرك وتستوعب ما يقال لها.

واليوم.. جاء الرئيس حسني مبارك ليحسم الموقف.. عن أي قاهرة تتحدثون.. ابحثوا أولا في مشاكل المياه والإسكان والصرف الصحي للمواطنين، ثم بعد عشرة أو خمسة عشر عاما.. أعيدوا طرح ما شئتم من أفكار وخطط أو عدلوا فيها.. أو افعلوا ما يحلو لكم.. لكن الآن هناك أولويات.

والأولويات تقول إن المواطن اليوم يئن ويتوجع بما فيه الكفاية.. فلا تخدعوه ولا تضحكوا عليه ولا تحدثوه عن القاهرة ٢٠٥٠.

وفي لحظة تنكرت الحكومة لمشروع ٢٠٥٠ ولم تعترف به.. و كأنه طفل لقيط.. جاء من الحرام.. أو ألقت به لجنة السياسات في ليلة ممطرة.. حالكة الظلام أمام بيت من بيوت الله، وليس ناتجاً عن تفكير وجلسات وورش عمل.. ووقت وجهد.. و ما أكثر الحرام الذي يحاول الحزب الوطني أن يبيعه ويسوقه لنا.
posted by مفيش فايدة at 4:01 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home