من أنا؟

Wednesday, September 26, 2007

محمد علي ابراهيم والاخوان

لا أدري ماذا جري لعقل المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فقد قرر فجأة أن يوزع برنامج الحزب الجديد الذي قرر إنشاءه من جانب واحد علي المفكرين والكتاب في تحرك الهدف منه كما هو واضح إثارة جدل ونقاش بين أوساط المثقفين.. المحظورة تستهدف ممارسة ضغط "كاذب" علي أوساط الرأي العام بما يخدم هدفها الدائم في التواجد الإعلامي المكثف واستقطاب الأضواء حول برنامج يقولون إنه مدني رغم أنه صادر عن جماعة دينية. وطبيعي أن يكون شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية للإخوان المتخصصين في حفلات الإفطار والسحور بالفنادق الكبري لطرح برنامجهم علي المفكرين والمثقفين ورجال الأحزاب السياسية الذين سيتولون دعوتهم- كعادتهم كل عام- إلي هذه الموائد التي تشهد في العادة جدلا سياسيا ومقارعات بالحجة والبرهان المزيف. الأخ مهدي عاكف "يتذاكي" أو يمكر علي الناس لكن الله خير الماكرين وهكذا يطرح البرنامج زاعماً أن مصر دولة "مدنية" تعتبر "المواطنة" هي القاعدة التي تنطلق منها المطالبة بالديمقراطية وأن تعمل علي تحقيق حلم قيام الوحدة العربية ثم الأمة الإسلامية. وعلي افتراض أن الشيخ مهدي جاد في طرحه. فما هو الجديد الذي قدمه في برنامجه خلافا للتعديل الدستوري الذي تم في مارس الماضي وأصبحت المادة الأولي من الدستور علي النحو التالي "جمهورية مصر العربية دولة نظامها ديمقراطي يقوم علي أساس المواطنة والشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل علي تحقيق وحدتها الشاملة". وبالتالي نقول إن الشيخ مهدي وبرنامجه الوهمي لم يقدم شيئا من عنده سوي الضجة التي يريد أن يثيرها ويفجرها حول البرنامج الذي جاء عبارة عن نسخ "مشوه" لبرنامج الحزب الوطني بالاضافة إلي إعادة صياغة لبنود الدستور التي لا يعترف بها الشيخ مهدي عاكف ويريد أن يلغيها بالكامل ثم يقتبسها في برنامجه الوهمي. نقطة أخري يريدها عاكف في برنامجه وهي طرح اتفاقية كامب ديفيد للاستفتاء الشعبي مستغلا في ذلك شعور النقمة والحنق الذي يسود الشارع المصري من تصرفات إسرائيل الحمقاء ودعم أمريكا اللانهائي وإصرار تل أبيب علي دفن السلام وإجهاضه. لكن مهدي وبرنامجه وجماعته المحظورة لا يقدرون معني أن تنسحب مصر من اتفاقية دولية ولا يهمهم في قليل أو كثير أن تفقد القاهرة مصداقيتها عالميا أو أن تسقط في فخ عقوبات اقتصادية أو سياسية ولن يكترث المرشد أو الإخوان لو قامت إسرائيل يؤيدها تحالف دولي بمعاقبة مصر علي نقض السلام.. وجميعنا ندرك أن الأطماع في مصر تتزايد كل يوم. إن جماعة الإخوان المحظورة التي لم تتبرع بقرش واحد للقوات المسلحة المصرية عندما حاربت معركة الكرامة عام 1973. لا نستغرب منها أن تورط مصر في عقوبات أو مغامرة مجنونة تنتهي بنا إلي احتلال أو حرب أو مواجهة تعيدنا إلي نقطة الصفر. وتضيع كل ما بنيناه في هذا البلد. بل وربما تطيح بأحلام المستقبل التي نحاول أن نجسدها لأطفالنا وتدمر أكبر عملية تنمية في تاريخ مصر. علي أي حال فإن أخطر ما يريد الإخوان تمريره في برنامجهم هو أن يكون رئيس الجمهورية بلا حول أو قوة أمام هيئة دينية مقترحة. فلا يحق له اصدار قرارات أو قوانين إلا بعد الرجوع إلي هذه الهيئة.. كما أن هذه الهيئة الدينية ستكون أعلي من السلطة التشريعية. وبالتالي لا يحق لمجلس الشعب أن يوافق علي قانون إلا بعد أن تقطع هذه الهيئة الدينية برأيها الشرعي فيه.. باختصار ستكون هذه الهيئة هي محكمة التفتيش التي تحجر علي الضمائر وتحاسب الجميع علي خلجات نفوسهم. هل رأيتم ديكتاتورية دينية أكبر من تلك. إنه نظام أقرب إلي إيران التي تعترف بمرشد أعلي هو المرجعية الأولي الذي يخضع أمامه الرئيس ورئيس البرلمان وغيرهما. مصر لن تكون إيران أبدا. ولن يكون رئيسها مغلول اليد أمام سطوة تيار ديني "متنمر" يريد خطف البلد ورهنها لمشيئته. هناك نص غامض في البرنامج أيضا وهو أن هذه الهيئة الدينية ستطبق مرجعية الشريعة الاسلامية بالرؤية التي تتوافق عليها الأمة. أي فتنة تلك التي يريدون أن يشعلوها في البلد.. هل ستطرح مبادئ الشريعة علي الأمة لتتفق أو تختلف عليها الآن؟! وهل سنعيد الاتفاق علي ما اتفق عليه المسلمون وعلماؤهم منذ ما يزيد علي ألف عام؟! أي فكر تطرفي سيطرحه هؤلاء علينا. وهل ستكون الشريعة التي يطبقونها مختلفة عن الشريعة التي اتفق الفقهاء والقانونيون علي أنها المصدر الرئيسي للتشريع واستمدت كل القوانين المصرية شرعيتها منها. الهدف واضح في برنامج الإخوان الذي لن يري النور لأن القصد منه إثارة اللغط حوله بحيث تتناوله صحفهم يوميا. ويأخذون فيه رأي رجال الأحزاب المعارضين وحركة كفاية وتجمع "بشويش"! وحزب "وداد جلبي". وكل من يرفع صوتا معارضا للنظام.. وبهذا ينجح الإخوان في أن يحصلوا لبرنامجهم "الوهمي" علي اعتراف من كافة القوي السياسية والحزبية في مصر. ثم يتكفل نوابهم بالباقي في البرلمان. مخطط خبيث لكن ما يريدونه من ورائه واضح.. وواضح بصورة أكثر التوقيت الذي اختاروه للترويج له وهو شهر رمضان المبارك الأمر الذي يتفق مع توجههم الدائم بالمتاجرة بالدين من أجل أغراض سياسية هدفها الأوحد تدمير البلد.
posted by مفيش فايدة at 1:34 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home