من أنا؟

Monday, August 27, 2007

من الجمهورية

بقلم: محمد علي إبراهيمحزب الإخوان "الوهمي"والقبض علي قياداتهم!
استطاع الإخوان المحظورون قانوناً طبقاً لنصوص الدستور أن يوظفوا صحفهم وموقعهم الإلكتروني لنقل انطباع أن الدولة قامت بحملة اعتقالات ضدهم وبالذات ضد قيادات الجماعة. لأنهم اعتزموا الخروج بحزب سياسي جديد وإعلانه أمام الرأي العام. للتدليل علي أنهم جماعة مدنية تملك برنامجاً سياسياً وبالتالي ليسوا ميليشيات أو جيشا عسكريا أو تنظيما مسلحا. لكن الحقيقة الواضحة أن "الإخوان" لا يريدون حزباً ولا غيره.. والدليل أن ما قدموه ونشر في الصحف وتناوله الصحفيون بالنقد والتشريح علي أنه برنامج حقيقي. هو في حقيقته "هجص" ولا يخرج عن كونه ستاراً للتعمية ضد تحركات أخري كانت الجماعة تقوم بها بعيداً عن الحزب.. التاريخ يؤكد أن هذا هو أسلوبهم منذ نشأتهم. يطلقون قنبلة دخان في مكان ويدبرون لشيء آخر في نفس التوقيت. ولعلي لا أذيع سراً عندما أقول إن تنظيم الإخوان المسلمين يملك جهازاً أمنياً وأنهم يعلمون أن بعض أنشطتهم غير الشرعية وإسهاماتهم المالية والأموال التي تصل إليهم من الخارج موضوعة تحت المراقبة. ومن ثم يجهز الإخوان دائماً خططاً لتحويل الأنظار بعيداً عن هدفهم الحقيقي. وهو إشاعة الفوضي في الشارع المصري والقيام بحملة تشكيكية ضد الأمن والقضاء جناحي استقرار النظام وهو ما يحدث حالياً. ولاحظوا أن الحملة المدسوسة علي القضاة وفسادهم ورجال الأمن وتعذيبهم للمواطنين جاءت متزامنة إلي درجة كبيرة مع إعلان حزب الإخوان. غير أن أحداً لم يفكر في أن الكشف عن هذا الحزب الوهمي في هذا التوقيت يتناقض ويتعارض مع ما أعلنوه من قبل. فقد أعلن الإخوان مراراً أنهم لن يقدموا علي خطوة لتأسيس حزب سياسي جديد لأنهم متأكدون أن طلبهم سيرفض!. فما الذي استجد وجعلهم يقدمون علي الافصاح عن الحزب؟! وهل لا يعلم الإخوان أن الدستور المصري ينص علي أن تأسيس أحزاب علي أساس ديني أمر محظور؟! وتسألني إذا كان الإخوان يعلمون كل ذلك فلماذا أقدموا علي خطوة الإعلان عن حزب ديني؟! الجماعة المحظورة برعت في اللعبة السياسية لسنوات طوال امتدت منذ عام 1930 وحتي الآن ولم يحصل الإخوان علي "ترخيص رسمي" خلالها. لأنهم يعلمون أنهم جماعة غير شرعية. وأن هذا سر قوتهم! فهم تخصص "هدم" و"فوضي" وليسوا تخصص بناء.. أساتذة في فن تقويض الأنظمة والاغتيالات. وقد اعترف مرشدهم مهدي عاكف لأول مرة في حديث لصحيفة "العربي" الناصري باغتيال النقراشي والخازندار. وبالتالي فما المانع من تكرار محاولاتهم! إن الجماعة المحظورة تحتاج حالياً إلي مناخ مشابه لسنوات حكم الرئيس السادات. عندما كانت مصر منقسمة إلي من يؤيد السلام والانفتاح وكامب ديفيد ومن يعارض ويتمسك بقميص عبدالناصر وينادي بإسقاط حكم السادات الفرعون الخائن الذي أهدر نصر أكتوبر وتحالف مع الشيطان. وفرط في سيناء!! الإسلاميون الذين عاثوا فساداً في فترة ما بعد حكم السادات يشبهون إلي حد كبير الإخوان وما يقومون به حالياً.. الهدف واحد أمس واليوم وهو التواصل مع الناس واستخدام مصائبهم لكسب التعاطف. وفي الوقت ذاته يلعبون علي ارتباط الحزب الوطني الحاكم بالحكومة المسئولة عن تدني الخدمات وارتفاع الأسعار والتصاق الفساد ببعض رموزها. في خلط واضح للأوراق يدركه المراقب المحايد. والخبير بشئون الإخوان. الإخوان يلعبون في أكثر من جهة. فهم من ناحية يعلمون أن ممارساتهم ستقودهم لساحات المحاكم. ومن ناحية أخري ينقلون إلي الناس إحساسا بأنهم مظلومون ويحاولون دخول الحياة السياسية لكن الدولة تضطهدهم وتطارد قياداتهم وتعتقلهم.. هذا هو السيناريو الذي يحدث الآن. ويهمني في هذا المقام أن أنوه إلي حقيقة غابت عن كثيرين.. وهي لماذا يحرص الإخوان حاليا علي التشكيك وإشاعة الفوضي وتشويه القضاء والشرطة؟! والإجابة معروفة. وهي أن أي إصلاح سياسي حقيقي لن يصب أبدا في مصلحة الإخوان!. والحرب الدائرة حاليا بين الإخوان والحكومة هدفها إفشال الإصلاح السياسي الحقيقي. لأن الحياة الحزبية السليمة التي تسعي الدولة إلي قيامها كفيلة بالقضاء علي الإخوان. سيقول لي البعض إن حصول الإخوان علي 88 مقعدا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة دليل علي قوتهم. وأقول إنه دليل علي ضعفهم وليس قوتهم. فعملية التصويت التي حدثت عام 2005 لم يشارك فيها سوي ربع المقيدين في الجداول الانتخابية. وبالتالي نال مرشحو الجماعة أصوات كل الرافضين لسياسة الحكومة. وليس المنتمين للجماعة المحظورة. إن ما يفعله الحزب الوطني الآن هو تفعيل للأغلبية الصامتة وتشجيع لها علي الانخراط في الحزب وامتهان السياسة.. ولو فعلت كل الأحزاب ما يفعله الحزب الوطني الآن فمن المؤكد أن الأغلبية الصامتة ستنزل وتشارك وتختار. وينزوي الإخوان ساعتها لأنهم لن يكون لديهم ما يقدمونه. كما أن تجارب حماس وطالبان وإيران وحزب الله في خراب الشعوب. ستجعل كل من يفكر في التصويت لهم يتراجع ويختار أي حزب شرعي!.
posted by مفيش فايدة at 3:56 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home