من أنا؟

Thursday, August 9, 2007

كلام علي التعديلات الدستورية

س: لماذا عجلت الحكومة والحزب الوطني بطرح التعديلات الدستورية علي الشعب في استفتاء عام غدا الاثنين ٢٦ مارس، بدلا من يوم ٢٠ أبريل المقبل؟

ج: هناك أكثر من سبب في تقديري:

١ـ حتي لا تتسع حركة المعارضة ضد تلك التعديلات، ونجاح قوي المعارضة في الانتقال بها من مستوي النخبة إلي الشارع المصري، خاصة أن الأغلبية الصامتة مهيأة لمثل هذا الرفض،

بالرغم من عملية غسل المخ التي تتعرض لها علي امتداد ٢٤ ساعة في اليوم، ولم تسفر عن تحقيق أي نتيجة إيجابية، وتستطيع هذه الأغلبية أن تتخذ قرارا بعدم المشاركة، والتجاوب مع دعوة المعارضة لمقاطعة الاستفتاء.. ولو الفترة أبعد من ذلك، لأمكن تحريكها لرفض هذه التعديلات بالنزول في الشارع، وكل استطلاعات الرأي التي قامت بها أجهزة الدولة، توصلت إلي هذا الاستنتاج.

٢ـ رغبة من الحزب الحاكم، والرئيس حسني مبارك، في تمرير هذه التعديلات قبل مؤتمر القمة العربية بالرياض يوم ٢٨ مارس الجاري، حتي لا تصبح التعديلات هي القضية غير المدرجة علي جدول أعمال القمة والمسيطرة علي مناخ وأجواء القمة.

٣ـ وهذا هو السبب الأهم: لمعرفة الحكومة والحزب الوطني أن تلك التعديلات هي صفقة مسمومة وفاسدة، وإدراكهما أنها لا تستطيع أن تصمد حتي ٢٠ أبريل المقبل، وأن الروائح الكريهة منها قد تنتقل إلي كل مكان علي أرض مصر، ولا يمكن الاحتفاظ بهذه الصفقة المسمومة في ثلاجات التبريد والحفظ خلال أربعة أسابيع مقبلة.

لقد أدركت قيادات الحزب الوطني ضعف التبريرات التي يقدمونها لتسويق تلك التعديلات إلي الرأي العام، وأنه كلما زادت حملتهم في وسائل الإعلام الحكومية، ازدادت المعارضة لهذه التعديلات، لأن المنطق الذي يستخدمه رجال الحزب الوطني من سياسيين وإعلاميين، هش وضعيف وغير مقنع بالنسبة لرجل الشارع، واكتشفوا أن المواطن مهما بلغت درجة بؤسه، غير مستعد أبدا للتضحية بحرياته أو بالقليل منها أو التنازل عنها لأي سبب، حتي ولو كان مكافحة الإرهاب وحماية أمن البلاد،

كما يروج لهذه المقولة الفاسدة الدكتور مفيد شهاب، فيلسوف الحزب الوطني وكبير الطهاة في مطبخ التعديلات الدستورية.. ألم أقل من قبل إن كل ما يأتي عن طريق هذا الرجل «غير مفيد» بالمرة، وأن بداخله قناعة وإيمانا بعدم حاجة الشعب إلي الحريات، وأن أمن الحاكم عنده أهم من حرية وأمن ٧٥ مليون مصري؟! وهذا المبدأ، وهذه العقيدة، يسريان علي الرئيس مبارك أو علي أي رئيس آخر سابق أو لاحق.

>> في حوارها مع الإعلامية القديرة جيزيل خوري علي شاشة قناة «العربية» قالت السيدة سوزان مبارك إنها تشعر بنبض الناس، وتقترب من حياة البسطاء، وتعرف مشاكلهم، وتحس بآلامهم ومشاعرهم.. فهل سيادتها عرفت وشعرت بأحاسيس جمهور الأوبرا الذين ذهبوا للاستمتاع بحفل ذكري الفنان محمد عبدالوهاب الذي أقيم الخميس الماضي ٢٣ مارس، والذي أطلق عليه اسم «حفل الاعتقال»؟!

هل تعلم سيادتها الإجراءات الأمنية التي اتخذت مع رواد الأوبرا، ما يقرب من ألفي شخص، بسبب تشريف سيادتها مع ضيوفها العرب، وتشريف زوجة نجلها علاء مع ضيوفها العرب أيضا لهذا الحفل؟

كان من المفترض أن يبدأ الحفل في الساعة ٨ مساء، وينتهي في ٣٠.١١ مساء، لكنه بدأ ٣٥.٨ دقيقة، أي بتأخير ٣٥ دقيقة عن موعده، وانتهي في الساعة ١٠.١١ مساء، أي قبل الموعد بحوالي عشرين دقيقة.

كما تم سحب جميع الموبايلات من الجمهور قبل بداية الحفل، والبعض منهم تسلمها في الساعة الثانية أو الثالثة من صباح يوم الجمعة، أي بعد انتهاء الحفل بثلاث ساعات تقريبا.

هل ترضي السيدة سوزان بذلك؟ وهل تعرف مشاعر الناس في هذا اليوم؟ ولماذا حفل الاعتقال الذي أقيم لهؤلاء الأبرياء والضحايا الذين تصادف وجودهم في الحفل نفسه، الذي شاركت فيه السيدة سوزان؟
posted by مفيش فايدة at 8:31 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home