من أنا؟

Thursday, October 11, 2007

هل صدق الرئيس وعده؟

لا أعرف من هو العبقري والشخصية القانونية الفذة، التي صاغت البيان الذي صدر عن الأمانة العامة للحزب الوطني في اجتماعها أمس الأول، حول حرية الرأي والتعبير في مصر، والذي انتهي في الفقرة الأخيرة منه إلي طرح السؤال التالي:

هل تم الوفاء بالوعد الذي قطعه الرئيس حسني مبارك علي نفسه بإلغاء عقوبة الحبس في جرائم ترتكب عن طريق النشر؟

ويجيب هذا العبقري ـ الذي أيدته الأمانة العامة للحزب بالإجماع ـ عن السؤال بالآتي:

«يتبين ـ من كل ما تقدم ـ أن رئيس الجمهورية قد أوفي بالعهد وصدق الوعد فيما يتعلق بإلغاء عقوبة الحبس في الجرائم التي ترتكب عن طريق النشر.. بالقدر الذي لا يخل باستقرار المجتمع ويحافظ علي مؤسساته.. ذلك أن حرية التعبير ليست مطلقة، بل هي حرية تلتزم القيود الموضوعية ومبادئ المجتمع وقيمه وليست معول هدم لقواعد استقراره ودعائم بنيانه».

وكل ما تقدم في البيان علي هذه الفقرة هو عملية نصب وتدليس، ولصق فقرات إلي جانب بعضها، واستخدام أسماء بعض المواد في القوانين والدستور التي يريد من خلالها أن يخلص إلي هذا الرأي الجائر.. الذي ذهب إلي أن حرية الرأي والتعبير مصونة، وأنه لم يتم الاعتداء عليها، وأن حبس خمسة من رؤساء التحرير تم في الحدود التي تسمح بها حرية الرأي والتعبير.

وهكذا أوجد هذا العبقري الفذ، وأوجدت الأمانة العامة للحزب الوطني ورجالها الأبرار والوطنيون، وفي المقدمة منهم المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني المخرج القانوني للوعد الرئاسي بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر، الذي أعلنه منذ سنتين صفوت الشريف في نقابة الصحفيين علي لسان الرئيس مبارك.

فالرئيس قد أوفي بالعهد والرئيس قد صدق الوعد، وكل واحد بعد كده، يضع لسانه في فمه، ولا يفتحه، والذي سيفتحه في الحدود التي لا تلتزم القيود الموضوعية ومبادئ المجتمع وقيمه، سيتهم بارتكاب جريمة هدم قواعد المجتمع واستقراره ودعائم بنيانه.

صدقوني.. هذا البيان، يصادر حرية الرأي والتعبير في مصر، ويعود بنا إلي الوراء إلي عهود كبت الرأي ومصادرة الحريات، لأن الحرية المتاحة سيكون مسموحا بها علي القدر الذي يسمح به والذي يفهمه السيد أحمد عز وقيادات ورموز الحزب الوطني الأبرار.

ياه.. يريدون منا ومن كل الأحرار في هذا الوطن، أن نحارب معركة حرية الصحافة والرأي والتعبير، والتي هي حق لكل مواطن من أول وجديد، وأن نعود بها إلي المربع رقم واحد، وهذا لن يكون حتي ولو ذهب نصف الصحفيين إلي السجون، فهذا أشرف لهم من أن يسكتوا علي بيان جائر وظالم، كتبه شخص بلا ضمير.
posted by مفيش فايدة at 3:18 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home