من أنا؟

Monday, October 15, 2007

تزبيط الشغل اهم من الشغل

أكدت التجربة أن الحداقة والفهلوه والمفهومية تحقق ما يعجز عن تحقيقه العلم والبحث والتخطيط‏!!‏ وأن الأهم من الشغل هو‏'‏ تزبيط‏'‏ الشغل‏!!‏ يعني بذمتك كام وزير تعليم تولي هذا المنصب وفكر‏-‏ مجرد فكرة‏-‏ أن يقترب من مبدأ تكافؤ الفرص أو أن يمس مجانية التعليم‏..‏ علي ما أظن لا يوجد لأن مجرد الاقتراب من الفكرة خطر لا يستطيع أحد أن يتحمله لأنه قد يمس كرسي الوزارة نفسه‏!!‏ وهذا للأسف لأن كل من سبق منهم بيفكر في الشغل نفسه ولكن الدكتور هاني هلال اكتشف الحل السحري وهو أن‏'‏ تزبيط‏'‏ الشغل أهم من الشغل نفسه‏!!‏ وأول حاجة في‏'‏ التزبيط‏'‏ اختيار الاسم اللطيف الخفيف الظريف الذي يخترق جسم المواطن المصري فلا يشعر به‏!!‏ حاجة كده زي شكة الدبوس‏!!‏يعني عايزين نخللي التعليم بفلوس‏..‏ سهل خالص خالص‏!‏ بس بشرط مفيش لزوم للكلام بصراحة عن مجانية التعليم أو تكافؤ الفرص‏..‏ ولكن نخللي الكلام عن حاجة ثانية خالص مالهاش دعوة بالموضوع الأصلي يعني نقول ياجماعة التعليم المجاني زي ما هو وعلي رأسنا من فوق وشوية من الكلام الحلو بتاع لا مساس بالمجانية واحنا أولاد المجانية لكن ياجماعة‏-‏ ده الوزير بيقول حنعمل حاجة تانية اسمها البرامج الجديدة ودي حاجة محترمة ومتقدمة ولها أساتذة متفرغون لخدمة طلابهم ومناهج آخر حلاوة وبمنطق أطبخي ياجارية كلف ياسيدي‏..‏ فإن علي الطالب في هذه البرامج الجميلة المميزة أن يدفع حوالي عشرة آلاف جنيه قفزت هذا العام إلي‏14‏ ألف جنيه بالتمام والكمال‏!!‏ وطبعا ما تشغلش بالك بالعيال الفقراء بتوع التعليم المجاني‏..‏ مش كفاية أنهم بيدخلوا الجامعة أساسا‏!!‏ وإذا الظروف حكمت وكان وجودهم مصدر ضيق أو قلق للطلاب القادرة علي الدفع في البرامج الجديدة ندور للغلابة علي أي مكان محدوف ومتطوح بعيد شوية يتحطوا فيه لغاية ما بعد كام سنة يزهقوا هم وأهاليــهم ويصرفوا نظر عن حكاية التعليم المجاني اللي مش جايبه غير الهم ووجع القلب وشوية شوية ينقرض هؤلاء الغلابة ويختفون من الجامعات وتصبح الجامعات حلالا بلالا هنيئا مريئا لأبناء القادرين علي الدفع وبكده تمر الحكاية بسهولة خالـص كما‏'‏ شكة الدبوس‏'!!‏والحقيقة أن ما نشرته في الأسبوع الماضي عن‏'‏ نفي‏'‏ طلاب هندسة القاهرة الغلابة إلي مدينة الشيخ زايد لصالح الطلاب أولاد الناس‏'‏ القادرة‏'‏ أثار ردود أفعال أوسع مما تصورت أوجزتها رسالة تقول‏'‏ حول ما نشرته بخصوص طلبة إعدادي هندسة القاهرة والذي تم نقلهم إلي مبني الكلية بمدينة الشيخ زايد فأنا أم لطالب من هؤلاء الطلبة المعذبين‏.‏يبدأ يومه الدراسي من الساعة السادسة صباحا جريا وراء أتوبيس يقله إلي مكان دراسته ويتعرض إلي نفس الموقف في رحلة العودة ليعود لمنزلة في السادسة مساء يعني‏12‏ ساعة يوميا نصفها معاناة‏!‏ ثم أن المبني غير مجهز لاستقبال طلاب ويحضرون المحاضرات في قاعة مسرح لا يرون فيها الأستاذ ولا يسمعون صوته بسهولة‏!!‏وتسأل الأم ياتري هل صاحب القرار الذي ظلم أبناءنا المتفوقين راض الآن عن قراره الظالم ببهدلة آلاف الطلبة حيث أنه لا وقت للمذاكرة لا وقت للراحة حيث أن الطلبة في رحلة عذاب يومية لمدة خمسة أيام أسبوعيا؟وياتري في أيام الامتحانات ومع عدم انتظام السيارات وأحيانا عدم مجيئها ماذا سيكون موقف الطلاب؟هؤلاء طلاب متفوقون وليس ذنبهم أنهم من عائلات شريفة وكادحة وليسوا من عائلات قادرة علي أن تدفع آلاف الجنيهات لكي تعلم أبناءها علي حساب أولادنا وأن تتولي الدفاع عنهم‏.‏وربما في نفس الاطار وعلشان الحكاية تجري بسرعة أكثر مفيش مانع أن الغلابة دول كمان ندوس عليهم شوية يعني بعد نفيهم إلي مدينة الشيخ زايد مثلا نخللي كل واحد منهم يدفع مائة جنيه شهريا مصاريف أتوبيس يحدفه هناك وكمان نلعب شوية في المصاريف الدراسية‏..‏ يعني شوية زيادة هنا علي شوية زيادة هناك بدءا من الرسوم إلي المكتبة إلي الأنشطة إلي المدينة الجامعية بس مش حنقول زيادة أو رفع للمصروفات أبدا أبدا حنقول‏'‏ تحريك‏'‏ للمصروفات أو إسهام تحسين الخدمة الطلابية مش بقولك الأهم من الشغل‏'‏ تزبيط الشغل‏'.‏وعندما تسأل عن حكاية‏'‏ تحريك‏'‏ المصروفات الدراسية للطلبة الغلابة يقتلك منطق‏'‏ ما هو كل حاجة سعرها بتزيد‏...'‏ منطق‏'‏ شوف كرتونة البيض بكام ؟ وعلبة السمنة ثلاثة كيلو بقت بكام ؟‏!'‏ وتشعر أنك تتناقش في صاحب سوبر ماركت‏!!‏ طيب بذمتك ترد تقول أيه إذا كان المسئول المحترم شايف الموضوع بهذا المنطق ؟ تحاول أن توضح لسيادته أن التعليم لايكيل بالباذنجان‏-‏ علي رأي عادل إمام‏-‏ وأن التعليم عملية تنمية للبشر وأنه استثمار تتحمل الدولة مسئوليته من مواردها السيادية وأن التعليم مثل العلاج والأمن يجب أن تكفله الدولة للمواطن القادر علميا وتحاول أن تشرح للمسئول المحترم ما يسمي بالحراك الاجتماعي اللي هو انتقال مواطن من طبقة إلي طبقة اجتماعية أفضل وأن الطريق الوحيد المشروع لتحقيق ذلك الحراك هو التعليم فيرد عليك المسئول المحترم بنفس منطق كرتونة البيض وعلبه السمن ثلاثة كيلو‏!!!‏ ويقول لك يعني أيه‏200‏ أو‏300‏ جنيه زيادة‏!!‏ ده كل عيل شايل موبايل‏!!‏ ساعتها فقط تفهم معني كلمة الأذان في مالطة والنفخ في القربة المخرومة‏!!‏ وساعتها أيضا تدرك صحة نظرية أن تزبيط الشغل أهم من الشغل نفسه‏!!‏ وساعتها ممكن كلنا نلبس العمة يامزبطني‏!!‏
posted by مفيش فايدة at 4:44 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home