من أنا؟

Sunday, October 14, 2007

الرئيس لا يخلف الوعد

في اليوم نفسه الذي قررت فيه غالبية الصحف الخاصة والمعارضة الاحتجاب عن الصدور أمس الأول «الأحد».. قرر صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري ورئيس المجلس الأعلي للصحافة أن يدلي بتصريحات إلي الزميل عبدالله حسن، رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط.. لكي تنشر الصحف القومية في اليوم نفسه.. كرد علي رسالة الاحتجاب.. فلم يضع الشريف نفسه كطرف محايد في الأزمة الحالية بين الصحفيين وبين الدولة.. بل أعلن انحيازه إلي جانب الحكومة والحزب الوطني.


والرسالة التي أراد الشريف توصيلها هي أن حرية الصحافة مصونة.. وأنه لا تراجع عنها.. وأنها تعد ركناً أساسياً من أركان النظام الديمقراطي، وصمام أمن يحمي مسيرة الوطن.. إلي آخر هذه الأكلشيهات المعروفة.. والتي تقال في مثل هذه المناسبات.


وبالتالي.. لماذا أنتم محتجبون، وعلي أي شيء احتجبتم؟ ولماذا المأتم وسرادق العزاء الذي تنصبونه؟


ولم ينس صفوت الشريف أن تتصدر تصريحاته.. الأكلشيه الدائم وهو أن الرئيس حسني مبارك يقف دائماً إلي جانب حرية الصحافة.. إلي أن قال: «وقد أوفي الرئيس مبارك بالوعد الذي قطعه بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر التي تمس التعبير عن الرأي وحق النقد».


بالذمة.. ده كلام! هل قام الرئيس مبارك بتنفيذ وعده، وإذا كان قد نفذه.. فمتي حدث ذلك؟ هل نفذه من وراء الصحفيين والرأي العام؟ هل ألغيت بالفعل المواد ١٨٨ و٢٠٣ و٢٠٣ مكرر وغيرها من المواد في قانون العقوبات التي تعاقب بالحبس في قضايا النشر؟.


وإذا كان الوعد الرئاسي قد نفذ.. فلماذا صدرت الأحكام بحبس سبعة من الزملاء الصحفيين.. بينهم خمسة رؤساء تحرير؟ إلا إذا كان رئيس مجلس الشوري يعتبر أن الأحكام التي صدرت بحبس الصحفيين ليست لها علاقة بعملهم الصحفي.. ولا بحرية الرأي والتعبير، وإنما هم متهمون في قضايا نصب واحتيال ودعارة وسرقة؟


فالزميل إبراهيم عيسي متهم في قضية نشل.. وليس انتقاد رموز الحزب الوطني.. والزميل عادل حمودة متهم في قضية سرقة مال عام وليس الهجوم علي حكومة الدكتور نظيف.. والزميل وائل الإبراشي متهم في قضية سرقة غسيل وليس في انتقاد انتهاكات وزارة الدااخلية.. والزميل عبدالحليم قنديل متهم في قضية نفقة.. والزميل أنور الهواري في قضية شهادة زور!


ورئيس مجلس الشوري «معه حق ورجل صادق ولا ينطق عن الهوي».. فإذا كان الزملاء متهمين في قضايا نصب وسرقة ونفقة وشهادة زور.. فلماذا يدعون أنها تتعلق بقضية حرية الرأي التعبير؟ ولماذا يورطون الجماعة الصحفية معهم ويخدعون الرأي العام والهيئات الدولية التي تورطت في إصدار عشرات البيانات بالتعاطف مع قضاياهم؟


هل يكشف لنا رئيس المجلس الأعلي للصحافة، في تصريحات جديدة له، عن الأحراز التي ضبطت في قضايا الزملاء.. لتكون مفاجأة للرأي العام.. فهي ليست مقالات كتبوها، كما ورد في الحكم القضائي ضد رموز الحزب الوطني.. إنما هي مفك ومطواة قرن غزال وشوم وسنج؟


القضية كلها يا سادة- كما يفهم من كلام صفوت الشريف- ملفقة ومفبركة.. فالرئيس قد وعد.. والرئيس قد نفذ وعده.. ودقي يا مزيكة الشريف؟!







.
posted by مفيش فايدة at 4:10 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home