من أنا؟

Monday, October 15, 2007

يا انجازتك يا مبارك

الزميل العزيز سليمان جوده كتب مقالاً في "المصري اليوم" خلص فيه إلي أن الرئيس مبارك مازال في حاجة إلي إنجاز سياسي يحسب له مثل السادات الذي وقع اتفاقية السلام. والنحاس الذي وقع وألغي معاهدة 1936 وسراج الدين وفضله في معركة الإسماعيلية الشهيرة ... و.. و.. أكد زميلنا أن إنجاز الرئيس مبارك الأهم حتي الآن من وجهه نظره هو تحقيق الضربة الجوية التي فتحت باب نصر اكتوبر العظيم. ونوه إلي أنه غير مستعد أن يقول له أحد إن الاستقرار هو إنجاز مبارك الأكبر. لأن هذا الاستقرار كان الراحل العظيم أنور السادات هو السبب فيه بمعاهدة السلام التي وقعها ببصيرة سياسية نادرة. ولا أختلف مع الزميل جوده في تقديري البالغ لدور السادات العظيم بطل الحرب والسلام. ولكن ليسمح لي الزميل أن أذكره أن الاستقرار الذي مهد له السادات كان من الممكن أن يضيع في غمضة عين لو لم يكن هناك رئيس بعقل وحكمة مبارك. فالاستقرار لم يكن ليتحقق لو وافق مبارك علي مطالب إسرائيل بالحصول علي ضمان كتابي من مصر بالتزامها باتفاقية كامب ديفيد. وانها لاتنقضها.. وقالها مبارك صريحة لالكسندر هيج وزير خارجية أمريكا في أول زيارة له للقاهرة "مصر لاتقدم ضمانات لكلمتها أو توقيعها". ولن أتحدث عن اصرار الرئيس في التمسك بطابا حتي لو كانت كيلو مترا واحداً. وعدم تفريطه في ذرة رمل واحدة. بينما "فرط" آخرون علي مر التاريخ في مناطق مصرية 100% منها علي سبيل المثال لا الحصر. ""أم الرشراش" وواحة جغبوب. ودير السلطان.. يكفي فخرا للرئيس إذا كنتم لاتريدون أن تنسبوا الاستقرار إليه أنه لم يفرط في أرض مصرية وأيضا لم ينتهج أي سياسة تؤدي إلي أن نفاجأ بجنود أجانب علي أرضنا في وقت انتشروا فيه في معظم الدول المحيطة بنا. ان توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل كان بالتأكيد أهم إنجاز سياسي عربي في وقته. لكن الرؤية الحكيمة لمبارك هي التي ضمنت استمرار هذا الإنجاز. وقد كان من السهل إهداره كما حدث مع الفلسطينيين الذين وقعوا واتفقوا ثم ذهب كل ببضاعته يروجها بعيداً عن الآخر.. ولا تقل لي يا زميلي العزيز إن إسرائيل "فقط" هي سبب ضياع السلام. فأنت وأنا نعلم ما فعله الفلسطينيون في بعضهم فساعدوا إسرائيل بخلافاتهم. وإذا كنت لا تعترف بأن الاستقرار هو إنجاز سياسي لمبارك لا يقل عن الإنجاز العسكري. فإنني أحيلك إلي أشياء أخري علها تذكرنا وتذكرك بأن إنجازات مبارك لا تعد ولا تحصي. مبارك الرئيس الوحيد بين رؤساء مصر الثلاثة الذي حظي بشرعية ثلاثية. هي شرعية أكتوبر وكونه نائباً "وحيداً" لرئيس الجمهورية وثالثاً شرعية الانتخاب أو شرعية الاختيار الذي أجمع عليه الشعب في أول انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ مصر. لكن يبقي الإنجاز الأهم والأبقي في مسيرة مبارك وهو أنه بطل الديمقراطية والتنمية. ولا تقل لي إن الموجود في مصر الآن هو هامش حرية وديمقراطية مزيفة ومزورة وقوانين صيغت خصيصاً لضرب المعارضة.. وعفواً فإني لن أصدق ذلك. الإنجاز الأهم والأبقي للرئيس مبارك هو الديمقراطية والتنمية. وهو الإنجاز أو المشروع القومي الذي لا يشعر أحد بقيمته الآن. وإن كان هذا الإحساس سيتزايد في عصر ما بعد مبارك. تماماً كما أدركنا أهمية السد العالي بعد رحيل عبدالناصر. الطريف اننا في إطار الحملة ضد ناصر التي قادها مؤيدو السادات سمعنا عن أن السد العالي هو السبب في عدم وصول الطمي إلي الأراضي الزراعية . وبالتالي فقدت الأرض خصوبتها. وقالوا إن الفيضان كان يغسل الأراضي الزراعية.. وكان.. وكان.. وذهب السادات وبقي إنجاز عبدالناصر الذي يتغني الناس به الآن. بعد أن شتموه في عهد السادات. الرئيس مبارك هو بطل الديمقراطية والتنمية. والذين يهاجمون الحياة السياسية المصرية الآن وديكتاتورية الحزب الحاكم. ويشيعون أن أجواء الصحافة تنذر بعودة انتكاسة سبتمبر. أقول لهم سيجيء وقت يتذكر فيه المعارضون الرئيس مبارك بكل خير. ويتمنون أن يتاح لهم قدرا يسيرا من الحرية التي كانت سائدة في عهده. الرئيس مبارك هو الوحيد بين رؤساء مصر الذي تطاولت عليه الصحف وعلي عائلته تحت دعوي حرية الصحافة وتركهم يزايدون ويتزايدون حتي تهددت الحرية الاقتصادية للبلد. فكان لابد من وقفة لمراجعة النفس وليس للعقاب كما تصور الصحافة المنتحرة نفسها. سيجيء وقت يقارن فيه المزايدون عصر ما بعد مبارك بعهده. ويقولون إنهم كانوا يفعلون كذا.. ويكتبون.. ويشيعون.. ويشنعون فلا يعترض عليهم أحد ولا يرفع إصبعا في وجوههم. إنجاز مبارك الأكبر والأبقي هو الديمقراطية والتنمية. وهو الرئيس الوحيد - إذا كنتم لا تذكرون - الذي دخل 88 نائبا من الإخوان المسلمين البرلمان في عهده. ثم تطاولوا عليه وعلي مصر. إننا لا نقول إن الديمقراطية في مصر قد بلغت أوجها وقوتها. ولكننا نقول إنها بدأت في عهد مبارك وهو حاميها وراعيها والذي صبر وثابر عليها رغم التجاوزات والشطط والانفلات. إن الذين يقارنون بين ما حدث من أحكام غرامة ضد بعض الصحفيين وبين أحداث سبتمبر 1981. عليهم أن يذكروا من الذي أنهي اعتقالات سبتمبر. ومن الذي أصر علي عدم قصف قلم أي معارض. وهو عكس ما كان يحدث مع الرئيس السادات الذي منع كثيرين من الكتابة. بل علي العكس فمازال ايمن نور " السجين " يكتب في الصحف من داخل سجنه .. إذا كنا نبحث عن الإنجاز الأهم والأبقي للرئيس مبارك فأؤكد أنه الحرية التي صدرت في ظلها صحف خاصة لأول مرة بعد الثورة. وهي الصحف التي يكتب فيها الزملاء ويخرجون عن كل قيمة وناموس وقانون. وأخيرا فإن الذين هاجموا عبدالناصر وانتقدوا السادات . يختلفون اختلافا جذريا عمن ينتقد الرئيس مبارك الآن. فهو أول رئيس يقرأ نقدا لاذعا له وهو في الحكم وبيده كل السلطات.. وهو أيضا يتم الكتابة ضده في مانشيتات الصحف. بعد أن كان الصحفيون سابقا يتحايلون علي ذلك بكتابة قصة مثل "شيء من الخوف" لثروت أباظة أو "السلطان الحائر" لتوفيق الحكيم. ويا زميلي العزيز.. كما عرفنا قيمة ناصر والسادات. سنعرف قدر مبارك.. ونتمني عندما نعرفه أن تكون مصر حرة وقوية ومستقرة تنعم باستقلال أراضيها وديمقراطية برلمانها. وانفلات صحفها كما هي الآن.
posted by مفيش فايدة at 4:57 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home