من أنا؟

Sunday, November 4, 2007

اسمامة



لم تكن إعادة انتخاب الرئيس حسني مبارك بالإجماع أمس رئيسا للحزب الوطني مفاجأة لأحد بل كانت حقيقة مؤكدة‏,‏ حتي قبل أن يبدأ الحزب مؤتمره العام التاسع‏.‏ ومع ذلك فإن الطريقة التي تمت بها عملية الانتخاب تكشف عن معان كثيرة نحتاج إلي أن نتوقف عندها ونتأملها في ظل تطور مسيرتنا الديمقراطية‏.‏فحينما طرح الرئيس تعديل المادة‏76‏ من الدستور‏,‏ ووافق عليها الشعب ووضع نظاما انتخابيا جديدا لرئيس الجمهورية‏,‏ خضع انتخاب الرئيس للإجراءات المنصوص عليها في التعديل‏,‏ وكان الهدف هو ترسيخ واحترام النظام الذي دعا له ووافق عليه الشعب‏.‏وبالأمس في الحزب الوطني كان الإجماع علي انتخاب الرئيس واضحا‏,‏ فهو مؤسس النظام الديمقراطي‏,‏ وقد أرسي قواعده‏,‏ ووجه خطابا للجنة المشرفة علي الترشيح وتلاه الأمين العام علي الأعضاء‏.‏ وحسب ماينص عليه النظام السياسي تمت عملية انتخاب رئيس الحزب لدورة جديدة‏,‏ من‏5310‏ أعضاء‏,‏ انتخبوا رئيسهم بالاقتراع السري المباشر‏.‏وهذا الاختيار الديمقراطي لرئاسة الحزب الوطني سوف تكون له تأثيراته القوية علي تطور الحياة السياسية في مصر‏,‏ فالأحزاب التي تمارس عملها بأسلوب ديمقراطي في شئونها الداخلية‏,‏ قادرة علي المنافسة والممارسة الديمقراطية مع غيرها من الأحزاب‏,‏ بل ومستعدة لها بالخبرة التي اكتسبتها من عمليات الفرز والاختيار داخلها‏.‏وهذا الأسلوب يحدث لأول مرة في حياتنا السياسية‏,‏ وهو النموذج الذي نأمل أن تقتدي به الأحزاب الأخري لتحديث هياكلها‏,‏ وحل مشكلاتها وصراعاتها الداخلية بدلا من الانقسام والتشرذم‏,‏ لتكون قادرة علي أداء الدور المنوط بها في نظام سياسي يقوم علي التعدد والتنافس والاختيار الحر‏.‏وحين يختار أعضاء المؤتمر العام مبارك رئيسا للحزب فلديهم مبرراتهم التي تتعلق بشئون الحزب الداخلية حفاظا علي ماتحقق من تطور ومكتسبات تدفع الحزب الوطني خطوات هائلة للأمام وتحفظ له ريادة العمل السياسي في مصر‏,‏ وتساعده علي استكمال برامج وسياسات ظهرت نتائجها ولاتزال‏,‏ وتبشر نتائجها بالكثير من الإنجازات‏.‏ويوافق هذا الاختيار اجماعا مصريا علي قيادة الرئيس مبارك للمرحلة المقبلة‏..‏ وتمسكا برؤيته وفكره الذي عبر بمصر كثيرا من الأزمات التي لم يشعر الكثيرون بها ولم يشعر بها أيضا الذين أصاب الوهن ذاكرتهم‏.‏فالمشكلات التي نواجهها اليوم في ظل قيادة مبارك ليست هي نفسها المشكلات التي واجهناها عشية توليه المسئولية من حيث الكم والكيف‏.‏والذين يعرفون حجم المشكلات التي واجهتنا في الاقتصاد والصحة والتعليم والمواصلات والطاقة والإسكان والبنية الأساسية‏,‏ يعرفون حقيقة الذي قام به حسني مبارك لمصر منذ توليه المسئولية‏,‏ وكان اختيار حزب الأغلبية له اختيارا من أجل مصر التي نذر مبارك نفسه لها ولشعبها منذ سنوات شبابه الأولي‏,‏ حيث انضم إلي صفوف المقاتلين عن شرف الوطن وأمنه‏..‏ وخاض علي مدي سنوات طويلة الحروب وملاحم الاستعداد لها‏,‏ حتي إذا تولي أمر البلاد كان عليه أن يخوض معارك لاتقل ضراوة عن الحروب‏,‏ وهي صراع أمة من أجل سلام ينهي بالعدل مسلسل الحروب في المنطقة‏,‏ ومن أجل تنمية تحقق للجميع مستويات الحياة التي تليق بهم‏

posted by مفيش فايدة at 1:29 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home