من أنا؟
Wednesday, January 21, 2009
مواقع
مواقع
قراءات
باريس ــ عثمان تزغارت
” مئة عام على ولادة صاحبة” الجنس الثاني
بعد قرابة ربع قرن على رحيلها، ما زالت تثير الجدل. الأم الروحيّة للحركة النسويّة في العالم، ورفيقة درب بطريرك الوجوديّة جان بول سارتر، صار عمرها اليوم مئة عام… عمر من النضالات السياسية والاجتماعيّة، طبعته الجرأة في الفكر والممارسة
لأول مرّة منذ تأسيسها، قبل نصف قرن، تصدرّت غلاف مجلة «نوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية الرصينة صورة امرأة عارية. لكنّ المجلة الفرنسية المعروفة بنخبويتها، لم تقدِم على ذلك بدافع الإثارة الرخيصة أو الكسب المالي. وهي لم تختر صورة لعارضة أزياء أو مغنّية أو ملكة جمال، بل كانت الصورة لسيمون دو بوفوار، الأديبة والمفكرة والمناضلة النسائية الفرنسية، التي تحتفل فرنسا والعالم، اليوم، بالذكرى المئوية لولادتها (9 كانون الثاني/ يناير 1908)!
والصورة التقطها المصوّر الشهير آرت شاي، في شقة عشيق دو بوفوار، الروائي الأميركي نيلسون ألغرين، في شيكاغو، خلال خمسينيات القرن الماضي. أما سبب اختيار الصورة مع مانشيت بعنوان: «سيمون الفضائحية»، فيعود إلى أنّ «نوفيل أوبسرفاتور» ـــــ التي كانت إحدى المنابر الرئيسة لصاحبة «الجنس الثاني» وتوأمها الفكري جان بول سارتر، منذ نصف قرن ـــــ تعمّدت إبراز المفارقة الكبيرة التي تطبع الاحتفاء العالمي الحالي بمئوية بوفوار، إذ غلب الجدل بشأن تفاصيل حياتها الشخصية والحميمة على النقاش الفكري المتعلّق بأعمالها وفكرها.
اللافت أنّ خيارات الكاتبة الفرنسيّة سيمون دو بوفوار ومواقفها، سواء في فكرها وأعمالها أو في حياتها الشخصية والعاطفية، ما زالت تثير الجدل، على رغم مرور ربع قرن على رحيلها، ما يبيّن إلى أي مدى كانت سابقة لعصرها، من حيث تحرّرها الفكري وتمرّدها على الأعراف الاجتماعية. وقد رافق الجدل سيمون دو بوفوار منذ بداياتها، لكنّه اتخذ طابعاً أكثر عنفاً وتجنّياً، مع صدور مؤلفها الأبرز: «الجنس الثاني» (1949)، الذي يعدّ بمثابة البيان المؤسّس للحركة المطلبية النسويّة في العالم أجمع. حقّق الكتاب نجاحاً فورياً، وبيعت من طبعته الأولى قرابة مليون ومئتي ألف نسخة، وتُرجم إلى 27 لغة. لكن ذلك لم يمنع مفكّرين بارزين من التجنّي عليه والتهجّم على مؤلّفته. إذ وصف ألبير كامو الكتاب بـ«العار الذي يدنّس شرف الذكر الفرنسي»! أما فرانسوا مورياك، فقد ذهب إلى حد القول، خلال حوار شهير مع مجلة «الأزمنة المعاصرة» التي كان الثنائي سارتر ـــــ دو بوفوار يشرفان على إصدارها: «الشيء الوحيد الذي أفادني به هذا الكتاب هو أنني عرفت أدقّ التفاصيل عن الجهاز التناسلي لمؤلّفته»!
حتى الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي كان آنذاك يمثّل طليعة الفكر التقدمي في بلد ديكارت، فقد علّق على الكتاب في جريدته «لومانيتيه»، مشيراً إلى أن «الأفكار التي يتضمنها، رغم ادّعاءاتها التقدّمية، ستُقابل بالسخرية، بلا شك، من عاملات مصانع «رينو» في «بولوني بيانكور» لو أُتيحت لهن فرصة الإطلاع عليها»!
لماذا كل ذلك التجنّي على الكتاب؟ لأنه بكل بساطة جاء في خضم الثورة التحرّرية التي تلت الحرب العالمية، ليطلق رصاصة الرحمة على الأعراف الذكورية السائدة. «لا تولد الواحدة منّا امرأة، بالمفهوم التقليدي ـــــ تقول دو بوفوار ـــــ بل تصبح كذلك، بفعل التأثيرات الاجتماعية التي ترى الأنوثة مزيجاً من الروح الداعرة والتمرّس في فن الرضوخ والعبودية». وتضيف: «الأنوثة بالمفهوم التقليدي السائد هي منتج مصطنع ومفبرك من الحضارة الذكورية. إن ما يشاع عن غرائز الغنج والخضوع لدى النساء، إنما هو انحراف مكتسب اجتماعياً، تماماً مثل غريزة الغرور والأنا الذكورية المنتفخة التي هي مكتسبة وغير فطرية لدى الرجال»!
أحدثت الأفكار الجريئة والرؤى الراديكالية التي تضمّنها «الجنس الثاني» ثورةً اجتماعيةً ومنعطفاً فكرياً مرجعياً، خرجت من معطفه أجيال عدة من مناضلات (ومناضلي) الحركة النسائية العالمية. وإن كان تطوّر الحركة النسائية، لاحقاً، قد سمح بتدارك شطط البدايات، حيث لم تعد مناضلات الحركة النسائية حالياً ترى أنّ «الأنوثة» هي بالضرورة نقيض للتحرّر. وقد أثبتت المؤلفات التي صدرت أخيراً، بالاستناد إلى أوراق ومراسلات دو بوفوار، أنّ حياتها الشخصية لم تكن متطابقة مع الصرامة المتداولة عنها وتقشف الصورة النمطية التي اقترنت بها… ولم تكن تعزف عن «المتع الأنثوية» (راجع البرواز).
بصدور «الجنس الثاني»، لم تعد دو بوفوار مجرد رفيقة درب وتوأم فكري لجان بول ساتر، زعيم التيار الوجودي في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، بل أصحبت رمزاً ومرجعاً فكرياً للحركة النسائية العالمية. وقد رافق سارتر بالتأييد والدعم نضالات دو بوفوار النسائية، بالقدر نفسه الذي أيّدت هي مواقفه ونضالاته ومعاركه الفكرية، حتى الخاسرة منها، كتأييده الأعمى للاتحاد السوفياتي في العهد الستاليني. ولم يفرّق بين الاثنين سوى انحياز الأخير الصارخ لإسرائيل في أواخر حياته، تحت تأثيرات «سكرتيره الفكري» بيني ليفي. فهذا الأخير لم يتوّرع عن الاستغلال المغرض لشيخوخة سارتر، الذي كان قد أصبح أعمى وشبه أصم، بشهادة جان دانييل، مؤسس أسبوعيّة «نوفيل أوبسرفاتور» العريقة، ورئيس تحريرها حتى اليوم. لكن قطيعة السنوات الأخيرة بين دو بوفوار ورفيق دربها الأزلي، الذي كان يلقبها بكاستور Castor، لم تخرج إلى العلن سوى بعد رحيلهما، حين كشفت عنها بعض الوثائق والمراسلات التي نشرتها ابنة دو بوفوار بالتبنّي، سيلفي لوبون ـــــ دو بوفوار.
سيمون دو بوفوار الكتابة بمفهومها البدائي في نفس الوقت الذي بدأ والدها جورج دوبوفوار المغرم بالكتب بتعليمها القراءة، أي في سن الثالثة.
كان واضحا منذ البداية ان الطفلة سيمون تملك موهبة في هذا الاتجاه.
كان لفقدان دو بوفورا صديقة لها ماتت في العشرين من عمرها تدعى اليزابيث لو كوان التي ارتبطت بها عاطفيا منذ الطفولة دور في جنوحها نحو الفلسفة هربا من الاكتئاب الذي الم بها.
ويلاحظ أن شخصية اليزابيث (زازا) كانت حاضرة في العديد من المؤلفات الأدبية لدو بوفوار.
الانسان لا يولد امرأة بل يصبح ذلك لاحقا.
سيمون دو بوفوار
اذن بدأت سيمون الشابة بالتمرد الروحي على أكثر القوانين الوجودية رسوخا: الموت، انطلاقا من موت صديقتها "زازا" في وقت مبكر.
ثم بدأ هذا التمرد يأخذ منحى اخر ليطال الطبقية التي كانت تميز المجتمع الفرنسي والهرمية التي تميز وضع الرجل والمرأة فيه، والقوانين التي تحكم وتقيد حرية الفرد.
في حوالي العشرين التقت دو بوفوار الشاب جان بول سارتر على مقاعد الدراسة في جامعة السوربون، ولاحظا منذ البداية سمة مشتركة عند كليهما: الكراهية التي يكناها لقيود الطبقة العليا المسيطرة والجنوح نحو الحرية الشخصية.
و ما لبث سارتر الشاب أن عبر عن التناقض في فهمه للحرية الفردية حين أراد في مرحلة مبكرة ربط سيمون دو بوفوار به بشكل نهائي: نعم، عرض عليها الزواج حتى لا تفرقهما رغبة سيمون بالاتجاه الى سلك التعليم، وربما الاستقرار في منطقة تكرس بعدا جغرافيا بينهما.
كان جواب سيمون الرفض واتجهت الى التعليم مبتعدة عن رفيقها جغرافيا، وان كانت الصلة الروحية بينهما استمرت منذ تلك اللحظة الى نهاية حياتهما.
لقد كانت علاقتهما محكا لمفهوم كليهما للحرية الشخصية الذي بدأ بعرض سارتر الزواج الذي رفضته دو بوفوار كما أسلفنا، وتواصل بممارسة كل منهما لحريته الشخصية عبر اقامة علاقات عاطفية وجنسية مع اخرين، مع الابقاء على الارتباط الروحي والجسدي مع الاخر الذي بقي الثابت الوحيد في حياتهما حتى نهايتها.
كان المحك الأكبر لمدى امكانية صمود مفهومهما الجديد للحرية أمام رواسب التملك الكامنة في روح كل منهما هو العلاقة الثلاثية التي ربطت سارتر مع دوبوفوار وأولغا كوزاكيفيتش، حيث بدأ ميل سارتر للأخيرة يثير الغيرة عند سيمون. الغيرة ؟ وماذا عن التحرر من المشاعر والقيم السائدة وخاصة غريزة التملك ؟
لقد بدا هذا التناقض بين المشاعر والمبادئ المعلنة لفلسفة سارتر-دوبوفوار يشكل لهما مأزقا فلسفيا ووجوديا في ان، وبالرغم من حرية اقامة العلاقات التي مارسها كلاهما دون أن يخفيها عن الاخر الذي بقي بالنسبة له/لها المحور الثابت والبوصلة الأزلية، الا أن الصراع بين المشاعر والمبادئ لم يغب للحظة عن علاقتهما.
لعل أهم العلاقات المذكورة من ناحية دوبوفوار كانت علاقتها العاطفية مع الكاتب الأمريكي نيلسون ألجرين التي استمرت 17 عاما واالتي سببت ألما مبرحا لسارتر الذي اقام بدوره علاقات حميمة في فرنسا والولايات المتحدة. مأزق في المشاعر، مأزق في الفكر
من أعمال سيمون دو بوفوار
أتت لتبقى 1944
دم الاخرين 1944
أفواه 1945
الجنس الثاني 1949
منذ كتابها "الجنس الثاني" الذي نشر بالفرنسية للمرة الأولى عام 1949 والذي حاول دمج المبادئ الوجودية مع مبادئ التحرر الأنثوي (feminism) مبهرة بقليل من الفرويدية في فهم دور حافز الجنس في السلوك الانساني اتضح أن دو بوفوار وقعت في المأزق الذي وجد له أكثر الأشكال تطرفا في وقت لاحق حين قامت نشيطات من الحركة النسوية بتظاهرة لحرق حمالات الصدور (السوتيان) تعبيرا عن رفضهن لحصر قيمة المرأة في دورها الجنسي.
هنا سيحتج الكثيرون من المعجبين بشخصية دو بوفوار على ربط ما يعتبرونه "فلسفتها العميقة والثرية" بهذه "التظاهرة السطحية للتعبير عن تمرد المرأة على وضعها"، ولكن الحقيقة أن المنبع واحد، والمأزق واحد: وهو الخلط الخطير بين تحرير الجسد من قيود الاستغلال والتملك الجنسي الذي تكرسه القوانين الاجتماعية السائدة، ونفي الجسد الأنثوي كليا من خلال تجريده من دوره الايجابي الخلاق في علاقة ليس من الضروري أن تكون قائمة على التسلط والغبن.
فالسؤال الذي طرحته دو بوفوار في فلسفتها دون أن تتمكن من الاجابة عليه هو: اليست هناك امكانية لتحرير علاقة الرجل بالمرأة بطرفيها من شوائب ثقافة التسلط دون الاضطرار الى الاستقطاب الجنسي الذي يشوه العلاقة ويقتلها ؟
ارسل هذا الموضوع لصديق
نسخة سهلة الطبع
اقرأ أيضاً:
أوباما في عيون العالم: آمال حذرة
الناجون يحصون الخسائر في رفح
قراءة في خطاب أوباما وموقفه من العالم الاسلامي
الصفحة الرئيسية
الشرق الأوسط
أخبار العالم
علوم وتكنولوجيا
اقتصاد وأعمال
أخبار الرياضة
الصحف البريطانية
-----------------
بالفيديو والصوت
-----------------
شارك برأيك
بالصور
تقارير خاصة
تعليم الإنجليزية
-----------------
تلفزيون وراديو
برامجنا
-----------------
جداول واستقبال البث
تلفزيون
راديو
getRssUrl()
-----------------
ما هي خدمة RSS؟
-----------------
مواقعنا بلغات أخرى
المشاعر والمبادئ المعلنة لفلسفة سارتر-دوبوفوار يشكل لهما مأزقا فلسفيا ووجوديا في ان، وبالرغم من حرية اقامة العلاقات التي مارسها كلاهما دون أن يخفيها عن الاخر الذي بقي بالنسبة له/لها المحور الثابت والبوصلة الأزلية، الا أن الصراع بين المشاعر والمبادئ لم يغب للحظة عن علاقتهما.
لعل أهم العلاقات المذكورة من ناحية دوبوفوار كانت علاقتها العاطفية مع الكاتب الأمريكي نيلسون ألجرين التي استمرت 17 عاما واالتي سببت ألما مبرحا لسارتر الذي اقام بدوره علاقات حميمة في فرنسا والولايات المتحدة. مأزق في المشاعر، مأزق في الفكر
من أعمال سيمون دو بوفوار
أتت لتبقى 1944
دم الاخرين 1944
أفواه 1945
الجنس الثاني 1949
منذ كتابها "الجنس الثاني" الذي نشر بالفرنسية للمرة الأولى عام 1949 والذي حاول دمج المبادئ الوجودية مع مبادئ التحرر الأنثوي (feminism) مبهرة بقليل من الفرويدية في فهم دور حافز الجنس في السلوك الانساني اتضح أن دو بوفوار وقعت في المأزق الذي وجد له أكثر الأشكال تطرفا في وقت لاحق حين قامت نشيطات من الحركة النسوية بتظاهرة لحرق حمالات الصدور (السوتيان) تعبيرا عن رفضهن لحصر قيمة المرأة في دورها الجنسي.
هنا سيحتج الكثيرون من المعجبين بشخصية دو بوفوار على ربط ما يعتبرونه "فلسفتها العميقة والثرية" بهذه "التظاهرة السطحية للتعبير عن تمرد المرأة على وضعها"، ولكن الحقيقة أن المنبع واحد، والمأزق واحد: وهو الخلط الخطير بين تحرير الجسد من قيود الاستغلال والتملك الجنسي الذي تكرسه القوانين الاجتماعية السائدة، ونفي الجسد الأنثوي كليا من خلال تجريده من دوره الايجابي الخلاق في علاقة ليس من الضروري أن تكون قائمة على التسلط والغبن.
فالسؤال الذي طرحته دو بوفوار في فلسفتها دون أن تتمكن من الاجابة عليه هو: اليست هناك امكانية لتحرير علاقة الرجل بالمرأة بطرفيها من شوائب ثقافة التسلط دون الاضطرار الى الاستقطاب الجنسي الذي يشوه العلاقة ويقتلها ؟
” مئة عام على ولادة صاحبة” الجنس الثاني
بعد قرابة ربع قرن على رحيلها، ما زالت تثير الجدل. الأم الروحيّة للحركة النسويّة في العالم، ورفيقة درب بطريرك الوجوديّة جان بول سارتر، صار عمرها اليوم مئة عام… عمر من النضالات السياسية والاجتماعيّة، طبعته الجرأة في الفكر والممارسة
لأول مرّة منذ تأسيسها، قبل نصف قرن، تصدرّت غلاف مجلة «نوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية الرصينة صورة امرأة عارية. لكنّ المجلة الفرنسية المعروفة بنخبويتها، لم تقدِم على ذلك بدافع الإثارة الرخيصة أو الكسب المالي. وهي لم تختر صورة لعارضة أزياء أو مغنّية أو ملكة جمال، بل كانت الصورة لسيمون دو بوفوار، الأديبة والمفكرة والمناضلة النسائية الفرنسية، التي تحتفل فرنسا والعالم، اليوم، بالذكرى المئوية لولادتها (9 كانون الثاني/ يناير 1908)!
والصورة التقطها المصوّر الشهير آرت شاي، في شقة عشيق دو بوفوار، الروائي الأميركي نيلسون ألغرين، في شيكاغو، خلال خمسينيات القرن الماضي. أما سبب اختيار الصورة مع مانشيت بعنوان: «سيمون الفضائحية»، فيعود إلى أنّ «نوفيل أوبسرفاتور» ـــــ التي كانت إحدى المنابر الرئيسة لصاحبة «الجنس الثاني» وتوأمها الفكري جان بول سارتر، منذ نصف قرن ـــــ تعمّدت إبراز المفارقة الكبيرة التي تطبع الاحتفاء العالمي الحالي بمئوية بوفوار، إذ غلب الجدل بشأن تفاصيل حياتها الشخصية والحميمة على النقاش الفكري المتعلّق بأعمالها وفكرها.
اللافت أنّ خيارات الكاتبة الفرنسيّة سيمون دو بوفوار ومواقفها، سواء في فكرها وأعمالها أو في حياتها الشخصية والعاطفية، ما زالت تثير الجدل، على رغم مرور ربع قرن على رحيلها، ما يبيّن إلى أي مدى كانت سابقة لعصرها، من حيث تحرّرها الفكري وتمرّدها على الأعراف الاجتماعية. وقد رافق الجدل سيمون دو بوفوار منذ بداياتها، لكنّه اتخذ طابعاً أكثر عنفاً وتجنّياً، مع صدور مؤلفها الأبرز: «الجنس الثاني» (1949)، الذي يعدّ بمثابة البيان المؤسّس للحركة المطلبية النسويّة في العالم أجمع. حقّق الكتاب نجاحاً فورياً، وبيعت من طبعته الأولى قرابة مليون ومئتي ألف نسخة، وتُرجم إلى 27 لغة. لكن ذلك لم يمنع مفكّرين بارزين من التجنّي عليه والتهجّم على مؤلّفته. إذ وصف ألبير كامو الكتاب بـ«العار الذي يدنّس شرف الذكر الفرنسي»! أما فرانسوا مورياك، فقد ذهب إلى حد القول، خلال حوار شهير مع مجلة «الأزمنة المعاصرة» التي كان الثنائي سارتر ـــــ دو بوفوار يشرفان على إصدارها: «الشيء الوحيد الذي أفادني به هذا الكتاب هو أنني عرفت أدقّ التفاصيل عن الجهاز التناسلي لمؤلّفته»!
حتى الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي كان آنذاك يمثّل طليعة الفكر التقدمي في بلد ديكارت، فقد علّق على الكتاب في جريدته «لومانيتيه»، مشيراً إلى أن «الأفكار التي يتضمنها، رغم ادّعاءاتها التقدّمية، ستُقابل بالسخرية، بلا شك، من عاملات مصانع «رينو» في «بولوني بيانكور» لو أُتيحت لهن فرصة الإطلاع عليها»!
لماذا كل ذلك التجنّي على الكتاب؟ لأنه بكل بساطة جاء في خضم الثورة التحرّرية التي تلت الحرب العالمية، ليطلق رصاصة الرحمة على الأعراف الذكورية السائدة. «لا تولد الواحدة منّا امرأة، بالمفهوم التقليدي ـــــ تقول دو بوفوار ـــــ بل تصبح كذلك، بفعل التأثيرات الاجتماعية التي ترى الأنوثة مزيجاً من الروح الداعرة والتمرّس في فن الرضوخ والعبودية». وتضيف: «الأنوثة بالمفهوم التقليدي السائد هي منتج مصطنع ومفبرك من الحضارة الذكورية. إن ما يشاع عن غرائز الغنج والخضوع لدى النساء، إنما هو انحراف مكتسب اجتماعياً، تماماً مثل غريزة الغرور والأنا الذكورية المنتفخة التي هي مكتسبة وغير فطرية لدى الرجال»!
أحدثت الأفكار الجريئة والرؤى الراديكالية التي تضمّنها «الجنس الثاني» ثورةً اجتماعيةً ومنعطفاً فكرياً مرجعياً، خرجت من معطفه أجيال عدة من مناضلات (ومناضلي) الحركة النسائية العالمية. وإن كان تطوّر الحركة النسائية، لاحقاً، قد سمح بتدارك شطط البدايات، حيث لم تعد مناضلات الحركة النسائية حالياً ترى أنّ «الأنوثة» هي بالضرورة نقيض للتحرّر. وقد أثبتت المؤلفات التي صدرت أخيراً، بالاستناد إلى أوراق ومراسلات دو بوفوار، أنّ حياتها الشخصية لم تكن متطابقة مع الصرامة المتداولة عنها وتقشف الصورة النمطية التي اقترنت بها… ولم تكن تعزف عن «المتع الأنثوية» (راجع البرواز).
بصدور «الجنس الثاني»، لم تعد دو بوفوار مجرد رفيقة درب وتوأم فكري لجان بول ساتر، زعيم التيار الوجودي في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، بل أصحبت رمزاً ومرجعاً فكرياً للحركة النسائية العالمية. وقد رافق سارتر بالتأييد والدعم نضالات دو بوفوار النسائية، بالقدر نفسه الذي أيّدت هي مواقفه ونضالاته ومعاركه الفكرية، حتى الخاسرة منها، كتأييده الأعمى للاتحاد السوفياتي في العهد الستاليني. ولم يفرّق بين الاثنين سوى انحياز الأخير الصارخ لإسرائيل في أواخر حياته، تحت تأثيرات «سكرتيره الفكري» بيني ليفي. فهذا الأخير لم يتوّرع عن الاستغلال المغرض لشيخوخة سارتر، الذي كان قد أصبح أعمى وشبه أصم، بشهادة جان دانييل، مؤسس أسبوعيّة «نوفيل أوبسرفاتور» العريقة، ورئيس تحريرها حتى اليوم. لكن قطيعة السنوات الأخيرة بين دو بوفوار ورفيق دربها الأزلي، الذي كان يلقبها بكاستور Castor، لم تخرج إلى العلن سوى بعد رحيلهما، حين كشفت عنها بعض الوثائق والمراسلات التي نشرتها ابنة دو بوفوار بالتبنّي، سيلفي لوبون ـــــ دو بوفوار.
سيمون دو بوفوار الكتابة بمفهومها البدائي في نفس الوقت الذي بدأ والدها جورج دوبوفوار المغرم بالكتب بتعليمها القراءة، أي في سن الثالثة.
كان واضحا منذ البداية ان الطفلة سيمون تملك موهبة في هذا الاتجاه.
كان لفقدان دو بوفورا صديقة لها ماتت في العشرين من عمرها تدعى اليزابيث لو كوان التي ارتبطت بها عاطفيا منذ الطفولة دور في جنوحها نحو الفلسفة هربا من الاكتئاب الذي الم بها.
ويلاحظ أن شخصية اليزابيث (زازا) كانت حاضرة في العديد من المؤلفات الأدبية لدو بوفوار.
الانسان لا يولد امرأة بل يصبح ذلك لاحقا.
سيمون دو بوفوار
اذن بدأت سيمون الشابة بالتمرد الروحي على أكثر القوانين الوجودية رسوخا: الموت، انطلاقا من موت صديقتها "زازا" في وقت مبكر.
ثم بدأ هذا التمرد يأخذ منحى اخر ليطال الطبقية التي كانت تميز المجتمع الفرنسي والهرمية التي تميز وضع الرجل والمرأة فيه، والقوانين التي تحكم وتقيد حرية الفرد.
في حوالي العشرين التقت دو بوفوار الشاب جان بول سارتر على مقاعد الدراسة في جامعة السوربون، ولاحظا منذ البداية سمة مشتركة عند كليهما: الكراهية التي يكناها لقيود الطبقة العليا المسيطرة والجنوح نحو الحرية الشخصية.
و ما لبث سارتر الشاب أن عبر عن التناقض في فهمه للحرية الفردية حين أراد في مرحلة مبكرة ربط سيمون دو بوفوار به بشكل نهائي: نعم، عرض عليها الزواج حتى لا تفرقهما رغبة سيمون بالاتجاه الى سلك التعليم، وربما الاستقرار في منطقة تكرس بعدا جغرافيا بينهما.
كان جواب سيمون الرفض واتجهت الى التعليم مبتعدة عن رفيقها جغرافيا، وان كانت الصلة الروحية بينهما استمرت منذ تلك اللحظة الى نهاية حياتهما.
لقد كانت علاقتهما محكا لمفهوم كليهما للحرية الشخصية الذي بدأ بعرض سارتر الزواج الذي رفضته دو بوفوار كما أسلفنا، وتواصل بممارسة كل منهما لحريته الشخصية عبر اقامة علاقات عاطفية وجنسية مع اخرين، مع الابقاء على الارتباط الروحي والجسدي مع الاخر الذي بقي الثابت الوحيد في حياتهما حتى نهايتها.
كان المحك الأكبر لمدى امكانية صمود مفهومهما الجديد للحرية أمام رواسب التملك الكامنة في روح كل منهما هو العلاقة الثلاثية التي ربطت سارتر مع دوبوفوار وأولغا كوزاكيفيتش، حيث بدأ ميل سارتر للأخيرة يثير الغيرة عند سيمون. الغيرة ؟ وماذا عن التحرر من المشاعر والقيم السائدة وخاصة غريزة التملك ؟
لقد بدا هذا التناقض بين المشاعر والمبادئ المعلنة لفلسفة سارتر-دوبوفوار يشكل لهما مأزقا فلسفيا ووجوديا في ان، وبالرغم من حرية اقامة العلاقات التي مارسها كلاهما دون أن يخفيها عن الاخر الذي بقي بالنسبة له/لها المحور الثابت والبوصلة الأزلية، الا أن الصراع بين المشاعر والمبادئ لم يغب للحظة عن علاقتهما.
لعل أهم العلاقات المذكورة من ناحية دوبوفوار كانت علاقتها العاطفية مع الكاتب الأمريكي نيلسون ألجرين التي استمرت 17 عاما واالتي سببت ألما مبرحا لسارتر الذي اقام بدوره علاقات حميمة في فرنسا والولايات المتحدة. مأزق في المشاعر، مأزق في الفكر
من أعمال سيمون دو بوفوار
أتت لتبقى 1944
دم الاخرين 1944
أفواه 1945
الجنس الثاني 1949
منذ كتابها "الجنس الثاني" الذي نشر بالفرنسية للمرة الأولى عام 1949 والذي حاول دمج المبادئ الوجودية مع مبادئ التحرر الأنثوي (feminism) مبهرة بقليل من الفرويدية في فهم دور حافز الجنس في السلوك الانساني اتضح أن دو بوفوار وقعت في المأزق الذي وجد له أكثر الأشكال تطرفا في وقت لاحق حين قامت نشيطات من الحركة النسوية بتظاهرة لحرق حمالات الصدور (السوتيان) تعبيرا عن رفضهن لحصر قيمة المرأة في دورها الجنسي.
هنا سيحتج الكثيرون من المعجبين بشخصية دو بوفوار على ربط ما يعتبرونه "فلسفتها العميقة والثرية" بهذه "التظاهرة السطحية للتعبير عن تمرد المرأة على وضعها"، ولكن الحقيقة أن المنبع واحد، والمأزق واحد: وهو الخلط الخطير بين تحرير الجسد من قيود الاستغلال والتملك الجنسي الذي تكرسه القوانين الاجتماعية السائدة، ونفي الجسد الأنثوي كليا من خلال تجريده من دوره الايجابي الخلاق في علاقة ليس من الضروري أن تكون قائمة على التسلط والغبن.
فالسؤال الذي طرحته دو بوفوار في فلسفتها دون أن تتمكن من الاجابة عليه هو: اليست هناك امكانية لتحرير علاقة الرجل بالمرأة بطرفيها من شوائب ثقافة التسلط دون الاضطرار الى الاستقطاب الجنسي الذي يشوه العلاقة ويقتلها ؟
ارسل هذا الموضوع لصديق
نسخة سهلة الطبع
اقرأ أيضاً:
أوباما في عيون العالم: آمال حذرة
الناجون يحصون الخسائر في رفح
قراءة في خطاب أوباما وموقفه من العالم الاسلامي
الصفحة الرئيسية
الشرق الأوسط
أخبار العالم
علوم وتكنولوجيا
اقتصاد وأعمال
أخبار الرياضة
الصحف البريطانية
-----------------
بالفيديو والصوت
-----------------
شارك برأيك
بالصور
تقارير خاصة
تعليم الإنجليزية
-----------------
تلفزيون وراديو
برامجنا
-----------------
جداول واستقبال البث
تلفزيون
راديو
getRssUrl()
-----------------
ما هي خدمة RSS؟
-----------------
مواقعنا بلغات أخرى
المشاعر والمبادئ المعلنة لفلسفة سارتر-دوبوفوار يشكل لهما مأزقا فلسفيا ووجوديا في ان، وبالرغم من حرية اقامة العلاقات التي مارسها كلاهما دون أن يخفيها عن الاخر الذي بقي بالنسبة له/لها المحور الثابت والبوصلة الأزلية، الا أن الصراع بين المشاعر والمبادئ لم يغب للحظة عن علاقتهما.
لعل أهم العلاقات المذكورة من ناحية دوبوفوار كانت علاقتها العاطفية مع الكاتب الأمريكي نيلسون ألجرين التي استمرت 17 عاما واالتي سببت ألما مبرحا لسارتر الذي اقام بدوره علاقات حميمة في فرنسا والولايات المتحدة. مأزق في المشاعر، مأزق في الفكر
من أعمال سيمون دو بوفوار
أتت لتبقى 1944
دم الاخرين 1944
أفواه 1945
الجنس الثاني 1949
منذ كتابها "الجنس الثاني" الذي نشر بالفرنسية للمرة الأولى عام 1949 والذي حاول دمج المبادئ الوجودية مع مبادئ التحرر الأنثوي (feminism) مبهرة بقليل من الفرويدية في فهم دور حافز الجنس في السلوك الانساني اتضح أن دو بوفوار وقعت في المأزق الذي وجد له أكثر الأشكال تطرفا في وقت لاحق حين قامت نشيطات من الحركة النسوية بتظاهرة لحرق حمالات الصدور (السوتيان) تعبيرا عن رفضهن لحصر قيمة المرأة في دورها الجنسي.
هنا سيحتج الكثيرون من المعجبين بشخصية دو بوفوار على ربط ما يعتبرونه "فلسفتها العميقة والثرية" بهذه "التظاهرة السطحية للتعبير عن تمرد المرأة على وضعها"، ولكن الحقيقة أن المنبع واحد، والمأزق واحد: وهو الخلط الخطير بين تحرير الجسد من قيود الاستغلال والتملك الجنسي الذي تكرسه القوانين الاجتماعية السائدة، ونفي الجسد الأنثوي كليا من خلال تجريده من دوره الايجابي الخلاق في علاقة ليس من الضروري أن تكون قائمة على التسلط والغبن.
فالسؤال الذي طرحته دو بوفوار في فلسفتها دون أن تتمكن من الاجابة عليه هو: اليست هناك امكانية لتحرير علاقة الرجل بالمرأة بطرفيها من شوائب ثقافة التسلط دون الاضطرار الى الاستقطاب الجنسي الذي يشوه العلاقة ويقتلها ؟
اغاني من كلماتي
يضيع العمر امامي
وتبخرت خلفي احلامي
وبجواري ينطفيء الامل
وتغرق دموعي ايامي
احببت وقتلت في حبي
غرست سكينا في قلبي
ويقولون اني حيا
ندا رنتلي وانا كمان رنتلها
ندا حبتني وانا كمان بحبها
جت قالتلي وبعدا قلت لها بحبها
ندا حبتني وطلبت مني اروح اتقدملها
ده كان املي اجيب اهلي واروح اوام لاهلها
واهلها يرفضوني ويقولولي اني مش قدها
واهلي يشدوني ويحلفوني يجوزوني ست ستها
حبيتها من ورا لقيتها صغيرة وغاوية منظرة
لما شوفت جسمها قولت ييجي منها وروحت عشان اقولها
سمعت صوتهامن هنا
قولت ايه جبني هنا
كانت باينالي حنينة
بس ليه طلعت مش كدة
كل الناس حبيتها من ورا واللي شافها من قدام لقاها اي كلام حالتها متاخرة
وراها الناس متسمرة وناس كتير واقفين طوابير هو ده اللي جري
الناس عينيها مدورة شايفينها لقطة واحلي لقطة
بس الفرجة متشفرة
وطلعت بت متدمرة
ويرحم فين الجمال وصدق اللي قال
قدام اهم من ورا
يا معطلة المرور ويامحمرة الاشارة
ياللي في عنيكي نور ولا عمود الانارة
يا مزغللة العيون ومزحمة الشوارع
وان جالك تليفون تلاقي الكل سامع
عليكي نسبة مشاهدة ولا السي ان ان
والناس عليكي قاعدة والدبان بطل يزن
يا مكترة القهاوي والبطالة بين الشباب
واللي راكب وناوي يتشعلق علي الباب
ياللي عليكي الكلام قوليلنا انتي مين
شايفينك في الاحلام ولا بتتشافي بالعين
ضعنا في الغرام وتوهنا في السنين
خايف من الاوهام نطلع مش موجودين
لسه ححب واتحب
وكل ما احب اتلب
واعيش واموت زي الكلب
طب علي ايه
عشان اعيشلي يومين
في حب يدوم ساعتين
وافوق علي ناس خاينين
كل ده ليه
ولا علي بالي الدنيا ديا
ولا علي بالي الكلمة ديا
ولو في يوم اتقالت ليا
حطنشها واقلشها
ولا علي بالي الدنيا ديا
ولا علي بالي الكلمة ديا
كل اللي عايزه من الدنيا ديا
براحتي اعيشها
ياما كتير حاولوا يحبوني ولا عمرهم يوم شغلوني
هما يومين كدة ويسيبوني
ويروحوا لغيري
انا كان ممكن اني اخدعهم
وبكلام حب اسمعهم
بس مرضيتش اخدعهم
وراعيت ضميري
حكلمك اقولك ايه عامل ايه اخبارك ايه كله تمام
حتقولي ايه الحمد لله حنعمل ايه بايدنا ايه اهو كله كلام
واسلم عليك وحتعتب عليا
مبتسالش ليه واجاوب انا بايه
مشغول والحياة تلاهي وعن الناس ببقي ساهي
وهو مسالش نفسه طب ليه هو مسالش فيا
الكلام حرام علينا حنقول ايه لبعضينا
نشتكي الزحمة والبطالة والنضافة والاخلاق
ونترحم علي الاصالة وليالي الاشواق
واقف مبتحركش ساكت مبنطقش
مع انك فاتح عينيك لكن برضه مبتشوفش
اتكلم اتحرك امسك اتفرج
اعمل حاجة في اي حاجة اوعي تكون ولا حاجة
ولا انت واقف مستني يطلعلك من الفانوس جني راح زمن العفاريت ولو قعدنا عمرنا كله نغني
لا بزعل ولا بفرح لا بطيب ولا بجرح
عايش مع وقف التنفيذ ومليش غالي ولا عزيز
حتي عيني مبتبكيش حتي قلبي مبيشكيش حتي روحي مش عارفة تعيش
النور مطفي في حياتي وقلبي مسمعني اهاتي حاسس بالغربة وسط حاجاتي
تعليلي خديني في حضنك
انا حاسس اني ابنك
ضميني شيلي الخوف مني اديني حنانك وامانك
انا عايز احس اني منك
انا كنت قبلك فاضي لا ليا حاضر ولا ماضي
امليلي قلبي وحياتي كوني احلي من ذكرياتي
ابنيلي جواكي ب شيليني جوه القلب
لو حد طلعني منك وشال حبي من قلبك وشال حبك من جوايا
حموت وتموتي معايا
مش حيقدروا يخدوني منك انا منك
يا فاتح باب الحرية يا بطل الضربة الجوية
نفسي اكل انا وعيالي
ولو مرة لحمة مشوية
كان نفسي اعرف يعني ايه الكافيار
قالولي بيض قالولي بيض يا حمار
عايز اخد عيالي ونروحوا العين السخنة
ولا حتي ناخد شقة في بورتو السخنة
قالولي حمرة عينيك حمرة ودماغكسخنة
بيض انا حاسس اني حاسس عايش في بيضة كبيرة
ومدار بيضاوي وليش غير البيض سيرة
والبيض صفاره نازل عليا
يا ريس هو احنا مش مصريين
ولا احنا لاجئين
جايين ضيوف عليكوا وشوية وماشيين
نسمة هوا تجينا
تعلي بص علينا
تنورلنا ليالينا ومعاهم عمود النور
عايشين مع الحمير واخواتنا الصراصير والسرطان كتير
بييجي علينا بالدور
المواصلات زحمة ومقرفة
الناس بتروح شغلها متاففة
انا عارف الغلط في الناس انها اصلا مخلفة
من غير اي اساس يجيبوا عيال متخلفة
بس والنبي استحملنا استحملنا استحملنا
احنا كتير عليك وانت كتير علينا
احنا خسارة فيك وانت مكسب لينا
ومتمشيش وتسيبنا
ربنا يديك العمر اكتر واكتر
من غيرك ازي للمستقبل حنفكر
خدنا واحنا معاك ومغمضين وياك
واخدنا علي جنة واخدنا نار
مش نسال ولا نحتار
نموت باي طريقة مبقاش يهمنا
المهم بس نلاقي تربة تلمنا
وانا عن نفسي مش عايز حاجة تانية
ياخدني تاكسي يوديني دنيا تانية
اعرف فيها افتح عنيا
متزعلش مني يا ريس
ده من عشمي فيك
دي العيبة مني يا ريس
والكمال ليك
بس اسمع حكايتي بس اقرا رسالتي
هل تسمعني حول
عايزني ابدا من الاول
حاضر يا ريس من عنيا
وتبخرت خلفي احلامي
وبجواري ينطفيء الامل
وتغرق دموعي ايامي
احببت وقتلت في حبي
غرست سكينا في قلبي
ويقولون اني حيا
ندا رنتلي وانا كمان رنتلها
ندا حبتني وانا كمان بحبها
جت قالتلي وبعدا قلت لها بحبها
ندا حبتني وطلبت مني اروح اتقدملها
ده كان املي اجيب اهلي واروح اوام لاهلها
واهلها يرفضوني ويقولولي اني مش قدها
واهلي يشدوني ويحلفوني يجوزوني ست ستها
حبيتها من ورا لقيتها صغيرة وغاوية منظرة
لما شوفت جسمها قولت ييجي منها وروحت عشان اقولها
سمعت صوتهامن هنا
قولت ايه جبني هنا
كانت باينالي حنينة
بس ليه طلعت مش كدة
كل الناس حبيتها من ورا واللي شافها من قدام لقاها اي كلام حالتها متاخرة
وراها الناس متسمرة وناس كتير واقفين طوابير هو ده اللي جري
الناس عينيها مدورة شايفينها لقطة واحلي لقطة
بس الفرجة متشفرة
وطلعت بت متدمرة
ويرحم فين الجمال وصدق اللي قال
قدام اهم من ورا
يا معطلة المرور ويامحمرة الاشارة
ياللي في عنيكي نور ولا عمود الانارة
يا مزغللة العيون ومزحمة الشوارع
وان جالك تليفون تلاقي الكل سامع
عليكي نسبة مشاهدة ولا السي ان ان
والناس عليكي قاعدة والدبان بطل يزن
يا مكترة القهاوي والبطالة بين الشباب
واللي راكب وناوي يتشعلق علي الباب
ياللي عليكي الكلام قوليلنا انتي مين
شايفينك في الاحلام ولا بتتشافي بالعين
ضعنا في الغرام وتوهنا في السنين
خايف من الاوهام نطلع مش موجودين
لسه ححب واتحب
وكل ما احب اتلب
واعيش واموت زي الكلب
طب علي ايه
عشان اعيشلي يومين
في حب يدوم ساعتين
وافوق علي ناس خاينين
كل ده ليه
ولا علي بالي الدنيا ديا
ولا علي بالي الكلمة ديا
ولو في يوم اتقالت ليا
حطنشها واقلشها
ولا علي بالي الدنيا ديا
ولا علي بالي الكلمة ديا
كل اللي عايزه من الدنيا ديا
براحتي اعيشها
ياما كتير حاولوا يحبوني ولا عمرهم يوم شغلوني
هما يومين كدة ويسيبوني
ويروحوا لغيري
انا كان ممكن اني اخدعهم
وبكلام حب اسمعهم
بس مرضيتش اخدعهم
وراعيت ضميري
حكلمك اقولك ايه عامل ايه اخبارك ايه كله تمام
حتقولي ايه الحمد لله حنعمل ايه بايدنا ايه اهو كله كلام
واسلم عليك وحتعتب عليا
مبتسالش ليه واجاوب انا بايه
مشغول والحياة تلاهي وعن الناس ببقي ساهي
وهو مسالش نفسه طب ليه هو مسالش فيا
الكلام حرام علينا حنقول ايه لبعضينا
نشتكي الزحمة والبطالة والنضافة والاخلاق
ونترحم علي الاصالة وليالي الاشواق
واقف مبتحركش ساكت مبنطقش
مع انك فاتح عينيك لكن برضه مبتشوفش
اتكلم اتحرك امسك اتفرج
اعمل حاجة في اي حاجة اوعي تكون ولا حاجة
ولا انت واقف مستني يطلعلك من الفانوس جني راح زمن العفاريت ولو قعدنا عمرنا كله نغني
لا بزعل ولا بفرح لا بطيب ولا بجرح
عايش مع وقف التنفيذ ومليش غالي ولا عزيز
حتي عيني مبتبكيش حتي قلبي مبيشكيش حتي روحي مش عارفة تعيش
النور مطفي في حياتي وقلبي مسمعني اهاتي حاسس بالغربة وسط حاجاتي
تعليلي خديني في حضنك
انا حاسس اني ابنك
ضميني شيلي الخوف مني اديني حنانك وامانك
انا عايز احس اني منك
انا كنت قبلك فاضي لا ليا حاضر ولا ماضي
امليلي قلبي وحياتي كوني احلي من ذكرياتي
ابنيلي جواكي ب شيليني جوه القلب
لو حد طلعني منك وشال حبي من قلبك وشال حبك من جوايا
حموت وتموتي معايا
مش حيقدروا يخدوني منك انا منك
يا فاتح باب الحرية يا بطل الضربة الجوية
نفسي اكل انا وعيالي
ولو مرة لحمة مشوية
كان نفسي اعرف يعني ايه الكافيار
قالولي بيض قالولي بيض يا حمار
عايز اخد عيالي ونروحوا العين السخنة
ولا حتي ناخد شقة في بورتو السخنة
قالولي حمرة عينيك حمرة ودماغكسخنة
بيض انا حاسس اني حاسس عايش في بيضة كبيرة
ومدار بيضاوي وليش غير البيض سيرة
والبيض صفاره نازل عليا
يا ريس هو احنا مش مصريين
ولا احنا لاجئين
جايين ضيوف عليكوا وشوية وماشيين
نسمة هوا تجينا
تعلي بص علينا
تنورلنا ليالينا ومعاهم عمود النور
عايشين مع الحمير واخواتنا الصراصير والسرطان كتير
بييجي علينا بالدور
المواصلات زحمة ومقرفة
الناس بتروح شغلها متاففة
انا عارف الغلط في الناس انها اصلا مخلفة
من غير اي اساس يجيبوا عيال متخلفة
بس والنبي استحملنا استحملنا استحملنا
احنا كتير عليك وانت كتير علينا
احنا خسارة فيك وانت مكسب لينا
ومتمشيش وتسيبنا
ربنا يديك العمر اكتر واكتر
من غيرك ازي للمستقبل حنفكر
خدنا واحنا معاك ومغمضين وياك
واخدنا علي جنة واخدنا نار
مش نسال ولا نحتار
نموت باي طريقة مبقاش يهمنا
المهم بس نلاقي تربة تلمنا
وانا عن نفسي مش عايز حاجة تانية
ياخدني تاكسي يوديني دنيا تانية
اعرف فيها افتح عنيا
متزعلش مني يا ريس
ده من عشمي فيك
دي العيبة مني يا ريس
والكمال ليك
بس اسمع حكايتي بس اقرا رسالتي
هل تسمعني حول
عايزني ابدا من الاول
حاضر يا ريس من عنيا