من أنا؟
Wednesday, December 26, 2007
انا فخور بيكوا
Sunday, December 16, 2007
لا تقنع بما دون النجوم
فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ
كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
ستَبكي شَجوهَا فَرَسي ومُهري
صَفائحُ دَمْعُها ماءُ الجُسُومِ
قُرِينَ النّارَ ثمّ نَشَأنَ فيهَا
كمَا نَشأ العَذارَى في النّعيمِ
وفارَقْنَ الصّياقِلَ مُخْلَصاتٍ
وأيْديهَا كَثيراتُ الكُلُومِ
يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ
وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ
وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني
ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ
وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً
وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ
ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ
على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ
اغالب فيك الشوق
وَأعجبُ من ذا الهجرِ وَالوَصْلُ أعجبُ
أمَا تَغْلَطُ الأيّامُ فيّ بأنْ أرَى
بَغيضاً تُنَائي أوْ حَبيباً تُقَرّبُ
وَلله سَيْرِي مَا أقَلّ تَئِيّةً
عَشِيّةَ شَرْقيّ الحَدَالى وَغُرَّبُ
عَشِيّةَ أحفَى النّاسِ بي مَن جفوْتُهُ
وَأهْدَى الطّرِيقَينِ التي أتَجَنّبُ
وَكَمْ لظَلامِ اللّيْلِ عِندَكَ من يَدٍ
تُخَبِّرُ أنّ المَانَوِيّةَ تَكْذِبُ
وَقَاكَ رَدَى الأعداءِ تَسْري إلَيْهِمُ
وَزَارَكَ فيهِ ذو الدّلالِ المُحَجَّبُ
وَيَوْمٍ كَلَيْلِ العَاشِقِينَ كمَنْتُهُ
أُرَاقِبُ فيهِ الشّمسَ أيّانَ تَغرُبُ
وَعَيْني إلى أُذْنَيْ أغَرَّ كَأنّهُ
منَ اللّيْلِ باقٍ بَينَ عَيْنَيْهِ كوْكبُ
لَهُ فَضْلَةٌ عَنْ جِسْمِهِ في إهَابِهِ
تَجيءُ على صَدْرٍ رَحيبٍ وَتذهَبُ
شَقَقْتُ بهِ الظّلْماءَ أُدْني عِنَانَهُ
فيَطْغَى وَأُرْخيهِ مراراً فيَلْعَبُ
وَأصرَعُ أيّ الوَحشِ قفّيْتُهُ بِهِ
وَأنْزِلُ عنْهُ مِثْلَهُ حينَ أرْكَبُ
وَما الخَيلُ إلاّ كالصّديقِ قَليلَةٌ
وَإنْ كَثُرَتْ في عَينِ مَن لا يجرّبُ
إذا لم تُشاهِدْ غَيرَ حُسنِ شِياتِهَا
وَأعْضَائِهَا فالحُسْنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
لحَى الله ذي الدّنْيا مُناخاً لراكبٍ
فكُلُّ بَعيدِ الهَمّ فيهَا مُعَذَّبُ
ألا لَيْتَ شعري هَلْ أقولُ قَصِيدَةً
فَلا أشْتَكي فيها وَلا أتَعَتّبُ
وَبي ما يَذودُ الشّعرَ عني أقَلُّهُ
وَلَكِنّ قَلبي يا ابنَةَ القَوْمِ قُلَّبُ
وَأخْلاقُ كافُورٍ إذا شِئْتُ مَدْحَهُ
وَإنْ لم أشأْ تُملي عَليّ وَأكْتُبُ
إذا تَرَكَ الإنْسَانُ أهْلاً وَرَاءَهُ
وَيَمّمَ كافُوراً فَمَا يَتَغَرّبُ
فَتًى يَمْلأ الأفْعالَ رَأياً وحِكْمَةً
وَنَادِرَةً أحْيَانَ يَرْضَى وَيَغْضَبُ
إذا ضرَبتْ في الحرْبِ بالسّيفِ كَفُّهُ
تَبَيَّنْتَ أنّ السّيفَ بالكَفّ يَضرِبُ
تَزيدُ عَطَاياهُ على اللّبْثِ كَثرَةً
وَتَلْبَثُ أمْوَاهُ السّحابِ فَتَنضُبُ
أبا المِسْكِ هل في الكأسِ فَضْلٌ أنالُه
فإنّي أُغَنّي منذُ حينٍ وَتَشرَبُ
وَهَبْتَ على مِقدارِ كَفّيْ زَمَانِنَا
وَنَفسِي على مِقدارِ كَفّيكَ تطلُبُ
إذا لم تَنُطْ بي ضَيْعَةً أوْ وِلايَةً
فَجُودُكَ يَكسُوني وَشُغلُكَ يسلبُ
يُضاحِكُ في ذا العِيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ
حِذائي وَأبكي مَنْ أُحِبّ وَأنْدُبُ
أحِنُّ إلى أهْلي وَأهْوَى لِقَاءَهُمْ
وَأينَ مِنَ المُشْتَاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ
فإنْ لم يكُنْ إلاّ أبُو المِسكِ أوْ هُمُ
فإنّكَ أحلى في فُؤادي وَأعْذَبُ
وكلُّ امرىءٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ
وَكُلُّ مَكانٍ يُنْبِتُ العِزَّ طَيّبُ
يُريدُ بكَ الحُسّادُ ما الله دافِعٌ
وَسُمْرُ العَوَالي وَالحَديدُ المُذرَّبُ
وَدونَ الذي يَبْغُونَ ما لوْ تخَلّصُوا
إلى المَوْتِ منه عشتَ وَالطّفلُ أشيبُ
إذا طَلَبوا جَدواكَ أُعطوا وَحُكِّموا
وَإن طلَبوا الفضْلَ الذي فيك خُيِّبوا
وَلَوْ جازَ أن يحوُوا عُلاكَ وَهَبْتَهَا
وَلكِنْ منَ الأشياءِ ما ليسَ يوهَبُ
وَأظلَمُ أهلِ الظّلمِ مَن باتَ حاسِداً
لمَنْ بَاتَ في نَعْمائِهِ يَتَقَلّبُ
وَأنتَ الذي رَبّيْتَ ذا المُلْكِ مُرْضَعاً
وَلَيسَ لَهُ أُمٌّ سِواكَ وَلا أبُ
وَكنتَ لَهُ لَيْثَ العَرِينِ لشِبْلِهِ
وَمَا لكَ إلاّ الهِنْدُوَانيّ مِخْلَبُ
لَقِيتَ القَنَا عَنْهُ بنَفْسٍ كريمَةٍ
إلى الموْتِ في الهَيجا من العارِ تهرُبُ
وَقد يترُكُ النّفسَ التي لا تَهابُهُ
وَيَخْتَرِمُ النّفسَ التي تَتَهَيّبُ
وَمَا عَدِمَ اللاقُوكَ بَأساً وَشِدّةً
وَلَكِنّ مَنْ لاقَوْا أشَدُّ وَأنجَبُ
ثنَاهم وَبَرْقُ البِيضِ في البَيض صَادقٌ
عليهم وَبَرْقُ البَيض في البِيض خُلَّبُ
سَلَلْتَ سُيوفاً عَلّمتْ كلَّ خاطِبٍ
على كلّ عُودٍ كيفَ يدعو وَيخطُبُ
وَيُغنيكَ عَمّا يَنسُبُ النّاسُ أنّهُ
إلَيكَ تَنَاهَى المَكرُماتُ وَتُنسَبُ
وَأيُّ قَبيلٍ يَسْتَحِقّكَ قَدْرُهُ
مَعَدُّ بنُ عَدنانٍ فِداكَ وَيَعرُبُ
وَمَا طَرَبي لمّا رَأيْتُكَ بِدْعَةً
لقد كنتُ أرْجُو أنْ أرَاكَ فأطرَبُ
وَتَعْذُلُني فيكَ القَوَافي وَهِمّتي
كأنّي بمَدْحٍ قَبلَ مَدْحِكَ مُذنِبُ
وَلَكِنّهُ طالَ الطّريقُ وَلم أزَلْ
أُفَتّش عَن هَذا الكَلامِ وَيُنْهَبُ
فشَرّقَ حتى ليسَ للشّرْقِ مَشرِقٌ
وَغَرّبَ حتى ليسَ للغرْبِ مَغْرِبُ
إذا قُلْتُهُ لم يَمْتَنِعْ مِن وُصُولِهِ
جِدارٌ مُعَلًّى أوْ خِبَاءٌ مُطَنَّبُ
Saturday, December 15, 2007
احلي الكلام
احلي الكلام
الحكمة في كلمة
الرئيس حفظه الله
كل يوم يطل علينا شكل سيادة سعادة فخامة السيد الرئيس حفظه الله
في كل حتة فهو في الجرائد والمجلات والتلفزيون
ولكن مسألتش نفسك سيادة الرئيس حفظه الله ايه لازمته؟
ايه يعني وظيفته؟ ابسطهالك بمثال قريب اي مشكلة تحصل في البلد ملوش دعوة بيها
ومن الجرم اقحام سيادته في مسئوليتها
محرقة بني سويف ملوش دعوة بيها كارثة العبارة هو ايه دخله فيها
فلو حصلت مشكلة في الصحة فوزير الصحة ومن اقل مسئولين
لو حصلت مشكلة في التعليم فوزير التعليم ومن اقل منه مسئولين
اما هو فملاك يتمتع ببعد نظر وحكمة وفاهم كل حاجة
وسريع البديهة ولديه قدرات خاصة تقولش ادهم صبري
بس هو مالوش دعوة بحاجة واتحدي حد يطلعلي مسئولية عليه
فهو من الحكمة والفطنة كي يكون فوق النقد والمسئولية
العقل يقول كلما كبر المنصب كبرت المسئولية تكبر مع حجم النفوذ والسلطة
لكن عندنا لا كلما كبر المنصب قلت المسئولية
ويا سلام لو اتحرك او قال تصريح فهو كلامه بالغ الحكمة
ويعمل حاجة كأنه بيتكرم علينا بعطفه
يا عيني علي جماله النونو ولانا اهتمامه يا سلام حقيقي يستاهل الشكر
الرئيس مبارك ينطبق عليه قول الشاعر
جاءته الولاية منقادة اليه تجرر اذيالها
وما خلقت الا له وما خلق الا لها
ولو ولاها احد غيره لزلزلت الارض زلزالها
شايف الكلام الله يا حج !!!! يا جماعة افيقوا من غيبتكم نحن نعامل
سياة سعادة فخامة السيد الرئيس حفظه الله كأنه اله
اتحدي ان يكون هناك من قال لمبارك لا من 27 سنة من مصر طبعا ! الريس
حيتحاسب يوم القيامة يعني بشر وهو المفروض شغال عندنا
ايوة ده مش هزار لكن انعكست الاية بقي الشعب في خدمته
هو وعيلته فهو ملك بمعني الكلمة
فهو قارب علي الثمانين ولازال حكيما !!! نحن لسنا معه او ضده
مع الحق والمنطق وفي النهاية ربنا يجعل كلامنا خفيف
وعاش الزعيم عاش القائد ودومت لنا فخرا يا زعيم
يا مهشتكنا يا مدلعنا مين بعدك حيدلعنا
والشعب هاها قال الشعب قال
اختارك يا مبارك !!!1
يالا سيبيني
وابعدي بعيد
كان علي عيني اكون منك قريب
انا فيا اللي مكفيني
وزيادة اه والله زيادة
مش محتاج تاني اجيب
من نار العذاب وفراق الاحباب
اتكويت كتير
انا فاضلي سنين في العمر
مش عايز اقضيها مر
واكون للحزن اسير
ويعدي قدامي شريط ذكريات اليمة
وفيها ليالي بكيت
بس نسيت اللي حصل في ليالينا القديمة
حتي الشريط قصيت
سيبيني انسي ذكرياتك والايام
اللي مليانة غدر وخيانة والالام
وريحيني وريحي عيني اللي مش بتنام
وصدقيني حقدر انساكي مع الايام
مواقع
اللي بحبها من الكلية
حطيت جيل واتشيكت لقيتها واقفة مستنية
قالتلي اتأخرت ليه
مش ميعادنا الساعة تمانية
صالحتها وقولتلها سبب تأخيري
مستني من ابويا مصروف جيبي
لقيتها مستهيفة تفسيري
قولتلها فوت بقي يا حبيبي
قولنا حندخل حفلة تسعة ونص
كان فيه فيلم عربي عاجبها
ودخلناه وطلع فيلم نص نص
فخليتها تدفع فلوس التاكسي من جيبها
ودعتها علي اول شارعهم
عشان ابوها مشوفهاش معايا
وعدتها ارنلها بكرة
وافكرها بميعادنا الها نساية
ووصتها متفتحش عليا
ده الكارت بتاعي مفيهوش رصيد كفاية
اول مرة
كنا في محاضرة في الكلية
ولما لمحتها
حسيت انه حتكون ليا
وحبيتها من اول نظرة
هي البنت السمرة
وروحت عشان اكلمها ودي كانت اول مرة
قربت منها
وسألتها عن اسمها
ولما سمعت صوتها
زاد في قلبي حبها
وقعدنا نتكلم ومحستش بالوقت
وحسيت انها مايلة ليا
وحبيتها اكتر مع مرور الوقت
وقولت اقولها اللي بيا
وقولتهالها بلساني
بعد ما قولتهالها كتير بعنيا
ولقيتها حساني
وحطت في عينيها في عنيا
ولقيتني بقولها تاني
وايه احلي من الكلمة ديا
بحبك يا حبيبتي صدقتي
دي عنيا مبيكدبوش
قوليها انتي كمان دلوقتي
وحبنا منخبيهوش
كم مرة شعرت
وتظن الموت راحة لك
كم مرة شعرت انك كنت تتمني الا تكون مصريا
لكم مرة شعرت انك ترغب في السفر للخارج تحت اي ظرف من الظروف
والتخلص من ضغوط البطالة والاسكان والتعليم والفقر
لكم مرة شعرت انك لا قيمة لك في هذه الحياة
كم مرة شعرت انك لا تملك السيطرة علي اي شيء
كم مرة شعرت بالاستياء من الحكومة وتصريحاتها
كم مرة شعرت بالنفور من الناس من حولك حتي اقربهم اليك
كم مرة شعرت بالحقد والاحتقان والغيظ من لاعبي الكرة والمطربين والممثلين
كم مرة شعرت انك بحاجة لفرصة لاثبات ذاتك ولا تجدها
كم مرة شعرت بحاجتك لتغيير حياتك من كافة الاوجه
كم مرة شعرت انك لا تعيش حياتك الطبيعية
كم مرة شعرت انك لا تتمتع بحقوق الانسان
ولا حتي حقوق الحيوان (م الاخر) كم مرة شعرت انك
عايش ومش عايش
فاذا كنت تشعر بشيء من ذلك او بكل ذلك
فعليك بدعاء الله ان يغير حالك
او تمشي علي طريقة لا اسمع لا اري لا اتكلم لا اشعر
كان اللي فينا
كان ضحكه علي الخدين
كان اللي فينا
صورته مش حتفارق عنينا
كأنه لسه وسطينا
بس راح ومش حيرجع
وجرحه في قلوبنا يوجع
كان صعب علينا
ندفنه بايدينا
ودعناه بدموعنا
وحيفضل في قلوبنا
لحد ما ييجي يوم
وربنا بيه يجمعنا
مش حقدر انسي
دمه في خفته
وقلبه في رقته
ومين اللي يقدر ينسي
شهامته ووقفته
مع ولاد حتته
كان في فرح حد فينا
يفرح لفرحته
كان الفرح ميبقاش فرح
غير برقصته
وحيفضل فينا
جوانا في عنينا
ومؤمنين بربنا
بس مش بايدينا
فراقه حيعز علينا
كانت ايام
كانت ايام دلوقتي مالنا ومالها
دلوقتي بنفتكرها
كأنها كانت خيال
ومش حييجي غيرها
اصلها دلوقتي خيال
كان ايامها حبيبي معايا
بنبص لبعيد
لكن دلوقتي اتقلبت الاية
بقي هو اللي بعيد
كنت زمان بضحك واغني
دلوقتي بضحك وانا مستني
قلبي يقول لعنيا بتضحكي ليه
ولا انتي لايام زمان بتحني
جري ايه يا شوق راجع تاني
ولا حتقولي انساني
وخلاص راح زماني
وحيفضل قلبي وحداني
ويفضل قلبي صوته مكتوم
الله يسامح حبيب زمان
علي اللي عمله فيا
المهم كان اللي كان
ومش حتأثر عليا
اصل انا من زمان واخد علي الاسية
انا الغلطان
ومش علي غيري اللوم
عندما يكون
عندما يكون الانسان لا انتماء له سواء لدين او وطن او اهل او حتي لنفسه
عندما يكون الانسان يتمني الموت علي ان يستقر في وطنه عندما يكون الانسان
يشعر انه لا يتحكم بحياته ولا بمستقبله
عندما يكون الانسان يشعر انه مجبر علي كل شيء
عندما يكون الانسان يعمل ما لا يحب
عندما يكون الانسان تائه لا قدوة له
عندما يكون الانسان لا يعرف الحق من الباطل ويسقط امامه جدار معايير الصواب والخطأ
فلا تنتظر منه اي شيء ايجابي
وهذا هو حال شبابنا وعندما يتخلص الشباب من كل هذا
وقتها ... ووقتها فقط نطالبه بأن يعمل من اجل الوطن وتكون له ايجابية
Thursday, December 13, 2007
نانسي
راؤول
حبيبي يا رونالدو
ارادة الحياة
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر
فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر
وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
"ويًَمشيْ الزَّمانُ، فتنموْ صُروفٌ وتذْوي صُروفٌ، وتحْيا أُخَر
وتُصبح ُ أحلامُها يَقْظةً، مُوَشَّحةً بغُموضِ السَّحر
تُسائِلُ: أينَ ضَبابُ الصَّباحِ، وَسِحْرُ المساءِ؟ وضوْئُ القَمر؟
وَأسْرابُ ذاكَ الفَراشِ الأنيقِ؟ ونَحْلٌ يُغَنيْ، وغَيمٌ يَمُرّ
وأينَ الأشِعَّةُ والكائِناتُ؟ وأينَ الحياةُ الَّتي أنْتظِر
ظمِئتُ إلى النُّور، فوقَ الغُصونِ! ظمِئتُ إلى الظِلِّ تحْتَ الشَّجار!
ظَمِئتُ إلى النَّبْعِ، بَيْنَ المُروجِ يُغَنّين ويّرْقُصُ فَوْقَ الزّهَر!
ظَمِئتُ إلى نَغَمَتِ الطُّيورِ، وهَمسِ النَّسيم، ولَحْنِ المَطر!
ظَمِئتُ إلى الكونِ! أيْنَ الوُجودُ وأنَّي أرَى العالَمَ المنتظر
هو الكَوْنُ، خَلْفَ سُباتِ الجُمود وفي أثفُقِ اليَقَظاتِ الكُبَر"
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر
وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء ، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر
Wednesday, December 12, 2007
لست ادري
ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري!
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود
هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود
أتمنّى أنّني أدري ولكن...
لست أدري!
وطريقي، ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟
هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور
أأنا السّائر في الدّرب أم الدّرب يسير
أم كلاّنا واقف والدّهر يجري؟
لست أدري!
ليت شعري وأنا عالم الغيب الأمين
أتراني كنت أدري أنّني فيه دفين
وبأنّي سوف أبدو وبأنّي سأكون
أم تراني كنت لا أدرك شيئا؟
لست أدري!
أتراني قبلما أصبحت إنسانا سويّا
أتراني كنت محوا أم تراني كنت شيّا
ألهذا اللّغو حلّ أم سيبقى أبديّا
لست أدري... ولماذا لست أدري؟
لست أدري!
البحر:
قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟
هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟
أم ترى ما زعموا زوار وبهتانا وإفكا؟
ضحكت أمواجه مني وقالت:
لست أدري!
أيّها البحر، أتدري كم مضت ألف عليكا
وهل الشّاطىء يدري أنّه جاث لديكا
وهل الأنهار تدري أنّها منك إليكا
ما الذّي الأمواج قالت حين ثارت؟
لست أدري!
أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك
أنت مثلي أيّها الجبار لا تملك أمرك
أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك
فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟ ..
لست أدري!
ترسل السّحب فتسقي أرضنا والشّجرا
قد أكلناك وقلنا قد أكلنا الثّمرا
وشربناك وقلنا قد شربنا المطرا
أصواب ما زعمنا أم ضلال؟
لست أدري!
قد سألت السّحب في الآفاق هل تذكر رملك
وسألت الشّجر المورق هل يعرف فضلك
وسألت الدّر في الأعناق هل تذكر أصلك
وكأنّي خلتها قالت جميعا:
لست أدري!
برفض الموج وفي قاعك حرب لن تزولا
تخلق الأسماك لكن تخلق الحوت الأكولا
قد جمعت الموت في صدرك والعيش الجميلا
ليت شعري أنت مهد أم ضريح؟..
لست أدري!
كم فتاة مثل ليلى وفتى كأبن الملوح
أنفقا السّاعات في الشّاطىء ، تشكو وهو يشرح
كلّما حدّث أصغت وإذا قالت ترنّح
أخفيف الموج سرّ ضيّعاه؟..
لست أدري!
كم ملوك ضربوا حولك في اللّيل القبابا
طلع الصّبح ولكن لم نجد إلاّ الضّبابا
ألهم يا بحر يوما رجعة أم لا مآبا
أم هم في الرّمل ؟ قال الرّمل إني...
لست أدري!
فيك مثلي أيّها الجبّار أصداف ورمل
إنّما أنت بلا ظلّ ولي في الأرض ظلّ
إنّما أنت بلا عقل ولي ،يا بحر ، عقل
فلماذا ، يا ترى، أمضي وتبقى ؟..
لست أدري1
يا كتاب الدّهر قل لي أله قبل وبعد
أنا كالزّورق فيه وهو بحر لا يجدّ
ليس لي قصد قبل للدهر في سيري قصد
حبّذا العلم، ولكن كيف أدري؟..
لست أدري!
إنّ في صدري، يا بحر ، لأسرار عجابا
نزل السّتر عليها وأنا كنت الحجابا
ولذا أزداد بعدا كلّما أزددت اقترابا
وأراني كلّما أوشكت أدري...
لست أدري!
إنّني ،يا بحر، بحر شاطئاه شاطئاكا
الغد المجهول والأمس اللّذان اكتنفاكا
وكلانا قطرة ، يا بحر، في هذا وذاك
لا تسلني ما غد، ما أمس؟.. إني...
لست أدري!
الدير:
قيل لي فيالدّير قوم أدركوا سرّ الحياة
غير أنّي لم أجد غير عقول آسنات
وقلوب بليت فيها المنى فهي رفات
ما أنا أعمى فهل غيري أعمى؟..
لست أدري!
قيل أدري النّاس بالأسرار سكّان الصوامع
قلت إن صحّ الذي قالوا السرّ شائع
عجبا كيف ترى الشّمس عيون في البراقع
والتي لم تتبرقع لا تراها؟..
لست أدري!
إن تك العزلة نسكا وتقى فالذّئب راهب
وعرين اللّيث دير حبّه فرض وواجب
ليت شعري أيميت النّسك أم يحيي المواهب
كيف يمحو النّسك إثما وهو إثم؟..
لست أدري!
أنني أبصرت فيّ الدّير ورودا في سياج
قنعت بعد النّدى الطّاهر بالماء الأجاج
حولها النّور الذي يحي ، وترضى بالديّاجي
أمن الحكمة قتل القلب صبرا؟..
لست أدري!
قد دخلت الدّير عند الفجر كالفجر الطّروب
وتركت الدّير عند اللّيل كاللّيل الغضوب
كان في نفسي كرب، صار في نفسي كروب
أمن الدّير أم اللّيل اكتئابي؟
لست أدري!
قد دخلت الدّير استنطق فيه الناسكينا
فإذا القوم من الحيرة مثلي باهتونا
غلب اليأس عليهم ، فهم مستسلمونا
وإذا بالباب مكتوب عليه...
لست أدري!
عجبا للنّاسك القانت وهو اللّوذعي
هجر النّاس وفيهم كلّ حسن المبدع
وغدا يبحث عنه المكان البلقع
أرأى في القفر ماء أم سرابا؟..
لست أدري!
كم تمارى ، أيّها النّاسك، في الحق الصّريح
لو أراد اللّه أن لا تشق الشّيء المليح
كان إذ سوّاك بلا عقل وروح
فالّذي تفعل إثم ... قال إني ...
لست أدري!
أيّها الهارب إنّ العار في هذا الفرار
لا صلاح في الّذي تفعل حتّى للقفار
أنت جان أيّ جان ، قاتل في غير ثار
أفيرضى اللّه عن هذا ويعفو ؟..
لست أدري!
بين المقابر:
ولقد قلت لنفسي، وأنا بين المقابر
هل رأيت الأمن والرّاحة إلاّ في الحفائر؟
فأشارت : فإذا للدّود عيث في المحاجر
ثم قالت :أيّها السّائل إني...
لست أدري!
أنظري كيف تساوى الكلّ في هذا المكان
وتلاشى في بقايا العبد ربّ الصّولجان
والتقى العشق والقالي فما يفترقان
أفبذا منتهى العدل؟ فقالت ...
لست أدري!
إنّ يك الموت قصاصا، أيّ ذنب للطّهاره
وإذا كان ثوابا، أيّ فضل للدعاره
وإذا كان يوما وما فيه جزاء أو جساره
فلم الأسماء إثم أو صلاح؟.. لست أدري!
أيّها القبر تكلّم، واخبرني يا رمام
هل طوى أحلامك الموت وهل مات الغرام
من هو المائت من عام ومن مليون عام
أبصير الوقت في الأرماس محوا؟..
لست أدري!
إن يك الموت رقادا بعده صحو طويل
فلماذا ليس يبقى صحونا هذا الجميل؟
ولماذا المرء لا يدري متى وقت الرّحيل؟
ومتى ينكشف السّرّ فيدري؟..
لست أدري!
إن يك الموت هجوعا يملأ النّفس سلاما
وانعتاقا لا اعتقالا وابتدا لا ختاما
فلماذا أعشق النّوم ولا أهوى الحماما
ولماذا تجزع الأرواح منه؟..
لست أدري!
أوراء القبر بعد الموت بعث ونشور
فحياة فخلود أم فتاء ودثور
أكلام النّاس صدق أم كلام الناس زور
أصحيح أنّ بعض الناس يدري؟..
لست أدري!
إن أكن أبعث بعد الموت جثمانا وعقلا
أترى أبعث بعضا أم ترى أبعث كلاّ
أترى أبعث طفلا أم ترى أبعث كهلا
ثمّ هل أعرف بعد الموت ذاتي؟..
لست أدري!
يا صديقي، لا تعللّني بتمزيق السّتور
بعدما أقضي فعقلي لا يبالي بالقشور
إن أكن في حالة الإدراك لا أدري مصيري
كيف أدري بعدما أفقد رشدي...
لست أدري!
القصر والكوخ:
ولقد أبصرت قصرا شاهقا عالي القباب
قلت ما شادك من شادك إلاّ للخراب
أنت جزء منه لكن لست تدري كيف غاب
وهو لا يعلم ما تحوي؛ أيدري؟..
لست أدري!
يا مثالا كان وهما قبلما شاء البناة
أنت فكر من دماغ غيّبته الظلمات
أنت أمنية قلب أكلته الحشرات
أنت بانيك الّذي شادك لا ... لا...
لست أدري!
كم قصور خالها الباني ستبقى وتدوم
ثابتات كالرّواسي خالدات كالنّجوم
سحب الدّهر عليها ذيله فهي رسوم
مالنا نبني وما نبني لهدم؟..
لست أدري!
لم أجد في القصر شيئا ليس في الكوخ المهين
أنا في هذا وهذا عبد شك ويقين
وسجين الخالدين اللّيل والصّبح المبين
هل أنا في القصر أم في الكوخ أرقى؟
لست أدري!
ليس في الكوخ ولا في القصر من نفسي مهرب
أنّني أرجو وأخشى، إنّني أرضى وأغضب
كان ثوبي من حرير مذهب أو كان قنّب
فلماذا يتمنّى الثوب عاري؟..
لست أدري!
سائل الفجر: أعند الفجر طين ورخام؟
واسأل القصر ألا يخفيه، كالكوخ، الظّلام
واسأل الأنجم والرّيح وسل صوب الغمام
أترى الشّيء كما نحن نراه؟..
لست أدري!
الفكر:
ربّ فكر لاح في لوحة نفسي وتجلّى
خلته منّي ولكن لم يقم حتّى تولّى
مثل طيف لاح في بئر قليلا واضمحّلا
كيف وافى ولماذا فرّ منّي؟
لست أدري!
أتراه سابحا في الأرض من نفس لأخرى
رابه مني أمر فأبى أن يستقرّا
أم تراه سرّ في نفسي كما أعبر جسرا
هل رأته قبل نفسي غير نفسي؟
أم تراه بارقا حينا وتوارى
أم تراه كان مثل الطير في سجن فطارا
أم تراه انحلّ كالموجة في نفسي وغارا
فأنا أبحث عنه وهو فيها،
لست أدري!
صراع وعراك:
إنّني أشهد في نفسي صراعا وعراكا
وأرى ذاتي شيطانا وأحيانا ملاكا
هل أنا شخصان يأبى هذا مع ذاك اشتراكا
أم تراني واهما فيما أراه؟
لست أدري!
بينما قلبي يحكي في الضّحى إحدى الخمائل
فيه أزهار وأطيار تغني وجداول
أقبل العصر فأسى موحشا كالقفر قاحل
كيف صار القلب روضا ثمّ قفرا؟
لست أدري1
أين ضحكي وبكائي وأنا طفل صغير
أين جهلي ومراحي وأنا غضّ غرير
أين أحلامي وكانت كيفما سرت تسير
كلّها ضاعت ولكن كيف ضاعت؟
لست أدري!
لي إيمان ولكن لا كأيماني ونسكي
إنّني أبكي ولكن لا كما قد كنت أبكي
وأنا أضحك أحيانا ولكن أيّ ضحك
ليت شعري ما الذي بدّل أمري؟
لست أدري!
كلّ يوم لي شأن ، كلّ حين لي شعور
هل أنا اليوم أنا منذ ليال وشهور
أم أنا عند غروب الشمس غيري في البكور
كلّما ساءلت نفسي جاوبتني:
لست أدري!
ربّ أمر كنت لّما كان عندي أتّقيه
بتّ لّما غاب عنّي وتوارى أشتهيه
ما الّذي حبّبه عندي وما بغّضنيه
أأنا الشّخص الّذي أعرض عنه؟
لست أدري!
ربّ شخص عشت معه زمناألهو وأمرح
أو مكان مرّ دهر لي مسرى ومسرح
لاح لي في البعد أجلى منه في القرب وأوضح
كيف يبقى رسم شيء قد توارى؟
لست أدري!
ربّ بستان قضيت العمر أحمي شجره
ومنعت النّاس أن تقطف منه زهره
جاءت الأطيار في الفجر فناشت ثمره
ألأطيار السّما البستان أم لي؟
لست أدري!
رب قبح عند زيد هو حسن عند بكر
فهما ضدّان فيه وهو وهم عند عمرو
فمن الصّادق فيما يدّعيه ، ليت شعري
ولماذا ليس للحسن قياس؟
لست أدري!
قد رأيت الحسن ينسى مثلما تنسى العيوب
وطلوع الشّمس يرجى مثلما يرجى الغروب
ورأيت الشّر مثل الخير يمضي ويؤوب
فلماذا أحسب الشرّ دخيلا؟
لست أدري!
إنّ هذا الغيث يهمي حين يهمي مكرها
وزهور الأرض تفشي مجبرات عطرها
لا تطيق الأرض تخفي شوكها أو زهرها
لا تسل : أيّهما أشهى وأبهى؟
لست أدري!
قد يصير الشوك إكليلا لملك أو نبّي
ويصير الورد في عروة لص أو بغيّ
أيغار الشّوك في الحقل من الزّهر الجنّي
أم ترى يحسبه أحقر منه؟
لست أدري!
قد يقيني الخطر الشّوك الذي يجرح كفّي
ويكون السّمّ في العطر الّذي يملأ أنفي
إنّما الورد هو الأفضل في شرعي وعرفي
وهو شرع كلّه ظلم ولكن ...
لست أدري!
قد رأيت الشّهب لا تدري لماذا تشرق
ورأيت السّحب لا تدري لماذا تغدق
ورأيت الغاب لا تدري لماذا تورق
فلماذا كلّها في الجهل مثلي ؟
لست أدري!
كلّما أيقنت أني قد أمطت السّتر عني
وبلغت السّر سرّي ضحكت نفسي مني
قد وجدت اليأس والحيرة لكن لم أجدني
فهل الجهل نعيم أم جحيم؟
لست أدري!
لذة عندي أن أسمع تغريد البلابل
وحفيف الورق الأخضر أو همس الجداول
وأرى الأنجم في الظلّماء تبدو كالمشاعل
أترى منها أم اللّذة منّي...
لست أدري!
أتراني كنت يوما نغما في وتر
أم تراني كنت قبلا موجة في نهر
أم تراني كنت في إحدى النّجوم الزّهر
أم أريجا ، أم حفيفا ، أم نسما؟
لست أدري!
فيّ مثل البحر أصداف ورمل ولآل
في كالأرض مروج وسفوح وجبال
فيّ كالجو نجوم وغيوم وظلال
هل أنا بحر وأرض وسماء؟
لست أدري!
من شرابي الشّهد والخمرة والماء الزّلال
من طعامي البقل والأثمارواللّحم الحلال
كم كيان قد تلاشى في كياني واستحال
كم كيان فيه شيء من كياني؟
لست أدري!
أأنا أفصح من عصفورة الوادي وأعذب؟
ومن الزّهرة أشهى ؟ وشذى الزّهرة أطيب؟
ومن الحيّة أدهى ؟ ومن النّملة أغرب؟
أم أنا أوضع من هذي وأدنى؟
لست أدري!
كلّها مثلي تحيا، كلّها مثلي تموت
ولها مثلي شراب ، ولها مثلي قوت
وانتباه ورقاد، وحديث وسكوت
فيما أمتاز عنها ليت شعري؟
لست أدري!
قد رأيت النّمل يسعى مثلما أسعى لرزقي
وله في العيش أوطار وحق مثل حقي
قد تساوى صمته في نظر الدّهر ونطقي
فكلانا صائر يوما إلى ما ...
لست أدري!
أنا كالصّهباء ، لكن أنا صهباي ودّني
أصلها خاف كأصلي ، سجنها طين كسجني
ويزاح الختم عنها مثلما ينشّق عني
وهي لا تفقه معناها، وإني...
لست أدري!
غلط القائل إنّ الخمر بنت الخابيه
فهي قبل الزق كانت في عروق الدّاليه
وحواها قبل رحن الكرم رحم الغاديه
إنّما من قبل هذا أين كانت؟
لست أدري!
هي في رأي فكر ، وهي في عينّي نور
وهي في صدري آمال ، فوفي قلبي شعور
وهي في جسمي دم يسري فيه ويمور
إنّما من قبل هذا كيف كانت؟
لست أدري1
أنا لا أذكر شيئا من حياتي الماضية
أنا لا أعرف شيئا من ياتي الآتيه
لي ذات غير أني لست لأدري ما هيه
فمتى تعرف ذاتي كنه ذاتي؟
لست أدري!
إنّني جئت وأمضي وأنا لا أعلم
أنا لغز ... وذهابي كمجيتي طلسم
والّذي أوجد هذا اللّغز لغز منهم
لا تجادل ذا الحجا من قال إنّي ...
لست أدري!
Monday, December 10, 2007
مواقع
Sunday, December 9, 2007
فخر المتنبي
مش حيأس
مش حستسلم
انا مش ممكن ييجي يوم واسلم
انا مش حفضل علي الارض
انا لازم اطير في السما
انا رافض اوضاعي رفض
في عيوني حياتي مغيمة
انا عايز اقول انا عايز اصرخ
فيه بركان جوايا
متزلزل انا روحي بتتشرخ
صورتي بتتهز في المرايا
نفسي احقق اي حاجة
ماللي ياما حلمت بيها
نفسي اوصل لاي حاجة
ماللي بدور عليها
انا مش حبص ورايا
حبص دايما قدامي
حقول للفشل كفاية
نفسي اصدق كلامي
حالك يا دنيا
مجنونة بيا
حتموت عليا
ما انا اللي فيها
كل اللي فيها
ملهمش فيها
وانا اللي ليا
بتجري عليا
وبجري منها
تمسك فيا
وافلت منها
مع اني فيها
وساكنها
الارض كلها
بتلف حواليا
السما بتعيط
زعلانة عليا
الارض كلها
واللي زيها
بيغيروا منها
اللي بحبها
واللي بحبها
مش حسه بيا
وادي حالك يا دنيا
مقتول في حبك
مع ان قلبي عليه حراسة
ان قولت قبلك استحالة احب
فهمت قلبي ان الحب ذنب
بالمختصر قلبي انتحر
عشان يدخل نار حبك
حظي اختارني القدر
عشان علي طول ابقي جنبك
قالولي النار ولا الجنة
قولت النار جنبك جنة
مش حتحرق قلبي اتسرق
مبيحسش غير بيكي
النار دي مش لسعاني
من كتر ما الفرحة مش سايعاني
وانا عيني في عينيكي
خايف
خايف علي نفسي
وعلي اللي معايا
خايف
خايف من نفسي
ومن اللي معايا
خايف
دقوا عليا الباب
وقولت مين
خايف
ان كل الاحباب
يطلعوا خاينين
خايف.. من بكرة
مع اني عارف
بكرة حيبقي النهاردة
ومصيره يبقي امبارح
بكرة حيبقي ذكري
فيها شيء جارح
خايف اغمض مرة عنيا
خايف اضيع من بين ايديا
خايف
طول ما نا جاي ورايح
خايف
برتعش من الخوف .. مرعوب
خايف
تطلع كل حياتي .. ذنوب
خايف يتقطع النفس
خايف في قبري اتحبس
حتي قبل ما اتوب
مالي النهاردة
اليلة دية بكل الليالي
نازل بدور في الشوارع والبيوت
علي ذكري كانت مش ممكن يوم تموت
وتحت شباكك يرميني الحنين
حيران بقدم خطوة وارجع خطوتين
انا عايز اشوفك بس
وامشي في سكوت
اطلعيلي وشاوريلي وقوليلي
انك شايفاني
وساعتها بس حبتدي احس
اني ممكن اعيش تاني
انا حبي اللي جوايا
اعلي من اي صوت
Thursday, December 6, 2007
شعر الي السماء
قال الليالي جرعتني علقمـا
أتراك تغنم بالتبـرم درهمـا
يا صاح لا خطر على شفتيك
فاضحك فإن الشهب تضحك
قال البشاشة ليس تسعد كائنا
قلت ابتسـم مـا دام بينـك
يا قلبي الباكي الا البكي
ما في الكون شيء يدوم
الي الموت يا ابن الحياة التعيس
ففي الموت صوت الحياة الرخيم
الا الموت فالموت روح جميل
يرفرف من فوق تلك الغيوم
يا موت قد مزقت صدري
وقصمت بالارزاء ظهري
وفجعتني فيمن احب
ومن اليه ابث سري
سأعيش رغم الداء والاعداء
كانسر فوق القمة الشماء
واقول للجمع الزين تجشموا
هدمي وودوا لو خر بنائي
ان المعلول لا تهد مناكبي
والنار لا تأتي
علي اعضائي
فمالك ترضي بزل القيد
وتحني لمن كبلوك الحياة
الا انهض وسر في سبيل الحياة
فمن نام لا تنتظره الحياة
كم تشتكي
ولـكَ الـحـقــولُ وزَهــرُهـا وأريـجــهـا ونـسـيـمُـهـا والبلبلُ الـمُـتــرنـِّمُ
والــمــاءُ حــولـكَ فِــضَّــة رقـــراقـــةٌ والشمسُ فوقكَ عَسجَدٌ يَتضرَّمُ
والنُّورُ يبني في السُّفوحِ وفي الذُّرى صُورًا مُـزخرفةً وحِـيـنـًا يـَـهــدمُ
هَـشَّـت لكَ الـدُّنيا فـمـا لكَ واجمــًا وتَـبـسَّـمـت فعَلامَ لا تـتـبـسَّـمُ
إن كـنـت مُكتـئـبـًا لِـعِــزٍّ قـد مَـضـى هَيهـات يُـرجـِعـهُ إلـيـكَ تـَوجُّـــمُ
أو كنت تُشفقُ من حُلـولِ مُـصـيـبـةٍ هَيهـات يَـمـنَـعُ أن تَحُلَّ تَجَهُّــمُ
أو كـنـت جـاوزتَ الشَّـباب فلا تـقـل شـاخ الـزمــانُ فـإنـهُ لا يَــهــرَمُ
انـظُـر فـمـا زالـت تُـطـلُّ مـن الـثـَّرى صُـورٌ تـكـاد لِحُســنـِها تَـتـكَـلَّــمُ
[إيليا أبو ماضي]
Tuesday, December 4, 2007
كلمات اغاني مختارة
يا اجمل ذكرياتي
خديني لجنتك
يا اغلي من حياتي
رميت الورد طفيت الشمع
يا حبيبي
والغنوة الحلوة ملاها الدمع ملاها الدمع
يا حبيبي
في سكة زمان راجعين
في سكة زمان
في نفس المكان ضايعين
في نفس المكان
وسترجع يوما يا ولدي
مهزوما مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بانك كنت تطارد خيط دخان
انا عمر بلاشباب
وحياة بلا ربيع
اشتري الحب بالعذاب
اشتري
فمن يبيع
دلوقتي مهما تقول وتعيد
وعينيك تدمع
حفظت كل كلامك صم
تحب اسمع
حبيبها
لست وحدك حبيبها
حبيبها انا
حبيبها انا قبلك
وربما جئت بعدك
وربما كنت مثلك
حبيبها .. حبيبها
فلم تزل تلقاني
وتستبيح خداعي
بلهفة في القاء
برهبة في الوداع
بدمعة ليس فيها
كالدمع الا البريق
برعشة هي نبض
نبض بغيرعروق
حبيبها
حبيبها انا ورويتلي ما كان منك ومنهم
فهم كثيرا
فهم كثيرا ولكن لا شيء نعلم عنهم
وعانقتني
والقت براسها فوق كتفي
تباعدت وتدانت
كأصبعي في الكف
ويحفر الحب قلبي
بالنار .. بالسكين
وهاتف يهتف بي
حذاري يا مسكين
وصرت وحدي شريدا
محطم الخطوات
تهزني انفاسي
تخيفني لفتاتي
كهارب ليس يدري
من اين
او اين يمضي
شك .. ضباب .. حطام
بعضي يمزق بعضي
انت قلبي
فلا تخف
واجب
هل تحبها
والي الان لم يزل نابضا
فيك حبها
لست قلبي انا اذن
انما انت قلبها
كيف يا قلب ترتضي
طعنة الغدر في خشوع
وتداري جحودها
في رداء من الدموع
لست قلبي وانما
خنجر انت في الضلوع
بعترف
من النهاردة انا عمري ليك
سبني احبك
يا حبيبي
وانسي روحي ما بين ايديك
هو ده اللي حلمت بيه
ضحكته نظرة عينيه
يا حبيبي وانت جنبي
تفتكر انا حعمل ايه
يا حبيب قلبي الوحيد
هات ايديك نبعد بعيد
وكل ما عيونك تخدني
يتولد احساس جديد
صدقني خلاص
من بين الناس
حبيتك واخترتك ليا
طول ما انا وياك
قدامي ملاك
خليتني مغمضش عنيا
الله .. يا سلام
في عينيك احلي كلام
قرب مني شوية شوية
قلبي وقلبك سوا يتلاقوا
الدنيا انت مليتها عليا
ده الحب اللي محدش داقه
قرب مني شوية شوية
قد ما تقدر قرب تاني
الدنيا انت مليتها عليا
وكأنك مخلوق علشاني
يا أرق الناس
في عينيك احساس
بياخدني معاه بنسي الدنيا
ضمني بأيديك
لو غالي عليك
مضيعش يا ريت ولا ثانية
الله .. يا سلام
في عينيك احلي كلام
ايام وبنعيشها
حنعمل ايه يا قلبي في ناس
مهماش ناس مفيش احساس
ومش بيحسوا بجروحنا
دي دموعنا حنحوشها
عشان مش صح نبقي ضعاف
نبان ساعة الفراق بنخاف
ويا ريت نغصب علي روحنا
وعلي ايه
دي حكاية خلصت من بدري
والله خلصت من بدري
والجرح حسيت بيه
وعلي ايه
علي ايه حنبكي علي الماضي
ايام وعدت علي الفاضي
فيه ايه حنبكي عليه
مش فارقة نتكلم
نعيد ونزيد في ايه علي ايه
معادش يفيد بكانا عليه
خلاص الجرح اهو معلم
ويا ريت ما نتألم ولا نأسي وداع بوداع
محدش ساب حبيبه وضاع
وادينا خلاص بنتعلم
Monday, December 3, 2007
حان الوقت
لقد خيرت ... فاخترت
اخترت الموت
علي النوم في قبري
اخترت القتل
علي الطعن في ظهري
اخترت الجحيم
علي الخلود في النار
ما هذا بحق الجحيم؟
أهكذا الاختيار
احترت بين الشيء ونفسه
حتي اختلط الشيء بعكسه
اختلط اليوم بالامس
واختلط البشر بالعبس
واختلط العدل بالظلم
واختلط الحلال بالاثم
فأطفئت الشمس
وحل الظلام
وعم الضباب
وتاه الكلام
حان الوقت
ان اصمت دون انقطاع
حان الوقت
ان ابكي من شدة الضياع
حان الوقت
ان انسحب من خضم الصراع
زرعت في قلبي لغما
ينفجر اذا دق
اذا اخترق قلبي سهما
لا شيء فما الفرق
فقلبي يدق هما
ولسوف يقف يوما
والهم لن يقف
حان الوقت
ان اسير علي حبل الحياة
حان الوقت
ان اغوص في اعماق المياه
ان امضي في طريق النار
واكون انا اللهب
ان امشي اميالا والجو حار
ولا اشعر بالتعب
حان الوقت
ان اغفو قليلا
وحولي تعوي الذئاب
ان اغدو قتيلا
وتنهشني الكلاب
حان الوقت
ان يسرق مني عمري
الدقيقة تجر الدقيقة
وتقول لها مري مري
انا احلم ام تلك الحقيقة
انها لقطات من خارج الاطار
توصف ما حدث لي من دقيقة
قلبي وقف
انفاسي انقطعت
جسدي ارتجف
فالروح قد خرجت
القوني في قبري
واهالوا عليا التراب
اواجه وحدي قدري
في انتظار العذاب
احاول ان اخرج من حلمي
وبيدي اجرح نفسي
ولكن لم انزف دمي
ولم اشعر ان داخلي نفسي
لا اسمع غير السكوت
لا اري غير الظلام
لا اشعر غير بالموت
عليا ان اخرس الكلام
حان الوقت
Sunday, December 2, 2007
وهم الحياة
ان تمشي في الشارع وتشير لك الناس بالبنان ويطلبوا السلام عليك والتصوير معك فهذا دون شك شيء رائع
ان تهتم الصحف والمجلات باجراء حوارات معك والتقاط صور لك لتستفيد دون شك منك ماديا وتفيد القراء انهم سيقرءون
كلامك المنزل الخارج من لسانك الكريم وان تظهر في الشاشة في برامج حوارية يقدمك المذيع للناس ويجري معك
حوار بالتأكيد مهم لانك الذي اصدرته وينهل المشاهدون من علمك الغزير سواء كنت ممثلا او مطربا او سياسيا او رجل دين
او شيء من هذا من النماذج الكثيرة الشهيرة التي تطل علينا في كل شيء فالمطرب مثلا تري كليباته تعرض كل نصف ساعة
واعلانات البوماته في كل مكان بالاضافة انه يقوم باعلانات لمنتجات تجارية للدعاية بما ان حضرته بيستخدم هذه السلعة
فسيقلده المشاهدون والمتابعون وهم يعرفون انه يمثل عليهم وقد يكون لا يستخدم هذه السلعة مطلقا ولكن مقابل نظير من المال
يقوم بتلك المهمة الحساسة والشاقة علي سيادة النجم بمناسبة لفظ النجم اراه غير دقيق البتة
فالنجم يصدر الضوء منه ذاته ولكن النجم الشخصية اضوائه تصدر من الاضواء المسلطة عليه من كل جانب فيظهر كنجم
ولكنه في حقيقة الامر مثل القمر يظهر منيرا نتيجة انعكاس ضوء الشمس علي سطحه فيخدعنا كذلك النجوم من البشر
اذا اختفت الاضواء عنهم وانعدمت الاحاديث عنهم سينساهم الناس ولن يذكرهم احد وليرونا كيف يضيئون ذاتيا
وكل الذي مر بنا معقول وعادي ومنطقي اما ان تكون شهيرا لدرجة ان يصدر عنك كتاب فقط ليتحدث عن عبقريتك
الفذة والمعجزة او برامج مخصصة تتحدث عن انجازاتك فذلك غريب وغير معقول لانسان
ما الذي فعله ليحدث له هذا؟
مثلا ما الذي جعل مينا في الصفحة اللي بعد الفهرس في كتاب التاريخ؟
ايه اللي خلي احمد عرابي كتب تتحدث عن شجاعته وكتب تتحدث عن وطنية مصطفي كامل وفدائية جمال عبد الناصر
ووصف الرئيس السادات ببطل الحرب والسلام والتغني بحكمة الرئيس مبارك؟
قد يكون التاريخ منصفا وقد يكون لا
انا اراه خادعا يكتبه الاقوياء والنتصرين ويتجاهل الضعيف يأخذ بالمظهر الخارجي يأخذ بالنجومية والاشخاص المسلطة عليهم الاضواء
هل احمد عرابي هو الوحيد اللي راح قصر عابدين ووقف في وجه الخديوي وهل عبد الناصر عمل الثورة لوحده
وسعد زغلول متنفاش لوحده ومحدش جاب سيرة اللي معاه هو اللي اشتهر ووضعه كتاب التاريخ في مصاف العظماء
تجد ايا من الشخصيات العامة يتحدث عن الاخر انه تركيبة انسانية فريدة ومبدع وعظيم وتعجز عن وصفه الكلمات
طيب والغلط في مين في البلد والدنيا اكيد مني ومنك ومن الناس الوحشين والعاديين اه مهو احنا ولاد كلب!!!انما هما النجوم العظام
بناة الاهرام هو مين اللي بني الهرم الكبير ؟ خوفو كان ملك وقاعد علي كرسيه واشتغل
العمال وماتوا في بناءه وهو يتابع بعينيه الكريمتين وفي النهاية الاسم الذي خلد هو اسمه
انها فلسفة الشهرة وفلسفة القيادة التي تتحكم في اوراق التاريخ
فالتاريخ كاذب وخادع فلولا الدهماء والعامة لما كان هناك وجود للخاصة النخبة المثقفة
برضه بمناسبة الثقافة اللي هي وجهة نظر الكثيرين اني اعرف الخديوي اسماعيل
كان عنده كام عايل واخونا كارل ماركس كان شاذ ولا لا
وهتلر مقاس جزمته كام وايناشتنين خد الثانية العامة بمجموع كام
كدة مش حنخلص من العظماء ولا يبقي مفيش مثقفين في العالم غيري لانهم ميعرفوش
معلومات زيي عن اعظم شخصية تعيش الان في نظري .. امي !!! ألم تسأل نفسك في مرة
ما هي اهمية الفن والادب والرياضة والسياسة ؟
يعني انت لما تشوف ماتش كورة بين الاهلي والزمالك وتشجع الاهلي مثلا بكل حماس
مع ان الاهلي لو خسر انت مش حتخسر حاجةولو كسب مش حتكسب حاجة
يبقي انت مالك؟
انت عايز تتفرج وتشجع تسلية وخلاص واللعيبة اللي انت بتشجعها تاخد ملاييين من وراك
وانت مش داري واحد بيعرف يلعب كورة او بيعرف يمثل
ما هي اهميته اللي تخلي وزنه دهب مع انه من الاخر ملوش لازمة وموهبته العبقرية دي
لا قيمة لها انه يبيع الوهم ومن يبيعون الوهم من سياسيين ورياضيين وفنانين
هم الذين يربحون ربما لان هذه الحياة من الاصل وهم نحن ننجذب نحو من يبيعه
لنا ونغدق عليه الاموال فما رايك في شخص ترك عمله من اجل ان يتفرغ لتشجيع نادي
او شخص سافر العالم من اجل ان يتصور مع فنانة مشهورة
ما هي القيمة التي حصل عليها؟
انه الجري خلف اللا شيء الشخصية التي تظهر في التلفزيون عندما تراها بعينيك
ينتابك شعور انه من كوكب اخر وانك ستلامس الحقيقة المفقودة في هذا الكوكب
كأنك ادخلت يدك من خلال التلفزيون لتسلم عليه!! ما القيمة لفنان قام ببطولة فيلم عن الفقر
وهو نفسه يتقاضي اجرا عن الفيلم ثلاثة ملايين !!! ما القيمة لاقامة مؤتمرات
وندوات من اجل مساعدة الفقراء وهذه المؤتمرات يصرف خلاتلها الملايين بغير حساب
ما القيمة لسياسي يمطرنا بعبارات الوقوف مع محدودي الدخل ومعدومي الدخل
وهو يرتدي افخم الملابس ويركب افخم السيارات ويسكن اكببر القصور
المشكلة ان من يعبر عن هموم الفقراء لا بد ان يكون غنيا فلا يستطيع مهما حاول
ان يعبر عنهم وهو لابد ان يكون غنيا لانه يظهر بالتلفزيون ومن يظهر بالتنلفزيون لابد
وان يكون غنيا وحتي ان بدأ فقيرا سرعان ما يصير غني وينسي اصله وعيشته الاولي
الذي يجعل الممثل يأخذ ملايين انه يجد من يدفع له
والذي يدفع له ليس عبيطا فهو يدفع مليون ويعلم انه سيأخذ العشرات منها من الغلابة الذين
يحبون الوهم ويتابعونه مهما كانت مشاكلهم الخاصة انها عملية نصب علنية يكون فيها
المنصوب عليه راضيا سعيدا مادام يتجرع الوهم في فيلم او مباراة كرة او خطبة سياسية
جوفاء مكررة من عينة مصلحة المواطن فوق كل اعتبار ولا مساس بدعم محدودي الدخل
ومشكلة البطالة في طريقها الي الحل
وكل هذا وهم ... وهم الحياة