من أنا؟

Thursday, August 30, 2007

ولا زالوا يوجهون الصغار

مسألتش نفسك قبل كدة مين اللي ادي الكبار الحق انهم يغلطوا عيالهم؟! سؤال غبي عارف!بس خدني علي قد عقلي ايه هي مقومات الكبار اللي تخليهم يغلطوا الاطفال؟! قبل ما تجاوب اسألك انا الاول سؤال هما الكبار يعني اللي مبيغلطوش؟!1
طبعا اكيد بيغلطوا ومش اي غلط ده غلطه اكبر من غلط الصغير وقوللي انت الصغير بيغلط بيعمل ايه يعني؟
بيعملها علي روحه! ولو كبير شوية بيعمل ايه؟ بيكسر ازاز الجيران من شوطته للكورة! لو كبير شوية كمان بيعمل ايه؟ بيعاكس بنت الجيران! طوز....... ايه المشكلة؟
بذمتك دي غلطات تقارن بغلطات الكبار؟
غلطات الكبار تؤدي للحروب والقتل والتدمير ..... ولا زالوا يوجهون الصغار
غلطات الكبار انانية واغتصاب وجواز عرفي ولازالوا يوجهون الصغار
غلطات الكبار الظلم والقهر للصغار .... ولا زالوا يوجهون الصغار
كل هذه الاخطاء ولا زالوا يوجهون الصغار
اما الخطيئة عند الكبار هي محاولة تدمير الجيل اللي بعديه واظهار انهم افضل منه بدليل انهم لا زالوا يوجهون الصغار
اي عيل يغلط اي غلطة ابوه يعنفه ويضربه وتلاقي السبب تافه جدا والواد في سره يقوله يعني انت اللي مبتغلطش؟! وابوه يسمع السؤال (في سره برضه) ويكون الرد (في سره برضه) انا خلاص كبرت ( دي فيزا انك تغلط زي ما انت عايز) وانا قدك كان ابويا (رحمه الله ) بيعمل فيا اكتر من كدة ده انا مدلعك !1
posted by مفيش فايدة at 8:32 AM 0 comments

Monday, August 27, 2007

ده رأيي

مرة كنت قاعد مع واحد صاحبي كانت اول مرة اشوفه !نتكلم في الفن والغناء وكده مرة واحدة قاللي حماده هلال صوته احسن من عبد الحليم حافظ!!!!!!!!! طبعا كنت حقوم اضربه قولتله نعم حماده مين يا ابني ؟! انت عبيط ولا اهبل ؟!1
قاللي علي فكرة انت مش متحضر ده رأيي ولازم تحترمه حتي لو كان مش عاجبك!1
قام صاحبي وجه واحد صاحبي تاني تاني مرة اشوفه! بنتكلم في الدين وكدة مرة واحدة قاللي الحجاب مش فريضة! صرخت فيه نعم حجاب ايه اللي مش فريضة ؟ ما هو المفتي وكل الشيوخ بيقولوا عنه فريضة؟! 1
قاللي علي فكرة انت مش متحضر ده رأيي ولازم تحترمه حتي لو كان مش عاجبك!1
جه واحد صاحبي تالت تالت مرة اشوفه!!! بنتكلم في السياسة وكدة مرة واحدة قاللي انا بحب اسرائيل!!!!! 1
لم اتمالك أعصابي.......قولتله انت ازاي مسلم وعربي وبتحب اسرائيل؟! انت مجنون؟!1
قاللي علي فكرة...... قاطعته عارف متنيل مش متحضر!1
هنا انا اللي قومت وروحت وانا ماشي في طريقي هديت وقعدت افكر هو انا فعلا مش متحضر؟ ومبقبلش بالاراء المختلفة؟ ووصلت لحاجة في الاخر انه لو كانت حرية التعبير والراي ان كل واحد يقول رايه حتي لو كان مخالف للعقل والدين والاعراف طوز فيها!!!!!!!!1
ولتذهب للجحيم! 1
وقبل ما تقوم تشتمني حقولك علي فكرة انت مش متحضرده رأيي ولازم تحترمه حتي لو كان مش عاجبك!1
posted by مفيش فايدة at 6:48 AM 0 comments

من الجمهورية

بقلم: محمد علي إبراهيمحزب الإخوان "الوهمي"والقبض علي قياداتهم!
استطاع الإخوان المحظورون قانوناً طبقاً لنصوص الدستور أن يوظفوا صحفهم وموقعهم الإلكتروني لنقل انطباع أن الدولة قامت بحملة اعتقالات ضدهم وبالذات ضد قيادات الجماعة. لأنهم اعتزموا الخروج بحزب سياسي جديد وإعلانه أمام الرأي العام. للتدليل علي أنهم جماعة مدنية تملك برنامجاً سياسياً وبالتالي ليسوا ميليشيات أو جيشا عسكريا أو تنظيما مسلحا. لكن الحقيقة الواضحة أن "الإخوان" لا يريدون حزباً ولا غيره.. والدليل أن ما قدموه ونشر في الصحف وتناوله الصحفيون بالنقد والتشريح علي أنه برنامج حقيقي. هو في حقيقته "هجص" ولا يخرج عن كونه ستاراً للتعمية ضد تحركات أخري كانت الجماعة تقوم بها بعيداً عن الحزب.. التاريخ يؤكد أن هذا هو أسلوبهم منذ نشأتهم. يطلقون قنبلة دخان في مكان ويدبرون لشيء آخر في نفس التوقيت. ولعلي لا أذيع سراً عندما أقول إن تنظيم الإخوان المسلمين يملك جهازاً أمنياً وأنهم يعلمون أن بعض أنشطتهم غير الشرعية وإسهاماتهم المالية والأموال التي تصل إليهم من الخارج موضوعة تحت المراقبة. ومن ثم يجهز الإخوان دائماً خططاً لتحويل الأنظار بعيداً عن هدفهم الحقيقي. وهو إشاعة الفوضي في الشارع المصري والقيام بحملة تشكيكية ضد الأمن والقضاء جناحي استقرار النظام وهو ما يحدث حالياً. ولاحظوا أن الحملة المدسوسة علي القضاة وفسادهم ورجال الأمن وتعذيبهم للمواطنين جاءت متزامنة إلي درجة كبيرة مع إعلان حزب الإخوان. غير أن أحداً لم يفكر في أن الكشف عن هذا الحزب الوهمي في هذا التوقيت يتناقض ويتعارض مع ما أعلنوه من قبل. فقد أعلن الإخوان مراراً أنهم لن يقدموا علي خطوة لتأسيس حزب سياسي جديد لأنهم متأكدون أن طلبهم سيرفض!. فما الذي استجد وجعلهم يقدمون علي الافصاح عن الحزب؟! وهل لا يعلم الإخوان أن الدستور المصري ينص علي أن تأسيس أحزاب علي أساس ديني أمر محظور؟! وتسألني إذا كان الإخوان يعلمون كل ذلك فلماذا أقدموا علي خطوة الإعلان عن حزب ديني؟! الجماعة المحظورة برعت في اللعبة السياسية لسنوات طوال امتدت منذ عام 1930 وحتي الآن ولم يحصل الإخوان علي "ترخيص رسمي" خلالها. لأنهم يعلمون أنهم جماعة غير شرعية. وأن هذا سر قوتهم! فهم تخصص "هدم" و"فوضي" وليسوا تخصص بناء.. أساتذة في فن تقويض الأنظمة والاغتيالات. وقد اعترف مرشدهم مهدي عاكف لأول مرة في حديث لصحيفة "العربي" الناصري باغتيال النقراشي والخازندار. وبالتالي فما المانع من تكرار محاولاتهم! إن الجماعة المحظورة تحتاج حالياً إلي مناخ مشابه لسنوات حكم الرئيس السادات. عندما كانت مصر منقسمة إلي من يؤيد السلام والانفتاح وكامب ديفيد ومن يعارض ويتمسك بقميص عبدالناصر وينادي بإسقاط حكم السادات الفرعون الخائن الذي أهدر نصر أكتوبر وتحالف مع الشيطان. وفرط في سيناء!! الإسلاميون الذين عاثوا فساداً في فترة ما بعد حكم السادات يشبهون إلي حد كبير الإخوان وما يقومون به حالياً.. الهدف واحد أمس واليوم وهو التواصل مع الناس واستخدام مصائبهم لكسب التعاطف. وفي الوقت ذاته يلعبون علي ارتباط الحزب الوطني الحاكم بالحكومة المسئولة عن تدني الخدمات وارتفاع الأسعار والتصاق الفساد ببعض رموزها. في خلط واضح للأوراق يدركه المراقب المحايد. والخبير بشئون الإخوان. الإخوان يلعبون في أكثر من جهة. فهم من ناحية يعلمون أن ممارساتهم ستقودهم لساحات المحاكم. ومن ناحية أخري ينقلون إلي الناس إحساسا بأنهم مظلومون ويحاولون دخول الحياة السياسية لكن الدولة تضطهدهم وتطارد قياداتهم وتعتقلهم.. هذا هو السيناريو الذي يحدث الآن. ويهمني في هذا المقام أن أنوه إلي حقيقة غابت عن كثيرين.. وهي لماذا يحرص الإخوان حاليا علي التشكيك وإشاعة الفوضي وتشويه القضاء والشرطة؟! والإجابة معروفة. وهي أن أي إصلاح سياسي حقيقي لن يصب أبدا في مصلحة الإخوان!. والحرب الدائرة حاليا بين الإخوان والحكومة هدفها إفشال الإصلاح السياسي الحقيقي. لأن الحياة الحزبية السليمة التي تسعي الدولة إلي قيامها كفيلة بالقضاء علي الإخوان. سيقول لي البعض إن حصول الإخوان علي 88 مقعدا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة دليل علي قوتهم. وأقول إنه دليل علي ضعفهم وليس قوتهم. فعملية التصويت التي حدثت عام 2005 لم يشارك فيها سوي ربع المقيدين في الجداول الانتخابية. وبالتالي نال مرشحو الجماعة أصوات كل الرافضين لسياسة الحكومة. وليس المنتمين للجماعة المحظورة. إن ما يفعله الحزب الوطني الآن هو تفعيل للأغلبية الصامتة وتشجيع لها علي الانخراط في الحزب وامتهان السياسة.. ولو فعلت كل الأحزاب ما يفعله الحزب الوطني الآن فمن المؤكد أن الأغلبية الصامتة ستنزل وتشارك وتختار. وينزوي الإخوان ساعتها لأنهم لن يكون لديهم ما يقدمونه. كما أن تجارب حماس وطالبان وإيران وحزب الله في خراب الشعوب. ستجعل كل من يفكر في التصويت لهم يتراجع ويختار أي حزب شرعي!.
posted by مفيش فايدة at 3:56 AM 0 comments

يا عسل يا اسامة

جرت في نهر الحياة المصرية‏,‏ هذا الأسبوع‏,‏ بعض الزوابع كتلك التي جرت من قبل وأثارت رغبتنا في التحدي وكشف ما تخبئه طبيعة حركتها‏,‏ فهي قوي تعمل في الداخل والخارج للتشكيك في صحة مساراتنا ورغبتنا في الإصلاح من خلال إثارة الغبار والتضليل‏,‏ ففي الوقت الذي كشفت فيه أجهزة الأمن عن خلايا جماعة الإخوان المحظورة التي تضرب عرض الحائط بالقوانين والدستور‏,‏ وتخلط بين ماهو سياسي وماهو ديني‏,‏ وتدعو إلي تحدي القانون والنظام‏,‏ بل وتحض علي الفوضي والعصيان لخلق بؤر صدام مع المواطنين والدولة متصورة أن الفرصة قد باتت متاحة لها الآن من خلال استغلال جو الإصلاحات السياسية ومناخ الحرية الواسع الذي تشهده مصر الآن في إحداث قلاقل تضر الإصلاحات الاقتصادية العميقة التي تحدث في مجالات عديدة‏..‏ وهذا بالطبع يساعدها علي توفير المناخ الذي تسعي إليه للسخط العام لتهيئ مناخا حيويا لها لبث سمومها وأفكارها السياسية المضللة‏,‏ وهو ما لا يمكن أن يسمح به أي نظام حكم في العالم‏,‏ لأن خرق القانون وضربه هو العدو الأول لأي إصلاحات أو تطور ونمو‏.‏وفي تزامن مع جهود الإخوان المسمومة‏,‏ خرج أحد وكلائهم بتقرير معلوماتي مضلل وكاذب نشرته صحيفة واشنطن بوست سماه قمع بلا حدود وفيه مارس جريمته القديمة نفسها بتقديم معلومات مضللة لقارئ أجنبي‏..‏ محاولا إهالة التراب علي مناخ الحرية والإصلاح الذي تعيشه مصر‏..‏ بل إنه استخدم المناخ الذي تهيئه هذه الإصلاحات ضدها‏..‏ ومثل هذه المعلومات تنتشر في مصر وصحفها‏,‏ فمناخ الحرية يسمح بذلك‏,‏ ولكن هذا التقرير يجب كشف صاحبه‏..‏ فكل ما نشر فيه لا يمت للحقيقة بصلة‏..‏ حيث إنه يمارس التضليل مستخدما جزءا من المعلومات الناقصة ليعطي القارئ الأجنبي صورة مضللة وكاذبة وخادعة عن بلده وعن عمليات الإصلاح والتغيير الايجابي التي تحدث فيه‏.‏لقد تكلم عن مناسبة مرور‏4‏ سنوات علي اختفاء صحفي وطني‏,‏ وصورها بجريمة اغتيالات متناسيا انه بهذا الأسلوب يسئ إلي زميلنا رضا هلال الذي ظل طوال عمله المهني يدافع عن التطور بل كان ابنا مخلصا لمصر حريصا علي استقرارها ووقف ضد التطرف والإرهاب وضد خلط الدين بالسياسة‏,‏ فربط كاتب التقرير المغرض والمضلل د‏.‏ سعد الدين إبراهيم بين واقعتين لا صلة لهما ببعضهما بعضا‏,‏ مصورا الاختفاء علي انه جريمة سياسية متكررة في مصر تمارسها الحكومة بشكل نظامي‏..‏ وهذه الأساليب لم نعهدها في بلدنا ولكنها محض خيال مريض بل إجرامي استبدت بكاتبها ليعلق ببلاده أبشع الجرائم السياسية‏.‏ويهمنا هنا أن ندافع عن ذكري زميل لنا في الأهرام‏,‏ وأن نعري هذه المعلومات التي يحصل مقابلها علي ثمن بخس‏,‏ فهو من محترفي جمع أموال المنظمات واستخدامها في لعبة السياسة‏,‏ بل إنه تمادي في لعبته القذرة بطرح أرقام عن عدد المعتقلين في مصر لم يحدث في تاريخنا‏,‏ فقال إنهم بمئات الآلاف‏..‏ مع أن عددهم في ذروة المواجهات مع الإرهاب والتطرف خلال التسعينيات لم يتجاوز بضعة آلاف خرج معظمهم من السجون بعد المراجعات الفكرية الكبيرة التي جرت في السجون ـ وهي ظاهرة مصرية خالصة‏,‏ حيث سمحت الدولة بإعادة دمج هؤلاء المتطرفين في المجتمع‏,‏ وهم الذين ارتكبوا في حق المجتمع جرائم ما زالت صورها الموحشة والمروعة تأبي أن تفارق ذاكرتنا‏..‏ إنها مصر التي لم تلفظهم وإنما عملت علي مساعدتهم علي العودة إلي المجتمع ليصبحوا مرة أخري جزءا منه لهم كامل حقوق المواطنة مثل كل الناس‏.‏ولهذا فإنني أكشف اليوم هذا التقرير المضلل الذي يقع في حبائله كثيرون ممن لا يعرفون مصر ونظامها السياسي‏,‏ حيث أري مدي التهديد والخطورة التي يمثلها هذا النوع من المعلومات الكاذبة‏.‏إن كتبة هذه التقارير الرخيصة يستهدفون في المقام الأول الإساءة لوطنهم الذي هو جزء من هذا العالم‏,‏ و لا يهمنا كثيرا أن تكون بعض المجموعات في إدارة الرئيس جورج بوش الابن قد تأثرت لبعض الوقت بمثل هذه المعلومات الكاذبة وبنت رؤيتها أو سياستها أو علاقتها معنا معتمدة علي مثل هذه الأكاذيب‏,‏ فمصر دولة ذات سيادة وقادرة علي تجاوز مثل هذه الترهات المغرضة‏.‏ ولكن حان وقت مواجهتهم بالحقائق‏,‏ لأن ما تملكه مصر كبلد كان ومازال مهدا للحرية هو حقيقة لا يمكن إنكارها‏.‏إن أحدا لايستطيع أن ينكر الحقائق الماثلة أمامنا‏,‏ فلقد شهد النظام السياسي المصري منذ بداية الثمانينيات تطورا تدريجيا بدأ بتأكيد قيم الحرية والتعددية والحوار والتنافس ووضع الآليات الضرورية لتحويلها إلي ممارسة سياسية مستدامة غير قابلة للانتكاس بخلاف ما حدث في النصف الثاني من السبعينيات‏.‏ وهنا نعيد تذكير هواة البحث عن الأدوار والنوم في أحضان المحافظين الجدد في واشنطن الذين خربوا منطقة الشرق الأوسط بالحروب والتدمير ودمروا العراق وأهله في حروب عبثية وأدخلونا متاهة رؤاهم حول نظريات لا منطق لها ولا مراجع أخلاقية مثل الفوضي البناءة وغيرها من التجارب التي تصور منظرو المحافظين إمكانية إجرائها علينا دون استئذان‏..‏ نذكر هؤلاء الباحثين عن أدوار قزمية‏..‏ بعدم نسيان واقع أن مبارك بدأ عهده بإزالة آثار الانتكاسة التي تعرض لها التطور في النظام السياسي المصري في سبتمبر عام‏1981,‏ وعمد إلي إجراء قدر هائل من الإصلاحات والمصالحات في الداخل والخارج‏,‏ واضعا خطوطا عريضة لإعادة بناء دولة ثقة كانت قد فقدت أو تاهت وسط خضم أحداث مزلزلة اتسمت بها السنوات الأخيرة من السبعينيات‏.‏فقد ينسي الكثيرون أو يتجاهلون عمدا حقيقة أن مصر كانت مهددة في ذلك الوقت بالعودة إلي مرحلة الأحادية السياسية والاحتكار السياسي حين لم تكن هناك لا أحزاب ولا انتخابات حرة وكان الترشيح مقصورا علي أعضاء الاتحاد الاشتراكي‏..‏ تلك السنوات التي أجهضت فيها حرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي الآخر‏,‏ وقد ينسي البعض واقع أنه برغم تبدي الإرهاب بملامحه القبيحة والوحشية في الأفق وتهديده أي خطوة يمكننا أن نخطوها للأمام ورغبته المريضة في إجهاض الجهود الرامية إلي ترسيخ الاستقرار والنمو والسلام وحرصه علي مواجهة مناخ التخبط والصراعات من جديد وهو المناخ الذي يسعي إليه دوما أصحاب الرغبات الشخصية المريضة‏.‏ رغم كل هذا تمكن الرئيس حسني مبارك من إنقاذ مصر من وضع شديد الصعوبة عندما بدأ عهده بتأكيد احترامه الحرية والتعددية واختلاف الرؤي والآراء وطبق ذلك عمليا بالإفراج عن المعتقلين وإعادة الصحف التي تم حظرها‏.‏‏................................................................................‏وقيادة التطور السياسي الذي تواصل حتي الآن‏..‏ كل هذا بالرغم من الصعوبات الهائلة والعوائق المتشابكة التي واجهت الدولة والمجتمع آنذاك‏.‏لقد تحرك مبارك نحو إعادة بناء الاقتصاد‏,‏ الذي كان مخربا‏,‏ بادئا من نقطة الصفر‏..‏ فوضع له برنامجا طموحا‏,‏ ولعلنا نذكر تجربة المؤتمر الاقتصادي التي وصلت إلي تطبيق خطط اقتصادية خمسية محددة الاتجاهات‏,‏ مما أوصلنا إلي البدء في يوليو الماضي في الخطة الخمسية السادسة التي تغطي الفترة من‏2008/2007‏ إلي‏2012/2011‏ وهي الخطة التي تعكس قوة مصر الاقتصادية وواقعيتها وصدقها مع نفسها‏,‏ ومع قدرات شعبها دون جموح أو جنوح‏,‏ ولكن بطموح واقعي يراعي ظروفنا وقدراتنا‏,‏ ويحرص علي نقلنا من واقع اقتصادي معقد إلي مراحل أفضل‏,‏ ويحفظ لشعبنا مستوي معيشيا أفضل‏,‏ وأكثر احتراما لحاجاته المتزايدة‏..‏وبالرغم من استمرار معدلات النمو السكاني المرتفعة التي لا تتناسب مع قدراتنا‏,‏ الاقتصادية‏,‏ فقد كان من أهم بنود وأركان تلك الخطط الاقتصادية عدم إغفال البعد الاجتماعي‏..‏ وضرورة مراعاة أهم مكتسبات ثورة يوليو‏,‏ التي حرص عليها الرئيس‏,‏ ألا وهي البعد الاجتماعي‏,‏ ولكن علي أسس واقعية وليست تجميلية أو ظاهرية‏,‏ حيث انتقل من مرحلة إتاحة الخدمات لكل المواطنين إلي مرحلة الحرص علي جودة تلك الخدمات‏,‏ خاصة في مجالات التعليم والصحة والتنمية البشرية‏.‏‏..................................................................................‏ولكي نكون واقعيين ومتفهمين لظروفنا الداخلية والإقليمية فإن الخطط الخمسية المتعاقبة أمنت وضاعفت مستوي معيشتنا‏,‏ عما كان عليه الحال في الستينيات والسبعينيات‏,‏ وحرصت علي نقلنا إلي واقع جديد يعمد إلي تطوير نفسه وتطوير البيئة المحيطة بنا‏..‏ لقد طرحت أفكار ورؤي جديدة للمستقبل‏,‏ وإذا كنا لا ننكر أن طموحاتنا الاقتصادية والمعيشية أكبر‏,‏ فإننا لا نشكك في أن ما تحقق من إيجاد بنية أساسية وهياكل‏,‏ مؤسسية هو ما يجعلنا اليوم قادرين علي التطلع بثقة أكثر إلي غد أكثر استقرارا وأمنا‏,‏ ولهذا فإننا مطالبون بالمحافظة اليوم علي ما تحت أيدينا‏,‏ وما حققناه خلال السنوات الأخيرة حتي يمكننا استشراف الغد بثبات ووعي‏.‏وبالرغم من وجود من هم مقتنعون بقدرة مصر‏,‏ علي تحقيق تحول أسرع في المجال الاقتصادي‏,‏ أجدني مقتنعا بالأسباب التي جعلت مصر تتحول اقتصاديا ببطء شديد حتي تحافظ علي حقوق أكثر الفئات ضعفا‏,‏ وتراعي مانطلق عليه البعد الاجتماعي‏.‏إن العقلاء يعترفون بحقيقة أن مبارك أنقذ مصر من التردي في هاوية الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي عانتها معظم دول العالم النامي خلال التسعينيات‏,‏ وأنه وضعها علي طريق التطور والنمو الراسخ والمعتدل‏,‏ البعيد عن القفزات البهلوانية والاستعراضية وعلينا الاعتراف بإن اهتمامنا بالوضع الاقتصادي جاء أحيانا‏,‏ سابقا بخطوات واسعة الوضع السياسي‏,‏ فلم يكن ممكنا وضع تصورات لعمليات التطور والإصلاح السياسي ودفع الحراك السياسي‏,‏ قدما للأمام‏,‏ دون معالجة الأمراض التي جعلت اقتصادنا منهكا والاقتصاد المنهك يعني دولة ضعيفة ومجتمعا يعاني الكثير لتوفير احتياجاته الأساسية ومن ثم يصبح غير قادر علي الدخول بحماس في حلبة البناء والتطوير السياسي بل إنه أحيانا عقبة هائلة أمام تحقيقه أو مجرد التطلع إليه‏.‏إذن لم يكن إعطاء الأولوية للإصلاح الاقتصادي علي حساب الإصلاح السياسي‏,‏ بل كانت الأولوية في الواقع لتأمين مقومات الإصلاح السياسي‏,‏ وتوفير أرضية ثابتة له‏..‏ ولعلنا نتذكر ملحمة مصر الكبري في مقاومة الإرهاب والتطرف‏,‏ حيث كان الإرهاب تحديا مخيفا يهدد تجربة مصر السياسية والاقتصادية بكل ما حمله مع موجاته المظلمة من مشاعر خوف وعدم يقين حول جدوي البناء من أجل الغد‏,‏ فمع الإرهاب بات التطلع للمستقبل نوعا من أحلام اليقظة‏,‏ وكان علينا في تلك المرحلة مواجهته بكل ما أوتينا من قوة وعزم ولكننا مع ذلك لم نواجهه علي حساب الإصلاح السياسي أو وقف جهود الإصلاح الاقتصادي ورعاية محدودي الدخل وظروفهم المعيشية الصعبة‏..‏وإنما حدثت المواجهة معه متزامنة مع حرص الدولة علي تأمين مقومات الاستمرار والنمو والإصلاح في مصر‏..‏ ومازالت عملية مقاومة التطرف مستمرة لتأمين حياة سياسية ثابتة لا تخلط الدين بالسياسة‏,‏ وتعمل في الوقت نفسه علي حماية الدين السمح من شطحات الراديكاليين‏,‏ وتؤمن الأجواء المناسبة لاستمرار عمليات التطور السياسي بكل مقوماته في مناخ ملائم‏,‏ فلا يمكن تصور ممارسة ديمقراطية حقيقية في مجتمع يعيش تحت تهديد الإرهاب‏,‏ أو الجماعات السياسية المحظورة ذات التوجهات الفاشية التي تهدد بنيانه ومستقبله السياسي‏.‏ويجدر بنا أن نذكر أن مناطق كثيرة في الوجه القبلي‏,‏ بصفة عامة وفي المنيا وأسيوط بصفة خاصة‏,‏ واجهت إرهابا لم يعق التنمية والتطور والنمو فقط‏,‏ وإنما هدد أيضا الحياة الطبيعية للمواطنين عدة سنوات‏,‏ وجعل حياتهم اليومية أشبه بكابوس متواصل‏..‏ ولكننا اليوم لا ننكر ما نشاهده من تطور ونمو في الصعيد‏,‏ مع برامج التنمية المركزة‏,‏ التي جاءت تعويضا لما عاناه شعبنا الوفي في الصعيد من إرهاب المتطرفين‏,‏ الذين هددوا مسار حياتهم الآمنة التي هي حق لكل مواطن‏..‏ ولعلنا نتذكر أيضا الإرهاب الذي عشش في العشوائيات وفي قلب القاهرة في مناطق عين شمس وإمبابة‏,‏ حيث جثم علي صدور الناس بالاغتيالات والقتل العشوائي في كل أنحاء الجمهورية‏.‏وكان القضاء علي الإرهاب واجبا قوميا لحماية الوطن‏,‏ ودعم إمكانات الإصلاح والتطوير‏.‏ وبذلت الدولة جهودا كبيرة‏,‏ لذلك كان لها تأثيرها الواضح علي مسيرة الإصلاح‏..‏ تلك المسيرة التي ينتقدها البعض الآن في ظل الظروف المريحة الراهنة‏,‏ التي جاهدنا سنوات لتأمينها‏,‏ حيث لا يفتأ البعض عن انتقادها واتهامها بالبطء بشكل ما‏,‏ ولكن هؤلاء وأولئك يتجاهلون الظروف الخاصة التي تعيشها منطقتنا الآن‏,‏ ونتائجها الكارثية الماثلة في فلسطين والعراق والسودان وليبيا وسوريا والخليج والمغرب العربي‏.‏‏...............................................................................‏إن عبقرية التطور السياسي المصري تكمن في أنه تطور تراكمي‏,‏ يحمل الكثير من التميز فكل خطواته كانت ثابتة وواضحة المعالم‏,‏ ويجدر بنا هنا أن نشير إلي إصرار الرئيس مبارك‏,‏ برغم كل الظروف والتداعيات والتطورات الصعبة محليا وإقليميا‏,‏ علي تأمين مساحة من الحرية للجميع تتسع يوما بعد يوم‏.‏ولنا في الصحافة والإعلام بشكل عام الكثير من الأمثلة والدلالات‏,‏ فالإعلام هو مرآة للنظام السياسي‏,‏ الذي تراكمت فيه خطوات الإصلاح‏,‏ التي تتجه إلي الأمام متوجة بالإصلاحات الدستورية‏,‏ التي كرست حق المواطنة وحمت النظام المصري من الخلط بين الدين والسياسة‏,‏ وأعطت شعبنا الحق في انتخاب الرئيس لأول مرة‏.‏الجماعة المحظورة‏..‏ وتحديات الإصلاحوتواجهنا من الجهة الأخري مشكلة الإخوان المسلمين‏,‏ أو أعضاء الجماعة المحظورة والذين يهددون الاستقرار المصري‏,‏ وقد شهدنا خلال الأيام الماضية القبض علي بعض خلاياهم التي تمارس الإرهاب وتثير القلاقل وتقف عقبة أمام الإصلاحات السياسية المصرية‏,‏ ونتركهم لأجهزة التحقيق التي نثق بعدالتها‏.‏ولكن تظل مشكلتهم مع مصر وشعبها قائمة إلي أن تتكشف حقيقة تنظيماتهم علي أوسع نطاق‏..‏ وهذه المشكلة ليست جديدة‏,‏ ولم تظهر في الشهور أو السنوات الأخيرة‏,‏ ولا هي محصورة في العهد الراهن‏,‏ وإنما مشكلتهم في مصر قديمة‏..‏ وعمرها من عمر تنظيمهم عندما تحول من هدفه المعلن وهو الدعوة الدينية إلي هدفه الذي مازال يسعي إليه وهو الاستيلاء علي مصر‏,‏ وخطف المجتمع لإدخاله في حالة من الفوضي والتخبط لا لشيء سوي الوصول إلي السلطة التي هي حلمهم الأزلي‏.‏ وقد بدأ هذا التحول في العقد الثاني من عمر التنظيم الذي أنشئ عام‏1928,‏ وقبل أن ينتهي ذلك العقد كان قد كشف عن وجهه سافرا من خلال عمليات إرهابية متتالية واغتيالات وتفجيرات متعددة‏,‏ طالت رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي عام‏1948‏ عقب قيامه بإلغاء الوجود القانوني لتنظيم الإخوان‏,‏ وحل جماعتهم المسجلة بالشئون الاجتماعية باعتبارها جمعية اجتماعية ثقافية‏.‏وهكذا بدأت مشكلة الإخوان قديمة في العهد الملكي وفي ظل نظام ديمقراطي ليبرالي أتاح لهم كل العمل العلني السلمي‏,‏ فأبوا إلا أن يشعلوا المجتمع نارا‏.‏ وكانت دائما هناك مسافة واسعة بين ظاهرهم وباطنهم الذي يموج بالعنف والقسوة واحتكار الدين والإيمان بأنهم وحدهم الذين يحق لهم السيطرة علي الناس والحكم علي إسلامهم من عدمه‏,‏ وتكفير من لا يروق لهم‏.‏ ومن عباءتهم ظهرت كل الجماعات المتطرفة‏,‏ التي أشعلت بلدنا بل أشعلت المنطقة والدنيا بحرب عبثية ضد الإرهاب والتطرف‏.‏ وقد حاولوا خداع الثورة في بداياتها ولكن لم يلبث أن اكتشف جمال عبد الناصر وزملاؤه حقيقة تنظيم الإخوان غير السلمية فحاولوا اغتياله في أكتوبر‏1954‏ بميدان المنشية بالإسكندرية‏.‏أكذوبة الإخوان الجديدةأنه جزء من تاريخهم وبعض من جرائمهم التي يجب أن يعرفها شباب مصر الذين يحاول البعض إيهامهم بأن الحكم الحالي يضطهد الإخوان باعتباره منافسا له‏..‏ وتلك أكذوبة كبري يجب تعريتها‏..‏ فالحقيقة أنه لا الحكم الحالي‏,‏ ولا الحكومات السابقة اضطهدتهم‏..‏ وإنما هم الذين اضطهدوا المجتمع عندما حاربوه منذ أكثر من ستين عاما‏,‏ ولم يتغير سلوكهم في مختلف العهود من العهد الملكي ومن حكومات النحاس والنقراشي واحمد ماهر إلي عبد الناصر والسادات‏..‏ وصولا إلي الوقت الراهن‏..‏وليس هذا عيبا في الإخوان كأفراد‏,‏ فهم مثل كل البشر فيهم الصالح والطالح والطيب والشرير‏,‏ ولكن العيب في طبيعة تنظيمهم ونوع تكوينهم الفكري والنفسي‏..‏ كما هو في مختلف التنظيمات‏..‏ والحركات التي تسمي شمولية أو كلية بمعني أنها تريد أن تصب المجتمع في قالب معين‏,‏ وتضع جميع الناس وبشكل شامل في هذا القالب بغض النظر عن إرادتهم‏,‏ وليس ذلك علي المستوي السياسي فقط‏,‏ ولكن أيضا علي صعيد الحياة الشخصية فتفرض علي البشر رؤيتها الكيفية التي يجب أن يعيشوا بها‏,‏ وتحدد لهم كيف يتحركون في صباحهم ومسائهم‏..‏ بل كيف يلبسون ويتصرفون‏,‏ وكيف يربون أبناءهم وصولا إلي أدق تفاصيل حياتهم‏.‏إن مثل هذه التنظيمات الشمولية‏,‏ التي تريد أن تجعل الناس نسخا متشابهة وتفتري علي الله وكأنها ترفض حكمته في أن يخلق عباده مختلفين‏'‏وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم‏'..‏ هذه التنظيمات عرفها التاريخ الحديث وسجل الكوارث في البلاد التي استولت عليها‏,‏ وحكمت شعوبها بالحديد والنار‏..‏ وهذا واضح في أفغانستان‏,‏ وفي قطاع غزة وما نراه فيه الآن من كارثة إنسانية لا نظير لها‏.‏ والحقيقة أن هذه التنظيمات تنزع إلي مصادرة حقوق الإنسان‏,‏ وتقتل فرديته وإنسانيته وتحوله إلي ممسوخ تائه‏,‏ وتجعل المواطن سجينا للقالب الذي تصبه فيه‏.‏ وهكذا تجند الشباب والفتيان الصغار فتسلبهم عقولهم وتحولهم إلي أرقام مسلسلة بلا إرادة‏,‏ ولا عقل وتجعلهم يعملون تحت شعار السمع والطاعة وينفذون أي أمر يصدر لهم دون تفكير أو تعقل حتي يصبحوا مؤهلين لارتكاب أبشع الجرائم الإرهابية‏.‏وقد شهد القرن الماضي نوعين من هذه التنظيمات الشمولية إحداهما في أوروبا الغربية النازية والفاشية التي كانت وراء الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها أكثر من‏50‏ مليون قتيل‏,‏ ثم التنظيمات الشيوعية الثانية التي ظهرت بعد الحرب العالمية‏,‏ وانهارت في بداية التسعينيات بعد أن جرت أوروبا الشرقية وروسيا إلي خراب سياسي واقتصادي مريع‏.‏ولا يمكن لمجتمعاتنا الحديثة أن تقبل وهي تتجه لعمليات الإصلاح والديمقراطية‏,‏ أن تقع فريسة لمثل هذه الأفكار الشمولية‏,‏ التي تلغي العقول‏,‏ وتقضي علي إمكانات التقدم في المجتمع‏,‏ ولاشك أن أخطر أنواع الشمولية تلك التي تتستر وراء الدين لأنها أشد قسوة وإيلاما‏,‏ في الوقت الذي تضفي فيه علي نفسها القداسة‏.‏وإذا كنا مطالبين بحماية تجربتنا السياسية من الأفكار الفاشية والنازية‏,‏ فإن علينا أن نواصل حمايتها أيضا من أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي ترفع شعارات ظاهرية باسم الإسلام‏..‏ فخطرها لا يقتصر علي النظام السياسي وحده‏,‏ فهي تستهدف هذا النظام كمدخل للتسلط علي الاقتصاد والسياسة‏..‏ والمجتمع والناس جميعا‏.‏
osaraya@ahram.org.eg
posted by مفيش فايدة at 3:44 AM 0 comments

قل لنا يا رئيس

علي حد علمي.. ربما هذه هي المرة الأولي التي يستخدم فيها الرئيس حسني مبارك تعبير «إنجازات الشعب المصري» في خطابه السياسي.
قال الرئيس مبارك، في تصريحات خاصة لصحيفة «أخبار اليوم»، الصادرة أمس الأول: «إنه لا تهاون ولا تراخ في مواجهة القلة التي تحاول الإثارة وتشويه الإنجازات العظيمة، التي حققها الشعب المصري بجهده وعرقه».
وبعيدا عن ماذا يقصد الرئيس مبارك بهذه القلة.. هل هي جماعة الإخوان المسلمين أم الإخوان مع تنظيمات سياسية أخري، أم هؤلاء وهؤلاء ومعهم بعض الصحف، التي ألقت كل الخطوط الحمراء في نقد نظام الحكم؟
المهم أن الرئيس مبارك توعد هذه القلة بالملاحقة، وبعدم التهاون، أو التراخي معها.. وسوف يقطع دابرها ويسحلها ويفرمها، إذا لم تتراجع عن خططها ومواقفها الرامية إلي النيل من الإنجازات العظيمة لشعب مصر.
لم يقل الرئيس مبارك: إنجازات الحزب الوطني أو إنجازات حكوماته أو إنجازات نظام الحكم.. إنما قال: إنجازات الشعب المصري.. فقد ساوي الرئيس بين الحزب الوطني وحكوماته وبين الشعب.. أو ربما خلط بينهما.
إن الرئيس لا يدافع عن الحكومة الحالية، ولا عن الحكومات السابقة، ولا عن الحزب الوطني.. إنما يدافع عن مصالح وإنجازات الشعب.. فالرئيس قد يتهاون أو يتراخي فيما يتعلق بالمساس بالحكومة أو بالحزب الوطني.. إلا أنه لا يتهاون ولا يتراخي، عندما يتعلق الأمر بالشعب المصري، وبإنجازاته، التي وصفها بالعظيمة.
والشعب طبعا.. ليست له علاقة بالأمر من قريب أو بعيد.. وهذه الإنجازات العظيمة أو غير العظيمة، إذا كانت هناك إنجازات بالفعل، فهو لم يشارك فيها، ولا يعرف عنها شيئا.
لقد أراد الرئيس مبارك أن ينسب هذه الإنجازات إلي الشعب، لكي يكسبها الحماية والحصانة، ويضفي عليها القداسة.. ومن يقترب منها فقد سمح لنفسه بالوقوع في الدائرة المحظورة، وهي توقيع أشد العقاب عليه.
والشعب صاحب هذه الإنجازات العظيمة يريد أن يعرف ما هي تلك الإنجازات؟
هل يذكرها لنا الرئيس مبارك؟
هل تراجع الدور المصري الخارجي، وإصابته بالوهن والضعف، هو أحد هذه الإنجازات؟.. هل سياسة بيع القطاع العام والتخلص من ممتلكات الدولة، من بين تلك الإنجازات؟.. هل شكوي الناس المستمرة من ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات وتدني مستوي معيشتها هو الإنجاز العظيم، الذي نسبه الرئيس مبارك إلي الشعب المصري؟
قل لنا يا سيادة الرئيس: ما هي إنجازات الشعب .. حتي ندافع عنها، ونحافظ عليها بعيوننا من القلة المارقة؟!>
posted by مفيش فايدة at 3:15 AM 0 comments

الحكومة الوسيطة

حتي أمس الأول.. كنت من الحاقدين.. أرتدي نظارة حالكة السواد.. تحجب عن عيني أشعة الشمس المشرقة علي مصر، وتحيل الأمل والتفاؤل إلي يأس وقنوط.. كنت لا أري سوي نصف الكوب الفارغ، رغم نصائح البعض لي بأن ثمة نصف كوب مملوء، يجب أن نركز عليه أحيانًا، حتي نبعث الأمل في النفوس.
في صباح أمس الأول.. طالعت الصحف، فوجدت تصريحات المهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة، تتصدر الصفحات الأولي.. ولنقرأها سويا من مانشيت جريدة «الجمهورية»: «أكد المهندس رشيد محمد رشيد أن الوزارة في إطار التزامها بتنفيذ توجيهات الرئيس مبارك لضبط الأسواق، نجحت في إقناع كبار منتجي ومستوردي السلع الغذائية، والشركة القابضة الغذائية، والاتحاد العام لمنتجي الدواجن، بتثبيت أسعار الدواجن والألبان خلال رمضان المبارك، وحتي عيد الفطر.. كما تم الاتفاق مع شركات زيوت الطعام علي تثبيت الأسعار حتي عيد الفطر المبارك..».
مصر بخير يا جماعة.. ونصف الكوب المملوء أصبح في عيني «زير ماء» يطفح، ويفيض علي الكون كله.. الحكومة قررت فجأة ـ في نوبة صحيان ـ تنفيذ توجيهات الرئيس مبارك، ولكن خلال شهر رمضان فقط.. ولينعم كل مواطن بـ«نعمة تثبيت الأسعار حتي عيد الفطر المبارك».. وبعد العيد سوف تسلمنا الحكومة للتجار، و«تطلع» من القضية كلها.. فالتصريح واضح وصريح: الحكومة قعدت مع التجار، و«تحايلت عليهم» ليرحموا المواطنين خلال شهر الصيام الكريم».. ولأنها تنطلق من «موقع عجز» فقد طمأنتهم بأن وساطتها التطوعية، و«قعدة العرب» مع التجار، تهدف ـ فقط فقط فقط ـ إلي عقد اتفاقية هدنة بين التجار والمواطنين.. وما علي «الوسيط» إلا الرجاء، ومحاولة تهدئة النفوس.
الحكومة هنا تحركت بعد توجيهات الرئيس.. والرئيس أصدر توجيهاته ـ قطعًا ـ استجابة لمعاناة المواطنين من الارتفاع الجنوني للأسعار خلال المرحلة الأخيرة.. ولكن الحكومة ـ كعادتها ـ لا تتحرك من مساحة المبادرة، لأنها ببساطة لا تمتلك القدرة علي قياس اتجاهات الرأي العام، ولا علي ضبط تحركات الأسواق والتجار.. ولا علي التدخل السريع أو حتي البطيء، في مواجهة المتلاعبين بالأسعار، أو المحتكرين للسلع والخدمات.
إنها المرة الأولي التي تعلن فيها حكومة ـ أي حكومة ـ أنها «توسطت» لدي التجار، لإقناعهم بتثبيت الأسعار خلال فترة محددة، لا تتجاوز ستة أسابيع، تنفيذا لتوجيهات الرئيس.. وهي المرة المليون التي تثبت فيها الحكومة أنها لا تمتلك رؤية واضحة لدور الدولة في ملفات وقضايا جماهيرية كثيرة.. هذا الدور الذي لا يتناقض إطلاقا مع سياسات تحرير الاقتصاد والسوق الحرة، إذ يبدو أن «حكومتنا الرشيدة» تتوهم أن «الاقتصاد الحر» يعني «تطليق» دور الدولة في ضبط الأسواق، باعتباره رجساً من عمل «الحقبة الاشتراكية»، وهي قطعا لا تعلم أن أعتي الدول الرأسمالية، التي تدافع بالنار والدم عن الاقتصاد الحر، لا تترك مواطنيها نهباً للتجار والمحتكرين.
شخصياً.. سوف أتعامل مع تصريحات الحكومة بنظرية «نصف الكوب المملوء».. وسأخلع رداء «الحاقدين».. وسأقنع بـ«منحة» تثبيت الأسعار حتي عيد الفطر المبارك.. وبعد العيد سيكون علينا جميعا أن نشكل لجنة شعبية تذهب للتجار في «قعدة عرب» و«تقبّل» أيديهم كي يثبتوا الأسعار ستة أسابيع أخري.. وربما نقبّل أقدامهم ليوافقوا علي مد الهدنة إلي «عيد الأضحي المبارك».. وكله رحمة ونور علي روح الحكومة!
posted by مفيش فايدة at 3:00 AM 0 comments

Monday, August 20, 2007

ما بين الرغبة والعجز

يمضي الانسان في بحر الحياة او نهر (او حتي محيط المهم ميا عشان تغرق فيها) انه يبحث وينتظر علي امل اليقين علي امل ان يعرف الحقيقة ولكنه في سبيله الي ذلك يستخدم العقل ....عقله المجرد فقط فلا شيء اخر يصلح للبحث عن الحقيقة فالحقيقة المجردة لا يبحث عنها سوي عقل مجرد فالانسان طوال حياته يبحث عن الحقيقة فما الادب والفن والحروب وتحصيل العلم الا مجرد محاولات فاشلة للوصول للحقيقة ولكن لماذا نحكم علي جميع تلك المحاولات بالفشل؟
طبعا نحكم عليها بالفشل لاننا لم نصل بعد للحقيقة ولكن هل سنصل يوم للحقيقة؟ الاجابة لا! ولماذا هذا التشاؤم ؟
لقد ظل الانسان علي مدار تاريخ البشرية الطويل يحاول بعقله ان يصل للحقيقة ولكنه لم يصل اليها ولن يصل اليها لان الانسان عقله عاجز عن ادراكها وكذلك حواسه
ان عقلنا البشري له حدود لا يتعداها مهما تطور وتقدم هذه قدرة الله سبحانه وتعالي كل هذا الكلام جميل ولكن ما هي المشكلة؟
لماذا الانسان تائه؟
لماذا هو يعيش في قلق دائم؟
لماذا الانسان ليس مرتاح مثل بقية الحيوانات؟
ان ما يجعله ليس مرتاح مثلهم هو عقله سبب البلاء عقلك الذي يجعلك ترغب في معرفة الحقيقة ويخدعك لتكمل طريقك الي الحقيقة وتفاجئك بعجزك عن المواصلة فتصدم وهنا امامك حلين (يوجد ثالث لهما) اولا ان تعيش حياتك كلها مصدوما لجهلك واعراض استمرار الصدمة القلق والنقص والخوف والشكوي من الحياة وهذا عموم الناس التي تشعر بالامبالاة من هذه الحياة الفارغة ولكنك بمجرد تفكيرك في الانتحار والتخلص من الحياة تعاودك الرغبة في الحياة وتبرر لنفسك ذلك بالأمل في الوصول لليقين المفقود ولكنك ترضي بهذا التبرير لتستمر كما انت الحل الثاني وهو الحل الايماني وهو ان تقنع ان الله خالقك اعلم بحالك وبقدراتك العقلية فتعود بارداتك عن محاولتك للوصول للحقيقة وتعيش مثل بقية الحيوانات (بما انك منهم) وتمضي في طريق الحياة تبعا لمنهج خالقك وهو الكتالوج المناسب لتعيش سعيدا امنا في الحياة حتي تصل لدرجة من الايمان والطمأنينة واليقين اما الحل الثالث ان تكره حياتك وتلعن اجدادك وتكتئب وتصل الي ان الله (سبحانه وتعالي) سبب كل هذا واما ان تلحد واما ان تجن واما ان تنتحر وكفاية كدة لوديك في داهية ودلوقتي حتختار اي حل؟
posted by مفيش فايدة at 7:30 AM 0 comments

لا ملك الا الملك

ازيكم عاملين ايه؟
منحنين الرؤوس
ليه؟
عشان الفلوس
تحني الروس
وتقول غير اللي جواك
وتقول عندي ومش معاك
وكل شيء يكون مدروس
بتكدب وعندك ضمير
اكيد حيوجعك كتير
وتقوللي ليه؟
وجعه زي شكة دبوس
يا عم انت مش بينا حاسس
وعاملنا فيها انت اللي فارس
ما انا عارف انك كسكوس
انا ....ابدا انت اللي ظالمني
او يمكن غيران مني
علشان اعرف ملكنا المحروس
محروس .....من ايه؟
محروس وبلده محروسة
هو عريس وهي عروسة
يعني حلاله مش زي فرعون موسي
وكمان ده بس مقضيها بوس
بوس .......ايه؟
ده نازل فيها فوق تحت
ولا عمره بيقول ارتحت
ومش حيسيبها غير بالموس
شكلك كدة راجل مدسوس
ومش بعيد تكون جاسوس
وزعلان ليه؟
هو مش احسن يعني من الهكسوس
ومؤمن زيك مش من المجوس
كلامك ده كله مفقوس
وكلامي ده شيء محسوس
ومالك بيه مهووس
وبكرة يشوف غيرك ويرميك
ويبيعك ولا يشتريك
وتلاقي في قلبك خنجر مغروس
ومش عايز تبقي مكانه
هو الملك موجود عشانه
والتاج عليه ملبوس
يا سلام
دي احلام وانا في كابوس
بس علي رايك
هو يعني ملك مخصوص
ده جاي من ورا الجاموس
ده انت بقي منه مفروس؟
اه ...ده انا بهشله الناموس
وبجزمته عليا يدوس
وبحطله بايدي اللبوس
ويقوللي ايدك طويلة
وبتغوص
يا تري حييجي يوم وابقي مكانه؟
بس انا منحوس
بقي عايز تقتلني
يا ابن الموكوس
وفجأة لقيته قدامي الملك
أنا الملك وحفضل الملك لحد ما اموت
ومش حقتلك بس حخليك لحد ما تموت
محبوس
posted by مفيش فايدة at 6:59 AM 0 comments

مقال جديد

في علاج النفاق.. روي الزميل سليمان جودة في عموده «خط أحمر»، يوم الخميس الماضي، كيف تغلب مجلس الشيوخ في الإمبراطورية الرومانية علي ظاهرة منافقة القيصر، والتي جعلته إلهاً يعبده الناس.

اختار مجلس الشيوخ رجلاً يرافق القيصر، مثل ظله، وتكون مهمته الوحيدة أن يقترب من وراء القيصر كلما نافقه أحد، ثم يهمس في أذنه، ويقول: «تذكر أنك بشر».. ونجحت الفكرة، لأن مجلس الشيوخ كان أمينا علي الإمبراطورية، وجريئا في تقويم وإصلاح القيصر.. ولأن القيصر ذاته كان يمتلك القدرة علي الاستماع.. ولأنهم ـ أيضا ـ عثروا في الإمبراطورية الرومانية علي رجل لديه شجاعة تذكير الحاكم بأنه بشر.

نسي سليمان جودة ـ علي ما يبدو ـ أن يقول لنا كيف تصنع الشعوب إلها، له رأس وذراعان وقدمان.. يأكل ويشرب وينام.. يخطئ ويصيب.. يغضب ويفقد الحكمة أحيانا.. وينسي غالبا أنه مفوض بتسيير أمور العباد، الذي هو منهم.

والنفاق فن تتقنه الحاشية والدائرة المحيطة بالحاكم.. أو هو حبل سميك يلفه المنافقون حول رقبة هذا الحاكم، ويقيدون به أذرع وأقدام الشعب بالكامل.. والفن له مبدعون وقواعد وابتكارات.. وأحسب أن المصريين برعوا فيه إلي حد العبقرية.. والمحصلة أننا نحيل الحاكم إلي إله.. وبدلا من الرجل، الذي يقف خلفه ليذكره أنه بشر، نأتي بعشرات يهمسون في أذنه كل لحظة بعبارة واحدة: «لا تنس أنك الإله».

لا يحدث ذلك بين يوم وليلة.. وإنما ثمة مراحل واجبة.. فبعد ١٠ سنوات، علي كرسي الحكم، يتحول الحاكم إلي نصف إله.. وبعد ٢٠ سنة يصبح إلهاً.. وبعد سنوات أخري يتم تصويره باعتباره «الإله».. وبين «إله.. والإله».. فارق كبير لمن يريد أن يفهم.

وللمنافقين لغة ووسائل لا يتقنها غيرهم.. وإذا أردت أن تنضم إلي القافلة عليك أن تتبع الخطوات التالية:

أولاً: لابد أن تعثر علي وسيلة، أو قناة، تحملك إلي الحاكم.. مثلا مسؤول أو شخص ضمن دائرة النفاق والخدمة المخلصة.. وعليك أن تخلع نعليك علي باب الحاكم، وملابسك في معاركه، وضميرك في قراراته، وعينيك أمام سوءاته.. باختصار: لابد أن تثبت بالدليل الدامغ أنك بعت كل شيء.. وأي شيء.. من أجل رضا الحاكم.

ثانيا: عليك أن تردد علي مسامعه ليل نهار أنه لا يخطئ.. قل له: «كيف تخطئ وأنت الإله.. فما تقوله مقدس، وما تراه هو الحكمة بعينها».. الشعب هو الذي يخطئ.. الناس لا تستحقك.. لو كان الشعب بيعرف يتحكم كان حالنا بقي أفضل من كده.. المعارضون سفلة وخائنون وعملاء.. من يكتبون ضدك كفرة سيدخلون النار.. وحسنا أنك لا تستمع ولا تقرأ لهم.. يكفيك من يسبّحون بحمدك.. فلا تلوث أذنيك وعينيك بكلام السفلة والعملاء.

ثالثا: لا تتبرم، ولا تحزن إذا غضب منك الحاكم، ووجدك أمامه في إحدي المناسبات وعنفك بحدة.. والأسباب كثيرة.. أهمها أن «تلطيش الحاكم» شرف للخادم.. كما أن سبابه لك يعني أنه يراك، وهو فخر لأي منافق.. ثم إن «الشتيمة لا تلصق».. وعليه فإذا تعاظم غضبه منك، وقال لك «يا ابن الكلب»، فعليك أن تهز ذيلك علي الفور.. وإذا «ضربك علي قفاك» فاحمد الله أنه لم يركلك علي مؤخرتك.. وإذا غضب أكثر وأكثر، وأبعدك عن دائرة الحاشية والهتيفة والمنافقين.. فعليك أن تواصل مسيرتك.. علّه يعيدك مرة أخري.. فلا شيء في الدنيا يساوي الحياة بين أصابع «الإله»!
posted by مفيش فايدة at 4:35 AM 0 comments

Monday, August 13, 2007

انا عمر بلا شباب

شعر :- كامل الشناوى
عدت يا يوم مولدى عدت ياايها الشقى
الصبا ضاع من يدى وغزا الشيب مفرقى
ليت يايوم مولدى كنت يوما بلاغد
ليت انى من الازل لم اعش هذه الحياه
عشت فيها ولم ازلها انها الحياه
ليت انى من الازل كنت روحا ولمازل
انا عمر بلا شباب وحياه بلاربيع
اشترى الحب بالعذاب اشترى فمن يبيع
انا عمر بلا شباب انا وهم انا سراب
posted by مفيش فايدة at 4:55 AM 0 comments

امل حياتي

أمل حياتي يا حب غالي ما ينتهيش
يا أحلى غنوه سمعهاقلبي ولا تتنسيش
خد عمري كله بس النهارده خليني اعيش
خليني جنبك خليني في حضن قلبك خليني
وسيبني أحلم سيبني ياريت زماني ما يصحنيش
أمل حياتي عينيه يا أغلى مني عليه
يا حبيب امبارح وحبيب دلوقتي
يا حبيبي لبكره ولأخر وقتي
احكي لي .. قوللي
أيه من الأمان ناقصني تاني وانا بين اديك
عمري ما دقت حنان في حياتي زي حنانك
ولا حبيت يا حبيبي حياتي إلا عشانك
وقابلت آمالي وقابلت الدنياوقابلت الحب
أول ما قبلتك واديتك قلبي يا حياة القلب
أكثر م الفرح ده ما حملش أكثر م اللي انا فيه ما اطلبش
بعد هنايا معاك يا حبيبي لو راح عمري أنا ماندمش
وكفاية أصحى على شفايفك بتقوللي عيش
أسمعها غنوة تقول لحبي ما ينتهيش
خليني جنبك خليني في حضن قلبك خليني
وسيبني أحلم سيبني ياريت زماني ما يصحنيش
ياللي حبك خلا كل الدنيا حب
ياللي قرب صحى عمر وصحى قلب
وانت معايا يصعب عليه رمشة عنيه ولا حتى ثانية
يصعب عليه ليغيب جمالك ويغيب دلالك ولو شوية
قد كده باشتاق إليك قد كده ملهوف عليك
نفسي أنده لك بكلمه ما تقالتش لحد تاني
كلمه قد هواك ده كله قد أشواقي وحناني
كلمة زيك واللي زيك فين ده انت زيك ما اتخلقش اتنين
وكفاية أصحى على شفايفك بتقولي عيش
أسمعها غنوة تقول لحبي ما ينتهيش
وسيبني أحلم سيبني .. ياريت زماني ما يصحنيش
خليني جنبك خليني .. في حضن قلبك خليني
يا حبيبي مهما طال عمري معاك
برضه أيامه قليله
دي السعادة والحنان في هواك
ما تقضيهاش أجيال طويله
حبك يا حبيبي ملا قلبي وفكري
بينور ليلي ويطول عمري
بيزيد.. بيزيد في غلاوته دايماً بيزيد
وتملي جديد في حلاوته وتمللي جديد
إنت خليتني أعيش الحب وياك ألف حب
كل نظره إليك بحبك من جديد وأفضل احب
أنا حبيت في عنيك الدنيا
كل الدنيا حتى عوازلي أو حسادي
كل الناس حلوين في عينه حلوين
طول ما عنيه شايفه الدنيا وانت قصادي
وأنام وأصحى على شفايفك بتقوللي عيش
أسمعها غنوه تقول لحبي ما تنتهيش
خليني جنبك خليني .. في حضن قلبك خليني
وسيبني أحلم .. ياريت زماني ما يصحنيش
posted by مفيش فايدة at 4:46 AM 0 comments

Sunday, August 12, 2007

i hate you

بقلم خيري رمضان ١٠/٧/٢٠٠٧
لدي رسالة في بريدي منذ شهور قليلة، لم أنشرها، لأني لا أعرف ماذا أقول لصاحبها. كل مرة أجهز كلماتي للرد عليه ومناقشته، فأكتشف أني أقول خطبة عصماء وكلاماً بلا معني، يشبه كلام السادة المسؤولين الذي يملأون به الصحف، ويصرخون به في وجوهنا علي شاشات التليفزيون بثقة وبرود يحسدون عليهما.

ولكن كلمة الرئيس مبارك إلي الشباب، التي نقلت وأذيعت أمس علي لسان صفوت الشريف، هي التي شجعتني علي نشر الرسالة الآن، خاصة بعدما طالب الرئيس الشباب بالتمسك بقيمة المواطنة وإعلائها.. ورفض المتاجرة بمصالح الوطن.

تقول الرسالة:

(الأستاذ...

أنا شاب مصري من إحدي قري الصعيد. تخرجت في الجامعة منذ ٧ سنوات، حصلت علي بكالوريوس تجارة، ولا تدري ماذا فعل والدي حتي يعلمني أنا وأشقائي الستة، طبيعتي أنني شاب متفائل، أكره الصحف التي تنتقد كل شيء، أحب التليفزيون المصري ، حيث إنه كان الوحيد المتاح، كما أحب الصحف القومية، لذلك نشأت وترعرعت علي حب السادة المسؤولين، أحب الرئيس والسيدة حرمه، وأيضا نجليهما علاء وجمال، وكل الوزراء ومديري المصالح، وكنت دائما أقول إنه طالما الرئيس اختار هؤلاء «يبقوا كويسين، ماهو مش ممكن يختار فاسدين أو لصوص يحكمونا، أصله ابن بلد زينا وبيحب مصر».

المهم وبعد تخرجي حاولت أشتغل أي حاجة، حتي لو عامل. سافرت المحافظة، عملت قهوجي، وشفت الذل، فعملت بائع في محل وفشلت، فكرت أن أعمل ماسح أحذية ولكن نفسي عزت عليه.

نسيت أقول لك إني كنت باحب بنت عمي من صغري، وكنا متفقين علي الزواج، وبعدما فاض بأهلها، تزوجها شاب يعمل في الخليج.

لا أريد أن أقلبها مأساة، ولكن الحقيقة إني حزين جداً، حاسس إني فاشل، والوحدة صديقة الشيطان الذي يزورني دائما ويقول لي، بتحب مصر ليه، عملت لك إيه، علمتك، وبعدين؟ عالجتك؟ دا العيلة كلها عيانة، وعايشين علي الإسبرين، والله لو دخلت الوحدة الصحية عندنا تموت من شكلها.. بتحبها ليه؟ دا الميه سودة في الحنفية إن وجدت، وبنركب عربيات داتسون، زينا زي البهايم ـ لامؤاخذة ـ وأبويا ضهره اتقطم، بيعمل مزارع، والحمد لله إننا لسه قادرين ناكل.

لم أرسل إليك علشان تشوف لي شغل، ما أنا عارف إنها أزمة كبيرة في مصر كلها، لكن أنا مش فاهم هي مصر البلد اللي إحنا عايشين فيها، ولا هي اللي في إعلانات الجرايد، فيلات ومدن جديدة ومارينا وعربيات شكلها حلو قوي، مصر اللي في الجرايد والتليفزيون بتاعة مين؟ هي دي مصر اللي بنحبها، لكن منعرفهاش ومعشنهاش، مصر بتاعتنا مريضة وفقيرة، واللي عنده حمار وعشة يبقي ياهناه وسعده.

عاوز أسألك سؤال: إزاي أحب مصر وليه أحبها؟ وهل ينفع أحبها لوحدي، يعني حب من طرف واحد.. أرجوك جاوبني!).

من لديه رد علي صاحب هذه الرسالة ليته يساعدني لأنني عاجز عن الرد.
posted by مفيش فايدة at 5:59 AM 0 comments

Thursday, August 9, 2007

مقال في الممنوع

أول مرة أسمع فيها كلمة «محمحي» من الفنانة التشكيلية السعودية شاليمار الشربتلي.. وهي كلمة مكونة من خمسة حروف «الميم والحاء.. ثم الميم والحاء.. وأخيرا الياء» وهي صفة تطلق علي أحد الألوان التي لا تستطيع أن تحدد ملامحه بدقة.. أو كما تقول شاليمار هو اللون «المترب» أو «الترابي» غير الواضح مثل قطعة القماش التي تتداخل ألوان الأصفر والكاكي والبني والبرتقالي فيها، هي عبارة عن خليط من كل هذه الألوان.. وهذا الخليط أو العك يسمي «المحمحي».. أي اللون عديم الشخصية.

ذكرتني هذه الكلمة بأشياء كثيرة نعيشها في الواقع.. فالعلم المصري مثلا ذو الألوان الثلاثة الواضحة.. الأحمر والأبيض والأسود، لم يعد كذلك، إنما أصبح لونه «محمحي».. أي أصبح بلا شخصية وبلا تأثير في الواقع، وسياسات بلادي الخارجية هي أقرب إلي اللون المحمحي.. التي لا تعرف لها لونا أو طعما أو رائحة.. فنحن مع السلام، لكن أين السلام؟.

عندما زأر وزير خارجية مصر أحمد أبوالغيط ـ من زئير الأسد ـ وأعلن تحذيره للأمريكيين: إذا لم تتوقفوا عن ممارسة ضغوطكم علينا، فإن الشعب المصري سوف يغضب.. وهو عندما يغضب يتحول إلي وحش كاسر!.

يا حفيظ.. يا مغيث! هكذا قالت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية، عندما استمعت إلي تحذير أبوالغيط! بماذا تسمي ذلك؟ أليس هو «المحمحي» بعينه!.

الشخصية المصرية تحولت علي أيدي حكومات الحزب الوطني، وما قبل الوطني، إلي اللون المحمحي.. فلا تعرف متي تثور لكرامتها؟ ومتي تغضب؟ ومتي يتحول هذا الغضب المكتوم في الصدور إلي فعل إيجابي؟

أما سياساتنا الداخلية فهي «محمحي» خالص! وتتولي أمانة السياسات بالحزب الوطني تحديد درجة المحمحي لها.. بحيث لا تعرف في النهاية، إلي أين تسير بنا؟ وما هي البوصلة التي ستهدينا إلي نهاية الطريق؟

حياتنا السياسية تحولت هي الأخري إلي اللون المحمحي.. فلا تستطيع التفرقة بين موقع الحزب المعارض من الحزب المؤيد.. فاختلط الحابل بالنابل، والأبيض بالأسود.. والثروة بالسلطة.. وأحمد عز بأمانة التنظيم في الحزب الحاكم.. واللون الكاكي باللون الأصفر!

مصر تحولت في العقدين الأخيرين إلي دولة محمحية.. وهذا سيسهل علي المؤرخين التعرض لهذه الحقبة من تاريخ مصر دون صعوبة في تحديد الفترة الزمنية لها، ولن يجد قارئ التاريخ صعوبة هو الآخر في معرفة تاريخ الدولة «المحمحية»، الممتد من عام ١٩٨١ وحتي عام ٢٠١١، وهي من أطول الفترات في تاريخ مصر، التي يتولاها حاكم واحد.

وهكذا نتعرف علي تاريخ بلادنا من الحقب التي مرت بها، كالدولة الأيوبية والفاطمية والمملوكية والعثمانية والإخشيدية والطولونية.. واليوم نحن نعيش عصر الدولة «المحمحية»، يعني إيه «محمحية»؟! يعني حاجة كده بلا شخصية وبلا ملامح، ووجودها مثل عدمه، وسيعتبرونها من أسوأ فترات التاريخ التي مر بها الشعب المصري.
posted by مفيش فايدة at 8:40 AM 0 comments

النفخ

قال لي قيادي في حزب معارض: لماذا قصرت اقتراحك بإنشاء الشركة القومية لإنتاج القرب المقطوعة، علي إنشاء أمانة جديدة في الحزب الوطني باسم «أمانة النفخ»، تابعة لأمانة التنظيم التي يترأسها المهندس أحمد عز؟!

قلت: ماذا تقترح؟

قال: أن يصبح من حق جميع الأحزاب في مصر، إنشاء شعب أو أمانات تحت اسم «النفخ» أو «القرب المقطوعة»، وهذا يستلزم إدخال تعديل جديد علي قانون الأحزاب السياسية رقم ٤٠ لسنة ١٩٧٧، ينص فيه علي أن من بين شروط تأسيس الأحزاب، إنشاء لجان للنفخ بها، بحيث تعطي للجنة شؤون الأحزاب السياسية ورئيسها صفوت الشريف، سلطة رفض قيام أي حزب سياسي جديد، لا يتضمن برنامجه إنشاء أمانة للنفخ بداخله،

بحيث يفتح المجال علي مصراعيه أمام الأحزاب السياسية، للمنافسة علي كسب أكبر عدد من الأعضاء في عضوية تلك الأمانة الجديدة، وبحيث يصبح من حق جميع الأحزاب المعارضة، نفخ الآراء والاقتراحات والأفكار ومشروعات القوانين وطرح السياسات حول جميع القضايا، ثم عرضها علي شعبة النفخ في أمانة التنظيم بالحزب الوطني التي يترأسها الزعيم الوطني الكبير أحمد عز، وستكون مهمة.. ووظيفة شعبة نفخ أحمد عز، هي رفض تلك الآراء والمقترحات، وبهذا يجري الحوار بين الأحزاب من خلال لجان أمانات النفخ بها،

ويمكن لأحزاب المعارضة أن تجري تنسيقا فيما بينها، وتعهد بهذه المهمة الجليلة إلي الدكتور رفعت السعيد كمسؤول حزبي كبير له خبرة واسعة في النفخ، وبهذا تتحقق ديمقراطية النفخ للحزب الوطني، ويعرف العالم أجمع نوع الديمقراطية الجديد، الذي تعيشه مصر، فهي ديمقراطية بخلاف الديمقراطيات التي تعرفها دول العالم الحر، التي تتداول فيها السلطة بين مختلف القوي السياسية.

ديمقراطية النفخ المصرية ابتكرت نوعا جديدا من الديمقراطية، لا تنتقل فيه السلطة من حزب إلي آخر، بل تبقي علي حزب واحد في السلطة عشرات ومئات وآلاف السنين، وتبقي علي أحزاب المعارضة بعيدا عن السلطة، وآلية تنفيذ ذلك هي أمانات النفخ الديمقراطي في الأحزاب السياسية.

وقد يتمكن في مرحلة تالية، الدكتور علي الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطني، أو الدكتور محمد كمال، أمين التثقيف، أو جمال مبارك، أمين السياسات، أو أحمد عز، أمين التنظيم، من التوصل إلي وضع نظرية علمية جديدة عن ديمقراطية النفخ، لكي تستفيد منها شعوب ودول العالم، وهم بذلك يقدمون خدمات جليلة للوطن، ويعيدون أمجاد أسلافهم العظماء من الفلاسفة والمفكرين، أمثال: الفارابي والغزالي وابن سيناء وابن رشد.. وغيرهم من كبار الفلاسفة والعلماء والمفكرين،

الذين أشعلوا مصابيح الحضارة والتقدم في العالم أجمع، وقامت نهضة أوروبا علي ما طرحته وأنتجته تلك العقول من أفكار ونظريات، كما ستتحقق مقولة صفوت الشريف، بأننا نعيش أزهي عصور الديمقراطية، وسوف يسجل التاريخ أن هذا الإنجاز العظيم تحقق في عهد الرئيس حسني مبارك، راعي ديمقراطية النفخ.. والله أكبر.


posted by مفيش فايدة at 8:37 AM 0 comments

كلام علي التعديلات الدستورية

س: لماذا عجلت الحكومة والحزب الوطني بطرح التعديلات الدستورية علي الشعب في استفتاء عام غدا الاثنين ٢٦ مارس، بدلا من يوم ٢٠ أبريل المقبل؟

ج: هناك أكثر من سبب في تقديري:

١ـ حتي لا تتسع حركة المعارضة ضد تلك التعديلات، ونجاح قوي المعارضة في الانتقال بها من مستوي النخبة إلي الشارع المصري، خاصة أن الأغلبية الصامتة مهيأة لمثل هذا الرفض،

بالرغم من عملية غسل المخ التي تتعرض لها علي امتداد ٢٤ ساعة في اليوم، ولم تسفر عن تحقيق أي نتيجة إيجابية، وتستطيع هذه الأغلبية أن تتخذ قرارا بعدم المشاركة، والتجاوب مع دعوة المعارضة لمقاطعة الاستفتاء.. ولو الفترة أبعد من ذلك، لأمكن تحريكها لرفض هذه التعديلات بالنزول في الشارع، وكل استطلاعات الرأي التي قامت بها أجهزة الدولة، توصلت إلي هذا الاستنتاج.

٢ـ رغبة من الحزب الحاكم، والرئيس حسني مبارك، في تمرير هذه التعديلات قبل مؤتمر القمة العربية بالرياض يوم ٢٨ مارس الجاري، حتي لا تصبح التعديلات هي القضية غير المدرجة علي جدول أعمال القمة والمسيطرة علي مناخ وأجواء القمة.

٣ـ وهذا هو السبب الأهم: لمعرفة الحكومة والحزب الوطني أن تلك التعديلات هي صفقة مسمومة وفاسدة، وإدراكهما أنها لا تستطيع أن تصمد حتي ٢٠ أبريل المقبل، وأن الروائح الكريهة منها قد تنتقل إلي كل مكان علي أرض مصر، ولا يمكن الاحتفاظ بهذه الصفقة المسمومة في ثلاجات التبريد والحفظ خلال أربعة أسابيع مقبلة.

لقد أدركت قيادات الحزب الوطني ضعف التبريرات التي يقدمونها لتسويق تلك التعديلات إلي الرأي العام، وأنه كلما زادت حملتهم في وسائل الإعلام الحكومية، ازدادت المعارضة لهذه التعديلات، لأن المنطق الذي يستخدمه رجال الحزب الوطني من سياسيين وإعلاميين، هش وضعيف وغير مقنع بالنسبة لرجل الشارع، واكتشفوا أن المواطن مهما بلغت درجة بؤسه، غير مستعد أبدا للتضحية بحرياته أو بالقليل منها أو التنازل عنها لأي سبب، حتي ولو كان مكافحة الإرهاب وحماية أمن البلاد،

كما يروج لهذه المقولة الفاسدة الدكتور مفيد شهاب، فيلسوف الحزب الوطني وكبير الطهاة في مطبخ التعديلات الدستورية.. ألم أقل من قبل إن كل ما يأتي عن طريق هذا الرجل «غير مفيد» بالمرة، وأن بداخله قناعة وإيمانا بعدم حاجة الشعب إلي الحريات، وأن أمن الحاكم عنده أهم من حرية وأمن ٧٥ مليون مصري؟! وهذا المبدأ، وهذه العقيدة، يسريان علي الرئيس مبارك أو علي أي رئيس آخر سابق أو لاحق.

>> في حوارها مع الإعلامية القديرة جيزيل خوري علي شاشة قناة «العربية» قالت السيدة سوزان مبارك إنها تشعر بنبض الناس، وتقترب من حياة البسطاء، وتعرف مشاكلهم، وتحس بآلامهم ومشاعرهم.. فهل سيادتها عرفت وشعرت بأحاسيس جمهور الأوبرا الذين ذهبوا للاستمتاع بحفل ذكري الفنان محمد عبدالوهاب الذي أقيم الخميس الماضي ٢٣ مارس، والذي أطلق عليه اسم «حفل الاعتقال»؟!

هل تعلم سيادتها الإجراءات الأمنية التي اتخذت مع رواد الأوبرا، ما يقرب من ألفي شخص، بسبب تشريف سيادتها مع ضيوفها العرب، وتشريف زوجة نجلها علاء مع ضيوفها العرب أيضا لهذا الحفل؟

كان من المفترض أن يبدأ الحفل في الساعة ٨ مساء، وينتهي في ٣٠.١١ مساء، لكنه بدأ ٣٥.٨ دقيقة، أي بتأخير ٣٥ دقيقة عن موعده، وانتهي في الساعة ١٠.١١ مساء، أي قبل الموعد بحوالي عشرين دقيقة.

كما تم سحب جميع الموبايلات من الجمهور قبل بداية الحفل، والبعض منهم تسلمها في الساعة الثانية أو الثالثة من صباح يوم الجمعة، أي بعد انتهاء الحفل بثلاث ساعات تقريبا.

هل ترضي السيدة سوزان بذلك؟ وهل تعرف مشاعر الناس في هذا اليوم؟ ولماذا حفل الاعتقال الذي أقيم لهؤلاء الأبرياء والضحايا الذين تصادف وجودهم في الحفل نفسه، الذي شاركت فيه السيدة سوزان؟
posted by مفيش فايدة at 8:31 AM 0 comments

بعيد عنك

نسيت النوم وأحلامه نسيت لياليه وأيامه بعيد عنك حياتي عذاب متبعدنيش بعيد عنك مليش غير الدموع أحباب معا يعيش بعيد عنك غلبني الشوق وغلبني وليل السهد دوبني ومهما الشوق يسهرني ومهما البعد حيرني لا نار الشوق تغيرنى ولا الأيام بتبعدني بعيد عنك لا نوم ولا دمع في عينيه مخلاش الفراق فيه نسيت النوم وأحلامه نسيت لياليه وأيامه ما بين الشوق والامه وبين الخوف وأوهامه بخاف عليك وبخاف تنساني والشوق اليك على طول صحاني غلبني الشوق وغلبني وليل السهد دوبني ومهما الشوق يسهرني ومهما البعد حيرني لا نار الشوق تغيرنى ولا الأيام بتبعدني بعيد عنك أفتكرني في لحظة حلوة عشنا فيها للهوى أفتكر لي أي غنوة يوم سمعناها سوا خد من عمري .. عمري كله الا سوان أشوفك فيها غلبني الشوق وغلبنى وليل السهد دوبنى ومهما الشوق يسهرني ومهما البعد حيرني لا نار الشوق تغيرنى ولا الأيام بتبعدني بعيد عنك كنت باشتاق لك وأنا بيني وبينك خطوتين شوف بقينا ازاي أنا فين يا حبيبي وأنت فين والعمل ايه العمل ما تقولي أعمل ايه والأمل أنت الأمل تحرمني منه ليه عيون كانت بيحسدني على حبي وداوقتي بتبكي عليه من غلبي وفين أنت يا نور عيني يا روح قلبي فين فين اشكي لك فين كل ما بتهيالي حاجات فين ابكيلك فين بيريحني بكايا ساعات غلبني الشوق وغلبني وليل السهد دوبني ومهما الشوق يسهرني ومهما البعد حيرني لا نار الشوق تغيرنى ولا الأيام بتبعدني بعيد عنك
posted by مفيش فايدة at 7:22 AM 0 comments

صرخة ملل

بقلم‏:‏ أنيس منصور
بماذا تصف الطفل الذي ينحني علي الأرض فجأة ويلتقط شيئا يخفيه في جيبه‏,‏ ثم يتجه إليك بريء اليدين وإن كان البريق في عينيه‏,‏ والاهتمام في وجهه‏,‏ والحرص في أصابعه‏,‏ يفضح سعادته بالكنز الذي عثر عليه‏,‏ ولو بحثت أنت عن مصدر هذه السعادة لوجدتها ظلطة ملونة؟‏!‏الوصف الوحيد لهذه الحالة‏:‏ أن هذا الطفل لايعرف الملل‏!!‏ولم يكن هذا الطفل في حاجة إلي أن يخفي عنك هذه الظلطة لأنه هو لايعرف قيمة انعدام الملل‏,‏ ولأنك أنت لايمكن ان تراها ولو رأيتها فلن تجد فيها أي معني ولا أي وزن‏..‏لأنك أنت تعرف الملل‏..‏ ولأن الملل مرض يصيب الكبار‏,‏ ولايعرفه الصغار الذين حين يجدون ظلطة‏,‏ يحسون كأنهم اكتشفوا حجر رشيد المكتوب بكل اللغات‏..‏ ويصبح هذا الحجر وبسرعة‏,‏ مصدر الصوت والضوء في حياتهم‏..‏ فكل شيء عند الأطفال له وزن‏,‏ له قيمة‏,‏ له فائدة‏..‏ كل شيء مثلهم طفل‏,‏ مليان حياة وحماسا‏..‏ كل شيء يتحدث إليهم‏,‏ ويشغلهم وينشغل بهم‏..‏ انهم لايعرفون الملل‏!‏ولكن الكبار لايرون الظلط‏...‏ ولو رأوه لداسوه‏..‏كما يدوسون كل المتع الصغيرة‏,‏ واللذات العابرة‏..‏ لأن عيونهم عاجزة عن رؤيته‏,‏ واذانهم قاصرة عن سماعه‏..‏ وحياتهم مليئة بالثقوب‏,‏ مثل شبكة واسعة الخيوط‏,‏ فكل شيء تلتقطه لكي يسقط منها‏,‏ كل شيء مثل كل شيء‏.‏ ولا وزن له ولاقيمة ولافائدة‏...‏ كل شيء كان قريبا ثم أصبح بعيدا‏..‏ كل حجر رشيد أصبح ظلطه‏..‏ مجرد قطعة من الحجر تعترض طريقهم‏..‏ حتي هذا الطريق لم يعد هؤلاء الكبار يعرفون له معني أوطعما‏..‏ إنهم يعرفون الملل‏!‏والذي يختار الزواج أو الحياة الزوجية كنموذج للملل الذي يحميه القانون‏,‏ فقد اختار مثلا يعرفه كل الناس‏..‏وإن كان الزواج ليس هو العلاقة الوحيدة التي تنفرد بالملل‏,‏ فهناك علاقات كثيرة مملة‏..‏ ولكن الزواج هو أعمق هذه العلاقات‏,‏ واكثرها تنوعا واكثرها دلاله علي أن الأزواج قد كبروا‏..‏ لقد نضجوا‏..‏ ومن النضج والكبر في السن يولد الملل‏..‏والكلام عن العلاقات الزوجية ـــ كنموذج ـــ يبين لنا أسباب الملل في بقية العلاقات الانسانية الأخري‏,‏ وهي كثيرة ومتعددة‏..‏فقبل الزواج يكون كل شيء مبالغا فيه‏..‏ إحساسات الزوجين مرتفعة الحرارة‏,‏ نظرة الزوجين إلي الدنيا وردية‏,‏ الصعوبات التي تعترض طريقهما ليست إلا اكواما من القش تطير من أول نفخة‏,‏ أو نفختين‏,‏ وان الزوج نفسه قادر علي ان يحل كل مشكلة‏,‏ وان يذيب الحديد والجليد‏..‏ وان الحب صانع المعجزات وان المرأة هي الحب‏,‏ ولذلك فالزوجة هي مصنع المعجزات‏.‏كل هذا قبل الزواج‏,‏ وكل هذه المبالغات معناها سوء تقدير للحقيقة‏..‏ اي اعطاء الواقع ألوانا وصفات لاوجود لها‏..‏فتصبح الزوجة ـــ والزوج أيضا ــ كمحارب نزل بمظلة ومعه خريطة وتعليمات تقول له‏:‏ ستجد عند قدميك عددا كبيرا من الجنود‏,‏ كلهم في خدمتك وكلهم يعرفون الطريق إلي استحكامات العدو‏,‏ يكفي ان يروك ليقوموا لك بكل شيء‏..‏ ويهبط الجندي‏,‏ ولايجد أحدا‏.‏ بل ربما يسقط في الماء‏,‏ أو يسقط في قلب معسكرات العدو‏..‏إن الازواج يتصورون أن وثيقة الزواج هي شيك علي بياض يصرف من أي بنك‏,‏ في أي وقت‏,‏ أو أنها خطاب توصية لحل كل مشكلة‏,‏ أو انها كلمة سر الليل يدخلون بها أي معسكر من معسكرات الحياة‏.‏وهنا يشعر الازواج بما يشعر به الجندي الذي سقط من المظلة‏,‏ وارتطم بالصخور‏,‏ أو قابلته النيران‏..‏ بل بشيء آخر أقسي من الصخر‏..‏ لقد اصطدم بالواقع المر‏..‏ فقد اكتشف ان العملات التي في جيبه كلها زائفة‏!!‏هذه الصدمة تصيبه بخيبة الأمل لأنه وجد شيئا آخر غير الذي كان يتوقعه‏..‏ وخيبة الأمل تصيبه بالفتور‏..‏ والفتور يجعله يسيء تقدير كل شيء‏..‏ يبالغ في تفاهة أي شيء‏..‏ وبذلك يجد الأزواج أنفسهم محاصرين بين نوعين من المبالغة‏..‏ مبالغة في قيمة كل شيء قبل الزواج‏..‏ ومبالغة في تفاهة كل شيء بعد الزواج‏!!‏والمبالغة هي البداية الطبيعية إلي الملل‏..‏ لأن المبالغة تجعل كل شيء يفقد قيمته الحقيقية‏..‏ فيصاب الأزواج بخيبة الأمل التي يتولد عنها القرف‏..‏ والقرف هو الاسم الحركي لشخصية خطيرة اسمها‏:‏ الملل‏!‏وبعد هذه الصدمة يكتشف كلا الزوجين‏,‏ إنهما بلا مزايا خاصة‏..‏ وإنهما مثل كل الناس‏..‏ وان الحياة الزوجية كأية حياة أخري‏..‏ وانه لاجديد تحت شمس الحب‏..‏وشيء آخر يكتشفه الأزواج‏:‏ ان حياتهم متكررة‏..‏ كل شيء فيها ثابت لايتغير‏..‏ نفس الوجه‏,‏ نفس العبارات‏,‏ نفس القعدة‏..‏ نفس النومة‏..‏ بل ان كلا منهما يعرف مقدما ماسيقوله الآخر‏...‏ خلاص‏..‏ كل واحد منهما حفظ الآخر‏,‏ ويستطيع أن يعرف ما سيقوله وما سيفعله دون ان يقترب منه‏,‏ ودون ان يراه‏..‏ كل واحد منهما حفظ الآخر علي الغايب‏..‏ وهم أيضا مصابون في كل مشاعرهم بخيبة الأمل‏!!‏ولكن لماذا يتحمل الأزواج كل أعباء القرف والملل بسبب التكرار‏,‏ مع أن في حياتنا العادية علاقات كثيرة جدا متكررة‏,‏ ولانملها ولانصدم فيها‏..‏ ولا تصيبنا بخيبة الأمل‏...‏فنحن نأكل ونشرب وننام كل يوم‏..‏ ونحن نذهب الي العمل ونجلس علي نفس المكتب ونلتقي بنفس الوجوه ونعالج نفس المشاكل‏,‏ ونكرر نفس الشكوي وآمالنا محدودة‏,‏ فهي مكررة‏....‏ومع هذا التكرار المستمر لا نشكو من العمل ولا نقرف من الاستمرار فيه‏!‏فلماذا الزواج وحده هو الذي انفرد بالملل لأن كل شيء فيه يتكرر بإنتظام‏!!‏والجواب علي ذلك هو المبالغة أيضا في أهمية وخطورة الزواج والمعجزات التي ستتحقق فيه‏.‏ونحن نمل الشيء الذي يتكرر‏..‏ ونمل أيضا الشيء الذي يتغير‏..‏فالشيء الذي يتكرر باستمرار شيء لا يتغير‏..‏ انه حالة ثابته الوقوع‏..‏ولكن التغير المستمر يضايقنا أيضا‏..‏ ويجعلنا نمل لأن التغير المستمر أصبح عادة ثابته‏..‏ وهذه العادة الثابته هي اننا في تغير دائم‏..‏فالرجل الذي يبيع في دكان‏,‏ يشكو من الحبسة ومن الأرض الضيقة التي يتحرك فيها‏,‏ وانه لم يبرح هذا المكان منذ عشرات السنين‏.‏والطيار والبحار كل منهما يشكو من انه تعب من اللف والدوران حول الأرض‏..‏ من قارة الي قارة‏..‏ وانه زهق من التغيير المستمر ومن الاهتزاز المستمر‏,‏ وللهواء تحته أو الماء حواليه‏..‏ فقد أصبح التغيير شيئا ثابتا في حياته‏..‏ لقد أصبح منتهي أمل كل منهما أن يستقر‏..‏ ان تثبت الأرض تحت قدميه‏!!‏إن قصة د‏.‏ جيكل ومستر هايد التي تروي لنا مشكله أحد العلماء الذي كان يتناول دواء‏,‏ فيتحول الي شخص آخر‏..‏ ثم بعد أن ينتهي مفعول الدواء يعود إلي حالته الأولي‏..‏ إلي شخصيته الأولي‏..‏ان هذه القصة هي محاولة للقضاء علي الملل الذي كان يعانيه أحد العلماء ــ ويعانيه الانسان العادي أيضا ــ ولكن هذا العالم الكبير مل حياته‏..‏ مل هذا التغيير المستمر من شخص الي شخص‏..‏ ولو كان هذا العالم قادرا علي أن يتحول كل يوم إلي شخص أخر‏..‏ لكانت النتيجة ان يمل التغير المستمر‏..‏وفي هذه القصة رأينا هذا العالم الكبير أصبح يتحول بلا دواء‏..‏ وبلا مجهود الي الشخصية الأخري‏..‏ ورأينا انه كان يتعذب من هذا التغير لأنه تعب من التغير‏,‏ ويريد أن يستقر‏:‏ أن يثبت علي شخصية واحده‏..‏ لقد عرف الملل‏!‏وشهرزاد بطلة الف ليلة وليلة‏,‏ كانت تروي لزوجها الملك شهريار‏,‏ حكاية مثيرة غريبة كل ليلة‏..‏ حكاية مليئة بالخرافات والمعجزات‏..‏ ومع ذلك‏,‏ ورغم هذا التغير المستمر كانت هي التي تتثاءب قبل الملك‏..‏ وكان الديك يؤذن لطلوع الفجر‏,‏ كأنه كان متواطئا معها‏..‏ وكأنه يريد أن يضيف سببا آخر فلكيا إلي السبب النفسي والحقيقي وهو الملل‏!‏اذن‏..‏ فعدم التغيير يبعث علي الملل‏..‏ والتغير المستمر يبعث علي الملل‏..‏والزوج الذي يواجه في حياته عدم التغير يشكو من الملل‏..‏ والأعزب الذي يواجه في حياته تغيرا مستمرا يشكو من الملل‏.‏فما الذي يجعلنا ــ حقيقة ــ نمل الدنيا كلها؟اننا في الحقيقة لا نمل شيئا‏,‏ وانما نحن نمل أنفسنا‏..‏ فنحن نحيط أنفسنا بما يعجبنا فقط‏..‏ بما يرضي أذواقنا فقط‏..‏فيصبح كل ما حولنا مرايا لنا‏..‏ صورا لنا‏..‏ معرضا مستمرا للوحات حياتنا‏..‏وكيف لا تمل أنت حياتك اذا كان كل من حولك يشبهك‏..‏ واذا كنت لا تسمع إلا صداك‏,‏ ولا تري إلا ظلالك‏,‏ ولا تشم إلا عرقك‏..‏ ولا تأكل إلا لحمك ولا تشرب إلا دمك‏..‏ ولا تشكو إلا من نفسك‏..‏لابد أن تعرف الملل‏..‏وهذا بالضبط ما يحدث لكل من يهرب من نفسه إلي شلة من الناس‏..‏ من المعارف‏..‏ من الأصدقاء‏..‏ إنه لاجيء إليهم وهو ككل لاجيء‏,‏ يدخل بشروط المجتمع الجديد‏..‏ ويتشكل بهم‏,‏ ويعتاد عليهم‏..‏ ويصبح مشابها لهم‏..‏والتشابه مع الآخرين‏,‏ هو بداية الملل‏!!‏ان أي إنسان لا يستطيع ان يكون وحده‏..‏ ولكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يطبق الآخرين‏..‏ فهو هارب من نفسه‏,‏ وهو هارب من الآخرين‏..‏ وهو هارب إليهم أيضا‏!!‏ولذلك فالهرب ليس حلا للملل‏..‏ هربك من نفسك ليس حلا‏,‏ وهربك من غيرك‏,‏ هو أيضا هرب‏..‏ وتبقي المشكلة قائمة‏..‏لقد جربت آلهة الأغريق طريق التسلل‏..‏ طريق الهرب‏..‏لقد كان آلهة الأغريق القادرون علي كل شيء‏,‏ يملون حياتهم فوق الجبال‏,‏ كانوا يملون عشرة الآلهة‏..‏ كانوا يملون الحياة المقدسة‏..‏ ولذلك كانوا يتشكلون في جلود البشر‏,‏ ويدخلون جلود الحيوانات‏..‏ ثم يزهقون من الحيوانات‏..‏ ويتحولون إلي جبال وأنهار‏,‏ ويتحدون مع البشر ضد الآلهة‏..‏ ضد أنفسهم‏..‏ ث يشكون من الحياة التي ليست بها صعوبات ولا مشاكل‏..‏ ويبكون للبشر‏..‏ ان أحد الآلهة كان يتمني ان يكون إنسانا لأنه تعب من حياة بلا صعوبات حياة لا مقاومة‏..‏ حتي الآلهة قد زهقوا من التغيير الذي لا نهاية له‏..‏ لقد كانوا يحسدون البشر‏..‏ مع أنهم هم الذين يخلقونهم‏..‏ كانوا يحسدون الانسان علي انه يعلم انه ضعيف‏.‏ وانه لابد أن يموت‏,‏ وانه مع ذلك يرفض ان يكون ضعيفا‏,‏ وانه ينشد الخلود‏..‏ إنهم الأغنياء الذين يحسدون الفقراء علي أنهم ينامون علي الأرصفة نوما عميقا‏,‏ في حين أنهم لا يرغبون في النوم فوق الفراش الوثير‏..‏ أنهم القادرون الذين يحسدون الضعفاء‏..‏ حتي الآلهة عرفوا الملل‏!!‏ولكن لابد من الخروج من دائرة الملل‏..‏واذا كان السرطان يجعلنا غير قادرين علي التركيز‏,‏ غير قادرين علي أن نحصر كل ما حولنا بأعيننا أو بآذاننا أو بأيدينا‏,‏ ونصبح كأننا في غيبوبة‏,‏أو كأننا علي حافه الوجود والعدم‏,‏ فإن التركيز والاهتمام وحماس الأطفال هو القادر وحده علي تثبيت الدنيا حولنا‏,‏ وصبغها في الوان الظلط ونقل اللمعان إلي أعيننا‏,‏ والسعادة إلي وجوهنا‏..‏والغريب في أمر الشعور بالملل‏,‏ انه لا يصيبنا وحدنا‏..‏ وإنما يصيب الدنيا من حولنا‏..‏ فكأن العالم كله سرحان‏..‏ الناس قد سرحوا فلم يعودوا يروننا أو يسمعوننا أويهتمون بنا‏..‏ ولم نعد نساوي عندهم شيئآ‏..‏ وكأن الكرة الأرضية هي الأخري قد سرحت فلم تعد تطبق قوانين الجاذبية علينا‏,‏ فلم يعد لنا وزن‏.‏ أو كأن الشمس أيضا قد نسيت أن تضيء لنا‏..‏ أو كأنها أرسلـــت شعاعاتها إلي كوكب آخر‏..‏ كل شيء لا يدري بنا‏,‏ ولا صلة له بنا‏,‏ نحن غائبون والدنيا كلها حاضرة‏..‏ أو كلنا غائبون عن هذه الدنيا‏!‏
posted by مفيش فايدة at 4:43 AM 1 comments

مقال لاحمد رجب

اسمع ياكامل‏..‏ إن متاعب الحياة الزوجية أمر لابد منه مادام كل إنسان يعاني مسا هامشيا من الجنون‏.‏ كل إنسان مجنون‏,‏ لكن المشكلة أن أحدا لا يعترف أنه مجنون‏,‏ خصوصا إذا كان نزيل عنبر مجانين أو بيت الزوجية‏.‏إننا يوميا نصافح ونكلم ونضاحك ونعايش ألوف المجانين فلا يظهر منهم مايؤذي أو يكدر إذا استثنينا زوجتي المصابة بجنون النظافة‏,‏ فإني أطير في الهواء من حين لآخر منزلقا فوق الباركيه الذي تجهد زوجتي الخادم في تلميعه أربع ساعات في اليوم حتي انفض من حولها الخدم جميعا‏,‏ خاصة بعد أن أشيع أن إحدي هؤلاء الخدم ـ وكانت في شرخ الشباب ـ ماتت متأثرة بالتلميع ـ غير أن هناك ألوانا كثيرة من الجنون لا تؤذي غير صاحبها‏,‏ فأنت تري رجلا ضخم الجثة كمصارع الرومان يعاني جنون الرهبة من الظلام‏,‏ وآخر يعاني جنون الخوف من الأماكن المرتفعة‏,‏ وكان لنا جار مجنون بالحرص علي كرامته بسبب وبغير سبب فقضي العمر يرفع القضايا ويطلب التعويضات‏,‏ ومعظم النساء مصابات بجنون الأماكن المغلقة‏,‏ ولنا أن نتصور حال البيت عندما تتزوج امرأة من رجل يعاني جنون الأماكن المكشوفة‏,‏ لكنها أسعد حظا بالتأكيد من تلك التي اقترنت برجل مصاب بالبيرومانيا‏,‏ فهو يمكن أن يشعل النار في فراشها دون تعمد إيذائها أو شوائها‏,‏ بل لمجرد هوس البهجة الشديدة بإضرام النار‏.‏اسمع ياكامل‏...‏ أنا شخصيا لابد أن بي مسا من جنون ما‏,‏ تمام مثل زوجتك أو زوجتي ومثلنا جميعا‏..‏توقفت عن الحديث لأسأل كامل‏:‏ـ لماذا لاتتكلم ؟ـ إني أسمع‏.‏لماذا لا تسألني مثلا ماهو نوع جنوني؟ـ إني أسمع‏.‏ـ علي العموم أنا لا أعرف إلي أي أنواع الجنون أنتمي‏,‏ ولكن زوجتي تعتقد أنني مصاب بجنون العظمة لأنني أرفض مسح المطبخ معها بعد رحيل الخدم هربا منها‏.‏ لقد أوصتني ذات يوم بأن أظل أمسح حوض المطبخ بذلك المسحوق المنظف حتي أري صورتي في أرضية الحوض‏,‏ فظللت أحك أرضية الحوض مجتهدا في تلميعها حتي خارت قواي‏,‏ وقلت لها في النهاية‏:‏ إن لدينا مرايا كبيرة في البيت يمكن أن أري فيها صورتي‏,‏ وغادرت المطبخ وأنا أقترح عليها تركيب مرآة في قاع الحوض لنري فيها صورتنا بدلا من تلميع هذا القاع‏.‏ وبكت زوجتي وندبت حظها لأنها نكبت بزوج مريض بجنون العظمة واستعلي علي مسح المطبخ‏.‏وإذا كنت أشك في أنني مريض بأوهام العظمة فالذي لاشك فيه أنني مصاب بنوع ما من الجنون‏.‏ فما من إنسان يخلو من ناحية جنون‏.‏انظر مثلا إلي الدكتور يسري‏...‏ هل رأيت من هو في رجاحة عقله واتزانه؟ ومع ذلك‏,‏ فإنه يفقد توازنه النفسي عند رؤية اللون الأحمر ويتعرض لتوتر حاد واكتئاب شديد‏,‏ وما أعظم موقف زوجته سهيلة‏,‏ فقد قاطعت اللون الأحمر بكل درجاته في البيت‏,‏ والفساتين‏,‏ وحتي طلاء الشفتين الذي لاتستغني عنه امرأة‏,‏ ضحت به عن طيب خاطر‏.‏وجدت نفسي قد تكلمت كثيرا‏,‏ فتوقفت أسأل كامل‏:‏ـ لماذا لاتتكلم؟ـ إني أسمعكانت مشكلة كامل عسيرة‏.‏ لقد أحب وجدان وأحبته برغم اختلاف الثقافة والاهتمامات‏,‏ فهو خريج آداب قسم انجليزي‏,‏ وهي خريجة كلية العلوم تخصص حشرات‏,‏ ولم تحبه وجدان تماشيا مع تخصصها العلمي‏,‏ بل لأنه نقلها إلي عالم وردي من أحلام لم تدخله أبدا من قبل‏.‏ كان ينقل إلي أذنيها قصائد كيتس وبايرون وشيلي باعتبارها كلامه‏,‏ وكانت مفتونة‏,‏ برومانسيته وأسلوبه الفريد في الحب‏.‏حتي كانت تلك الليلة في أعقاب شهر العسل‏.‏ كانا يجلسان في شرفة الفيلا والحديقة من حولهما تتنفس عبير ليل الربيع‏.‏ واحتضنها وهو يهمس بكلمات قصيدة لشاعر يوناني قديم‏:‏ ياحبيبتي إذا أخلصت لي الحب وأخلصت لك الحب‏,‏ فسوف يتبدي لنا حصان أبيض ذو جناحين يأتي عبر أشجار البستان‏,‏ ونمتطيه معا لينطلق بنا محلقا في آفاق سعادة عمرها من عمر الزمان‏.‏وأغمضت وجدان عينيها وقد ألقت برأسها فوق كتفه‏,‏ ثم همست‏:‏ـ هل جاء الحصان؟ـ إنه قادم بعد قليل‏.‏لقد أفلت الموقف من يد كامل‏,‏ فهو لم ير وجدان من قبل في مثل هذه السعادة الطفولية الخرافية تنتظر فعلا ظهور الحصان الأبيض ذي الجناحين‏.‏ لم يكن يتوقع ذلك‏,‏ وهو يعرف كم تكره وجدان الكذب‏,‏ ولم يجد لديه الاستعداد للتراجع حتي لايفسد عليها لحظات نادرة‏,‏ ولا وجد أيضا الجرأة‏...‏ ولعن في سره الشاعر اليوناني وحصانه وحماره‏,‏ ولما اشتدت برودة الجو والليل يقترب من فجر النهار‏,‏ أكد لها أن الحصان لابد أن يأتي في الغد‏.‏في اليوم التالي انتظرت وجدان حلول الليل في اشتياق‏,‏ ثم تهيأت لاستقبال الحصان بثوب ملائكي أبيض‏,‏ وبينما هي تعانق كامل‏,‏ اهتزت أوراق الشجر المحيطة بالفيلا‏,‏ وأطل حصان أبيض برأسه بين الأغصان‏,‏ وشهقت وجدان ثم صاحت كالمسحورة‏:‏ الحصان الأبيض‏.‏ وسط هذا الحلم الأسطوري المثير‏,‏ دق جرس الباب وأسرع كامل ليجد العربجي صاحب الحصان يطالب ببقية أجره عن التمثيلية‏,‏ وحاول كامل أن يكون صوته خفيضا قدر الإمكان وهو يقول للعربجي‏:‏ إنه سوف يمر عليه في الغد‏,‏ ثم دفعه بيده إلي الخارج برفق وأغلق الباب‏,‏ وبينما كانت وجدان ترتمي في أحضان كامل استعدادا لركوب الحصان‏,‏ دار العربجي حول الفيلا ثم اعتلي السور وظهر إلي جوار الحصان وصوته القبيح يشق هدوء الليل مهددا متوعدا‏.‏وانكشف الأمر‏,‏ وبكت وجدان كثيرا‏,‏ وشعرت ببعض الراحة والعزاء وهي تري الجرح الذي أحدثه العربجي في جبهة كامل‏.‏لقد مضت ست سنوات علي تلك الليلة‏,‏ وبرغم أن كامل لم يعد في حاجة إلي أن يقيم الدليل علي حبه لها‏,‏ إلا أن الجرح الذي أحدثه العربجي بقي ندبة في قلبها أيضا‏,‏ وبقيت معها عقدة الحصان الأبيض تدين كامل بالكذب كلما روي خبرا أو تكلم؟ثم تعلم أن يلوذ بالصمت‏,‏ فإذا سئل لماذا لاتتكلم‏,‏ قال إني أسمع‏.‏وظل علي هذه الحال حتي اجتاح البيت ذلك الاعصار الأخير عندما عثرت وجدان في جيب سترته علي زهرة جافة عجز عن إثبات مصدرها‏.‏‏***‏استمر حديثي مع كامل حول شيوع الجنون الهامشي بين الناس‏,‏ وقلت له‏:‏ إنه ينبغي عليه أن يتعاون مع زوجته المريضة بكراهية الكذب مثلما تتعاون سهيلة مع زوجها يسري المريض بجنون اللون الأحمر‏.‏قال كامل‏:‏ إني أسمع‏.‏أقبل علينا الدكتور يسري فأسرعت أخفي ولاعة كامل الحمراء‏.‏ وبينما التزم كامل الصمت‏,‏ توليت شرح حادثة الزهرة الجافة التي عثرت عليها وجدان في سترة كامل‏,‏ وفكر يسري قليلا ثم سأل كامل‏:‏ من الذي يدريك أن وجدان لم تلفق لك هذه التهمة‏,‏ خصوصا أنها عثرت علي الزهرة في غير حضورك؟قال كامل‏:‏ إني أسمع‏.‏وعاد يسري يسأله‏:‏ ثم من الذي أعطاها حق تفتيش ملابسك‏.‏قال كامل‏:‏ إني أسمع‏.‏تبين لنا حالة إني أسمع عند كامل قد تفاقمت عقب حادث العثور علي الزهرة الجافة في سترته‏,‏ وأنه يمر بأزمة نفسية مؤلمة‏.‏ وعندما نقلت هذا الخبر إلي وجدان لم تأخذ الأمر مأخذ الجد‏,‏ لكنها أيقنت من خطورة الأمر عندما رفعت سماعة التليفون من غرفتها‏,‏ تسترق السمع بعد أن طلب كامل رقما وهو في غرفة المعيشة‏,‏ ورد عليه صوت سامي شريكه في المكتب‏,‏ ومع أن كامل هو الطالب فقد بدأ محادثته قائلا لسامي‏:‏ إني أسمع‏,‏ قال سامي‏:‏ كامل؟؟ لماذا لم تأت لتوقيع العقد مع الفرنسيين؟ قال كامل‏:‏ إني أسمع وصرخ سامي‏:‏ ماذا تسمع عليك لعنة الله؟ فرد كامل‏:‏ إني أسمع‏.‏تحرك الحب في قلب وجدان وأعلنت أنها غفرت له حادثة الزهرة الجافة في سترته‏,‏ ومر كامل بسلام من أزمة إني أسمع وبدأ يتماثل للكلام‏.‏وعندما لانت وجدان تجاه كامل‏,‏ انتهزت الفرصة فقلت لها‏:‏ إن الحب مبالغات خيالية وخيالات مبالغ فيها‏.‏ كل فتاة زرعوا في أحلامها صورة الفارس الذي سوف يأتي علي جواد أبيض ليختطفها‏,‏ إنها صور رومانسية وليست حقيقية‏,‏ فلو جاء هذا الفتي الآن واختطف البنت علي جواد أبيض لقيدوا الحادث ضد جناية خطف وحكموا عليه بالإعدام‏.‏لاح لي أن وجدان قد بدأت تقتنع‏,‏ فواصلت قائلا‏:‏ لاينبغي أبدا أن نطبق مقاييس الكذب علي كلام العشاق والمحبين وإلا فقد الحب سحره‏..‏ قولي لي ياسيدتي‏,‏ ماذا يعني الحبيب عندما يقول لحبيبته أطلبي عيوني‏....‏ نحن نبالغ دائما ياسيدتي في كلام الحب أو وصف الحبيب‏...‏إن في تحفة توفيق الحكيم يوميات نائب في الأرياف نجد الشيخ عصفور يردد أغنية فولكلورية تقول‏:‏ ورمش عين الحبيب يفرش علي فدان أي رمش هذا؟لاشك أننا نواجه هنا شكلا تشريحيا نادرا لرمش العين‏.‏ إنه رمش يحتاج الي أكثر من عشرين شغالة كل صباح لغسله وتنظيفه من آثار النوم‏,‏ ثم كم صندوق صابون تواليت وكم فنطاس ماء تلزم لاتمام هذه المهمة يوميا‏.‏بدا لي أن وجدان قد اقتنعت‏,‏ وفكرت لبرهة وهي تبتسم‏,‏ ثم ترددت قليلا قبل أن تستحلفني بألا أبوح بالسر‏,‏ واعترفت أن كامل برئ من حادثة الزهرة الجافة في سترته‏,‏ وأنها هي التي اختلقت الواقعة برمتها‏.‏ـ لماذا ياوجدان؟ـ لأعرف كيف يكون مظهره وهو برئ‏,‏ ولكن الذي غاظني انه بدا مذنبا فور اتهامه‏,‏ فأيقنت ان امرأة ماقد أعطته زهرة ذات مرة‏,‏ ولهذا ارتبك أمامي‏.‏ علي أية حال انا أبحث الآن ـ بشكل علمي ـ كيف أفرق بين كذبه وصدقه‏.‏انقطعنا فترة غير قصيرة عن كامل ووجدان بسبب القضايا التي ترتبت علي جنون النظافة عند زوجتي‏,‏ اذ اكتشفت زوجتي صرصورا صغيرا فرأت أن تقاضي الشركة التي قامت برش البيت ضد الصراصير‏,‏ وصممت زوجتي أن تحتفظ بالصرصور حيا في علبة خاصة‏,‏ وعهدت إلي بمهمة تقديم الطعام والشراب لهذا الصرصور حتي نقدمه في جلسة المحكمة‏..‏ ومن ناحية أخري رفعت علينا مالكة العمارة دعوي لأن إحدي الأرضيات في البيت تآكلت من شدة التنظيف وأصبحنا نري الجيران تحتنا بوضوح‏.‏وعندما دعت وجدان وكامل الأصدقاء للاحتفال بعيد ميلاده كنت وزوجتي أول الحاضرين‏,‏ ولم يكن كامل قد عاد بعد من موعد عمل مهم‏,‏ وقد لاحظت أن الأمور قد تطورت كثيرا‏,‏ إذ كانت وجدان تبدو سعيدة‏,‏ كأنما تخلصت من جنون كراهية الكذب‏.‏ماالذي حدث؟ استرقت السمع وهي تحادث السيدات‏.‏قالت وجدان‏:‏ كنت أتمني ان أشتري جهاز بوليجراف لكشف الكذب الذي يستخدمونه مع المجرمين لأقيس نبض كامل وضغط دمه وتنفسه واستجابة جلده للمؤثرات الكهربائية‏,‏ لكن الجهاز ـ للأسف ـ باهظ الثمن‏,‏ كما أن تشغيله يحتاج الي فنيين‏,‏ ولهذا رأيت ان ألجأ الي الطريقة القديمة لكشف الكذب في الهند والدنمارك‏,‏ فكانوا يرغمون المتهم علي أن يلعق قطعة من الحديد الساخن‏,‏ فاذا أحرق لسانه ثبت كذبه‏,‏ علي أساس ان الخوف يسبب نقصا شديدا في اللعاب مما يجعل لسانه جافا سهل الاحتراق‏.‏اقشعر بدني‏.‏ تصورت لسان كامل المسكين وكيف أصبح‏,‏ ثم حمدت الله ووجدان تواصل حديثها‏:‏ لكنني عدلت عن استعمال الحديد‏,‏ لأن تسخين الحديد يحتاج الي وقت‏,‏ ومن غير المعقول أن أقوم بتسخين الحديد عشرين مرة خلال أحاديث كامل‏,‏ ولهذا لجأت إلي أسلوب آخر كان مطبقا في أوروبا خلال العصور الوسطي‏,‏ وهو حشو فم كامل بكمية من الأرز الجاف‏,‏ فاذا فشل في ابتلاعه بسبب نقص اللعاب كان كاذبا‏.‏انهالت الأسئلة من السيدات تستفسر من وجدان عن مقدار الأرز الواجب حشوه في الفم‏.‏ـ نصف كوب أرز جافومضت وجدان تقول‏:‏ أما في المجتمعات الحديثة فمن العسير أن أحمل معي الأرز‏,‏ لذلك اكتفي بأن يخرج كامل لسانه لأراه جافا أو رطبا‏,‏ وقد أصبحت خبيرة في ذلك بمجرد إلقاء نظرة‏.‏عندما دخل كامل نهضت لأعانقه وأحييه في شوق وأهنئه بعيد مولده‏,‏ فرد تحيتي بكلمات طيبة ثم أخرج لسانه إلي آخره‏,‏ ورد تهنئتي ثم أخرج لسانه الي آخره‏,‏ وعندما سألته وجدان هل وفق في غداء العمل الذي ذهب اليه‏,‏ رد قائلا‏:‏ سنوقع العقد غدا‏,‏ ثم أخرج لسانه الي آخره‏.‏أصبحت عادة ميكانيكية أن يتكلم كامل ثم يخرج لسانه الي آخره‏..‏وساءني أن يصبح كامل من الفصيلة الكلابية‏,‏ لسانه يتدلي خارج فمه أكثر مما يستقر داخله‏,‏ وبينما أنا سارح مع خواطري شد انتباهي فستان أحمر ترتديه إحدي المدعوات‏.‏ كيف سيواجه الدكتور يسري هذا الموقف؟استفسرت عن كيفية حل هذه المشكلة‏,‏ فقيل لي‏:‏ إن يسري لن يأتي‏.‏ـ لماذا؟ـ مسكينة سهيلة زوجته أصيبت بجنون اللون الأحمر‏.‏ـ هذه السيدة العاقلة ايضا؟؟ كيف؟؟؟ـ ضبطت في جيب يسري منديلا كله أحمر شفاه‏.‏
posted by مفيش فايدة at 4:39 AM 0 comments

مصطفي محمود

بقلم‏:‏ د‏.‏مصطفي محمود
لحظة هدوء من فضلك‏!‏الباحث عن لحظة هدوء في هذا الزمان لايجدها‏..‏ إذا فتح الراديو تنهال عليه تشنجات قادة إسرائيل‏,‏ وأخبار الزلازل والسيول والأعاصير‏...‏ وإذا فتح التليفزيون تنهمر عليه مسلسلات العنف والباتمان وحرب النجوم‏..‏ وإذا طالع صحف الصباح تفاجئه أخبار انهيار البورصة وجنون البقر والايدز وإذا بحث عن موسيقي يريح عليها أعصابه أو أغنية تهدأ لها عواطفه نزلت عليه لقطات الفيديو كليب تتقافز صورها وتتشنج رقصاتها وتتسارع إيقاعاتها في إزعاج متواصل‏....‏وإذا فتح الشباك قرقعت في آذانه أبواق السيارات وأصوات الميكروفونات وصراخ الباعة‏..‏وإذا أغلق الشباك ونزل إلي الطريق خنقه الزحام‏..‏ وإذا انطلق هاربا إلي الأتوبيس لم يجد موقعا لقدم‏...‏ وإذا حمل أوراقه وشهاداته وأسرع ليتقدم لوظيفة وجد طابور طلاب الوظائف يسد الشارع‏...‏ وإذا بحث عن شقة لم يجد ثمنها‏...‏ ولااحتمال قريبا في عمل‏,‏ ولاأمل في زواج‏,‏ ولاأمل في حل سريع يأتي من السماء‏...‏ وفي آخر المشوار يسقط في يده‏..‏ ولايجد حلا سوي أن يعود أدراجه إلي البيت إلي فراشه أو إلي ستين سنة إلي الوراء إلي ماض بعيد وإلي جيل انتهي‏...‏ إلي الشدو الهاديء في صوت أم كلثوم‏...‏ وإلي الحنان الرخيم في صوت عبد الوهاب‏....‏ وإلي دندنة هادئة مع العود‏...‏ بدون فيديو كليب‏...‏ وإلي الجمال البكر بدون افتعال‏..‏ وإلي البساطة العذبة بدون صنعة‏..‏ وإذا مس زرار الراديو في ذلك الزمان البعيد فإنه سوف ينقله إلي شوبان‏...‏ إلي الحلم‏..‏ والخيال الناعم‏...‏ والسماوية الرحبة‏...‏ والشوارع أيامها خالية‏...‏ والمواصلات مريحة‏....‏ وشقق للايجار تتدلي لافتاتها من النوافذ‏...‏ والمرتب يكفي وزيادة‏...‏ وجلسة علي شاطيء النيل هي كل المراد‏.‏ماذا حدث للدنيا؟‏!!‏ ولماذا يصرخ المغنون‏..‏ ولماذا يتشنج الراقصون؟‏!‏ ولماذا هذه الايقاعات المزعجة والموسيقي النحاسية التي تخرق الآذان؟‏!‏هذه الأمور تفصح عن فقر فني‏...‏ وذوق فاسد‏..‏ وبلادة سمعية‏...‏ ماضرورتها لصوت جميل بالفعل؟‏!‏وهذا التسويق الفج‏...‏ ما الداعي إليه‏..‏ لولا سوء البضاعة ورخص الموهبة؟‏..‏ واضحكوا معي علي الغلاء الطاحن‏...‏ مع رخص الناس‏..‏ ورخص الفن‏..‏ وانعدام القيم‏..‏ وتفاهة البضاعة‏.‏إننا معاقبون ياسادة بهذا الضنك‏..‏ وتأملوا كلمات ربكم‏(‏ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا‏)[‏ طه‏:124].‏أليس عالم اليوم قد تلخص كله في هذه الكلمة البليغة‏...‏ الضنك‏..‏ والإعراض؟‏!‏ أليس العالم قد أعرض تماما عن كل ماهو رباني وغرق تماما في كل ماهو علماني ومادي ودنيوي وشهواني وعاجل وزائل‏...‏ والكلام علي مستوي العالم كله‏!‏الكل متعجل يريد أن يغنم شيئا وأن يلهف شيئا‏....‏ لاأحد ينظر فيما بعد‏..‏ ولافيما وراء‏..‏الموت لايخطر ببال أحد‏...‏ ومابعد الموت خرافة‏..‏ والجنة والنار أساطير‏..‏ والحساب حدوتة عجائز‏..‏ والذين يحملون الشعارات الدينية‏..‏ البعض منهم موتور والبعض مأجور‏...‏ والمخلص منهم لايبرح سجادته ويمشي إلي جوار الحائط‏..‏ فهو ليس مع أحد‏..‏ وليس لأحد‏...‏ وإنما هو مشدود ومنفصل عن الركب‏..‏ ومشفق من العاقبة‏..‏ وهو قد أغلق فمه واحتفظ بعذابه في داخله‏..‏ واكتفي بالفرجة‏.‏والناس في ضنك‏..‏ وكل العالم أغنيائه وفقرائه‏..‏ كلهم فقراء إلي الحقيقة‏..‏ فقراء إلي الحكمة‏..‏ فقراء إلي النيل‏.‏وأكثر الأنظار متعلقة بالزائل والعاجل والهالك‏.‏والدنيا ملهاة‏.‏وهي سائرة إلي مجزرة‏.‏ فالله في الماضي كان يوقظ خلقه بالرسل والأنبياء‏..‏ واليوم هو يوقظهم بالكوارث والزلازل والأعاصير والسيول‏..‏ فإذا لم تجد معهم تلك النذر شيئا ألقي بهم إلي المجازر والحروب يأكل بعضهم بعضا ويفني بعضهم بعضا‏.‏وحروب المستقبل حروب فناء تأكل الأخضر واليابس وتدع المدن العامرة خرابا بلقعا‏.‏ونحن علي حافة الرعب والصراع المفني‏...‏ وماذا يهم؟‏!‏ ماذا يهم؟‏!‏ فالمغنية تغني وتتلوي علي المسرح‏..‏ في إيقاع أفعواني‏..‏ تحت بقعة الضوء‏..‏ والألوف يرقصون كالأشباح في الصالة دون وعي‏...‏ماذا تقول‏..‏لاأحد يصغي إلي ماتقول‏...‏ وإنما الكل يصرخ ويصفق ويهتف ويتلوي كأفاع مسحورة‏..‏ والطبول والدفوف والايقاع الهمجي قد حول الكل إلي قطعان بدائية ترقص في شبه غيبوبة‏.‏ولاتملك وأنت تستمع معهم إلا أن تفقد اتزانك وقدميك ثم تصبح جزءا من هذا اللاوعي المفتون‏..‏ وقد خيم علي الجو إحساس الكهوف البدائية‏.‏هل انتهت الحضارة فجأة‏..‏ وعدنا إلي كهوف الانسان الأول؟‏!‏ هل تبخر العقل‏..‏ ولم تبق إلا غرائز تعوي وتتلوي علي الطبول والدفوف؟‏!..‏ ياسادة‏...‏ تلك هي نهاية علمانية اليوم‏.‏وتلك هي احتفالية العالم بنهاية الايمان‏.‏احتفالية بالعقل الذي أسلم نفسه للهوي‏.‏والحكمة التي نزلت عن عرشها للغرائز والانسان الذي أسلم قياده للحيوان‏.‏وماذا يهم‏...‏؟‏!!‏لاشيء يهم‏...!!‏إننا نرقص اليوم للفجر‏.‏وليكن غدا مايكونهكذا تعلمنا في سهرات الدش وابداعات مادونا وجاكسون وفنون الموجة الشبابية الجديدة وبرامج الاقمار والفضائيات القادمة علينا من امريكا وأوروبا‏.‏وذلك هو العصر العجيب الذي نعيش فيه‏..‏أمريكا ـ القطب العملاق الذي يحكم العالم ـ تخصصت في صناعة الغيبوبة لشباب هذا العالم‏..‏ عن طريق أفلام الحب والعنف‏.‏ والرعب وأساطير الخيال العلمي وعن طريق الرحلات الفضائية والصواريخ المنطلقة إلي القمر والمريخ وزحل والمشتري‏..‏ وعن طريق ترسانة كيميائية تنتج عقاقير الهلوسة وإكسير الشباب والفياجرا ومن أمريكا خرجت أكذوبة الميلاتونين‏.‏ومن أمريكا خرج الديسكو والجاز ونوادي الشواذ‏..‏ ومن أمريكا انتشرت صناعة الغيبوبة لتصبح صناعة مقررة في أكثر الحكومات وسلاحا مشروعا تحارب به الازمات وتشغل به الشعوب عن متاعبها‏.‏سلاح اسمه الهروب اللذيذ‏..‏ علي أنغام الموسيقي والديسكو وعلي رقصات المادونا‏.‏ولا أحد يكره أن يهرب من مشكلة في ساعة لذة وإغماء غيبوبة بل كل مراهق يحلم بهذا الهروب اللذيذ ويسعي إليه‏.‏وهذه الفكرة الإبليسية هي التي يدير بها الكبار العالم‏.‏وحرب الخليج كانت هي النهب اللذيذ لبترول الخليج وثرواته‏..‏ ولكن الاسم المعلن لهذا النهب كان شعارات مبهرة عن تحرير الشعوب ونجدة الضعفاء ونصرة الديمقراطية وإعادة الشرعية‏..‏ الخ‏..‏ الخ‏..‏ إلي آخر الأسماء الجذابة الخلابة التي تدير الرؤوس وتسكر النفوس‏.‏والإعلام هو دائما الأداة الابليسية لهذا النهب اللذيذ‏..‏ والاستعمار اللذيذ‏..‏ والهروب اللذيذ‏..‏‏(‏ن والقلم وما يسطرون‏)‏وما أعجب ما يصنع القلم‏..‏ وما أعجب ما يسطر ذلك القلم الذي يميت ويحيي ويسحر ويفتن‏,‏ ويوقظ وينيم‏,‏ ويبني ويخرب ويهدي ويضل‏.‏وهناك الآن أقلام عظيمة تجيد صناعة هذا التيهومؤسسات عالمية تصنع للشعوب الدوار‏..‏ وتتفنن في تسمية الأشياء بغير أسمائها وتسبغ هالات المجد علي تفاهات‏..‏ وتروج للجريمة والشذوذ وفنون الغيبوبة‏.‏وأصبح من لزوميات هذا العصر أن يكون في أذن كل مستمع فلتر وفي عين كل مشاهد فلتر لكشف الزيف في الكلمات والمرائي والمشاهد‏..‏ خاصة في المشاهد العسل‏..‏ والكلمات العسل‏..‏ والوعود العسل‏..‏ التي يقصد بها النوم في العسل‏..‏ وإذا فتحت الـ‏C.N.N‏ أو أي محطة أجعل هدفك هو البحث فيما وراء ما تسمع‏..‏ البحث فيما وراء المقاصد‏..‏ وفيما وراء الاهداف من كل كلمة وكل خبر ولا تحسن الظن‏..‏ فإن سوء الظن الآن هو من حسن الفطن‏.‏ولا تنم علي الشعارات والاماني والوعود الطنانة فقد لا تصحو ولا تري تحقيق تلك الوعود أبدا‏..‏ وقد تفاجأ بها تنقلب إلي ضدها‏.‏ مثل وعود نتانياهو واتفاقات اوسلو ومدريد وشعارات حقوق الانسان التي يطلقها القطب الامريكي الاوحد‏,‏ وضع كل هذا الكلام في سلة المهملات وانظر في الأفعال وسوف تري‏..‏ الارض في مقابل السلام تصبح‏:‏ الأمن في مقابل السلام‏,‏ ثم السلام في مقابل السلام‏,‏ ثم السلام في مقابل لاشيء‏..‏ وهذا هو الفيديو كليب السياسي‏..‏ واتفاقات القص واللزق كل يوم علي مقاس الوعي العربي‏..‏ والصف العربي‏..‏ واللي مش عاجبه يشجب‏.‏وهذا هو التياترو السياسي العالمي في هذا العصر والمسرح الإعلامي الآن يضاء من جديد والصالة تضج بالتصفيق والهتاف والمادونا الفاتنة تتهادي في ضباب الأضواء برقصها الأفعواني‏..‏ والموسيقي تدير الرؤوس وتسكر النفوس والطبول تدق بإيقاعها الهمجي والدفوف ترتعش لتأخذ الكل في دوامة من الدوار اللذيذ‏..‏ إنها مونيكا‏.‏وجرعة أخري من عقار الغيبوبة السحري تتسلل الي العروق وتلف الكل في غلالة من النسيان‏.‏وبوركت ليالي الأنس ياصاح‏..‏ فما عاد أحد من الحضور يعرف نفسه‏..‏ ولا عاد أحد يدري بمكانه‏..‏ أو زمانه أو حاضره أو ماضيه او مستقبله‏..‏ولا شك أن التليفزيون جهاز خطير يدخل كل بيت ويفعل بنا أكثر من هذا‏..‏هذه العلبة السحرية‏..‏ وهذا الأصبع الذي اسمه الريموت كونترول‏..‏ تضغط علي زرار فتستدعي فرقة راقصة من الفولي برجير تأتي لترقص لك شخصيا‏..‏ وتضغط علي زرار آخر فتستدعي بها ألفيس بريسلي من قبره ليغني لك روائع انغامه وضغطة أخري تستدعي بها كوكتيل من الأكاذيب السياسية في أحلي عبوات من الكلام علي لسان أكبر الشخصيات العالمية يلبس فيها الباطل ثوب الحق وتختلط المفاهيم وتنقلب المعاني في عقلك ويلقي بك في متاهات من التزييف الحلو الجذاب الناعم ولا تعود تفهم شيئا‏..‏وهذا هو الإعلام الإبليسي في عصرنا وحينما تطفيء تلك العلبة الشيطانية‏..‏ تكون قد أصبحت رجلا آخر دون أن تدري‏..‏ وهذا هو عصرنا‏..‏ ولا أحد محصن‏..‏ ولا أحد معفي من هذه المطاردة الخفية لتشكيل أفكاره وزلزلة نفسه ومحو قيمه ومثالياته‏.‏والفضاء حولنا يحتشد بهذه الجيوش غير المنظورة التي تهاجمنا صباح مساء ولكل دولة كبري مصالح‏.‏ولكل دولة كبري أغراض‏.‏ولكل دولة كبري مطالب منك ومن بلدك وأطماع فيك وفي بلدك‏.‏وصناعة الغيبوبة وغزو العقل والاستيلاء علي الفكر قبل الارض أصبحت صناعة العصر‏..‏ والتحكم عن بعد في الشعوب أصبح لعبة الكبار والصغار‏.‏هل تجاوزنا السياسة أم أننا لا نزال فيها ؟‏!‏ بل نحن في قلب المطبخ السياسي الذي تطبخ فيه توجيهات الشعوب واهتماماتها وتطبخ فيه مصائرها‏.‏واقرأ المقال من جديد لتعرف أكثر‏.‏
posted by مفيش فايدة at 4:32 AM 0 comments

الصراحة راحة ......يا وزير...انت مبتعرفش

‏ ‏بعض‏ ‏وزرائنا‏ ‏ــ‏ ‏ربنا‏ ‏يحفظهم‏ ‏ــ‏ ‏يرفعون‏ ‏شعار‏ ‏الصراحة‏ ‏راحة‏ .. ‏وهي‏ ‏راحة‏ ‏للسيد‏ ‏الوزير‏ ‏ذات‏ ‏نفسه‏ ‏أما‏ ‏المواطن‏ ‏فإن‏ ‏الفرصة‏ ‏المتاحة‏ ‏أمامـه‏ ‏فقط‏ ‏للراحة‏ ‏هي‏ ‏الراحة‏ ‏الأبدية‏ ‏في‏ ‏عبارة‏ ‏أو‏ ‏طيارة‏ ‏أو‏ ‏قطار‏ ‏أو‏ ‏أتوبيس‏!! ‏مثلا‏ ‏وزير‏ ‏الصحة‏ ‏الدكتور‏ ‏حاتم‏ ‏الجبلي‏ ‏حتي‏ ‏يريح‏ ‏نفسه‏ ‏أولا‏ ‏ومش‏ ‏مهم‏ ‏رعب‏ ‏وقلق‏ ‏المواطن‏ ‏أعلن‏ ‏في‏ ‏تصريح‏ ‏واضح‏: ‏أن‏ ‏مصر‏ ‏دخلت‏ ‏بؤرة‏ ‏الخطر‏ ‏بانتشار‏ ‏مرض‏ ‏الإيدز‏ ‏ــ‏ ‏نعم‏ ‏الإيدز‏ ‏ــ‏ ‏وأنه‏ ‏تم‏ ‏اكتشاف‏ 38 ‏حالة‏ ‏في‏ ‏شهر‏ ‏مارس‏ ‏الماضي‏ ‏فقط‏. ‏وذلك‏ ‏بالطبع‏ ‏بخلاف‏ ‏الحالات‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تكتشف‏ ! ‏طيب‏ ‏أين‏ ‏كانت‏ ‏الوزارة‏ ‏وحالات‏ ‏الإصابة‏ ‏بالإيدز‏ ‏تتوالي‏ ‏وتتزايد؟‏ ‏اكتفت‏ ‏الوزارة‏ ‏مشكورة‏ ‏بحملة‏ ‏إعلانية‏ ‏تشبه‏ ‏الحملات‏ ‏الإعلانية‏ ‏التي‏ ‏تحذر‏ ‏المدخنين‏ ‏بشعار‏ ‏أن‏ ‏التدخين‏ ‏يؤدي‏ ‏إلي‏ ‏السرطان‏ ‏والتدخين‏ ‏مسئولية‏ ‏كل‏ ‏مدخن‏.. ‏يعني‏ ‏الإيدز‏ ‏يؤدي‏ ‏إلي‏ ‏الموت‏ ‏والإصابة‏ ‏به‏ ‏مسئولية‏ ‏كل‏ ‏مواطن‏!‏قبلها‏ ‏أكرمنا‏ ‏الدكتور‏ ‏وزير‏ ‏الصحة‏ ‏بخبر‏ ‏يقول‏ ‏إن‏ ‏فرنسا‏ ‏ــ‏ ‏الله‏ ‏يسترها‏ ‏ــ‏ ‏تبرعت‏ ‏لمصر‏ ‏بعشرين‏ ‏مليون‏ ‏قناع‏ ‏لمواجهة‏ ‏احتمال‏ ‏تفشي‏ ‏مرض‏ ‏إنفلونزا‏ ‏الطيور‏ ‏وبدء‏ ‏انتقاله‏ ‏من‏ ‏إنسان‏ ‏إلي‏ ‏إنسان‏.. ‏والعشرون‏ ‏مليون‏ ‏قناع‏ ‏كمامه‏ ‏يعني‏ ‏دفعة‏ ‏أولي‏ ‏وتصور‏ ‏سيادتك‏ ‏منظرنا‏ ‏كشعب‏ ‏وإحنا‏ ‏كلنا‏ ‏لابسين‏ ‏لامؤاخذه‏ ‏كمامات‏.. ‏ونفس‏ ‏السؤال‏ ‏مرة‏ ‏ثانية‏ ‏وعملت‏ ‏إيه‏ ‏الوزارة‏ ‏بعد‏ ‏مرور‏ ‏نحو‏ ‏سنة‏ ‏ونصف‏ ‏السنة‏ ‏علي‏ ‏ظهور‏ ‏إنفلونزا‏ ‏الطيور؟‏! ‏الإجابة‏ ‏أيضا‏ ‏شوية‏ ‏حملات‏ ‏إعلانية‏.. ‏ولم‏ ‏تتوقف‏ ‏الحكاية‏ ‏علي‏ ‏الإيدز‏ ‏وإنفلونزا‏ ‏الطيور‏ ‏ولكنها‏ ‏شملت‏ ‏أيضا‏ ‏الحصبة‏ ‏الألماني‏ ‏والسل‏! ‏والخلاصة‏ ‏أن‏ ‏القلق‏ ‏من‏ ‏نصيب‏ ‏المواطن‏ ‏والراحة‏ ‏من‏ ‏حق‏ ‏الوزير‏!‏‏‏بنفس‏ ‏شعار‏ ‏إن‏ ‏الصراحة‏ ‏راحة‏ ‏للسيد‏ ‏الوزير‏ ‏فقط‏ ‏اختصر‏ ‏الدكتور‏ ‏يوسف‏ ‏بطرس‏ ‏غالي‏ ‏وزير‏ ‏المالية‏ ‏الطريق‏ ‏أمام‏ ‏أي‏ ‏فرصة‏ ‏للكلام‏ ‏وأعلن‏ ‏أن‏ ‏تفكيك‏ ‏القطاع‏ ‏العام‏ ‏مستمر‏ ‏لعدم‏ ‏كفاءته‏.. ‏وحنبيع‏ ‏يعني‏ ‏حنبيع‏! ‏وحتي‏ ‏يتوازن‏ ‏تصريح‏ ‏الوزير‏ ‏الصريح‏ ‏المريح‏ ‏أعلن‏ ‏أنه‏ ‏سوف‏ ‏يتم‏ ‏إنهاء‏ ‏منطق‏ ‏افتراس‏ ‏المواطن‏ ‏بجباية‏ ‏الضرائب‏.‏وهو‏ ‏كلام‏ ‏معناه‏ ‏اعتراف‏ ‏صريح‏ ‏بأن‏ ‏المواطن‏ ‏كان‏ ‏عرضة‏ ‏للافتراس‏ ‏ــ‏ ‏بتعبير‏ ‏الوزير‏ ‏ــ‏ ‏طوال‏ ‏السنوات‏ ‏الماضية‏ ‏طيب‏ ‏مفيش‏ ‏تعويض‏ ‏عن‏ ‏سنوات‏ ‏الافتراس‏ ‏التي‏ ‏مضت؟‏!‏‏‏ولكن‏ ‏وزير‏ ‏التعليم‏ ‏العالي‏ ‏الدكتور‏ ‏هاني‏ ‏هلال‏ ‏كان‏ ‏أكثر‏ ‏وعيا‏ ‏ونصاحة‏ ‏واكتشف‏ ‏أن‏ ‏الراحة‏ ‏أحيانا‏ ‏تتحقق‏ ‏بعدم‏ ‏الصراحة‏ ‏لأن‏ ‏أساتذة‏ ‏الجامعة‏ ‏مش‏ ‏سهل‏ ‏في‏ ‏التعامل‏ ‏والصراحة‏ ‏معهم‏ ‏آخرتها‏ ‏مش‏ ‏كويسه‏.. ‏وأحيانا‏ ‏تؤدي‏ ‏إلي‏ ‏وجع‏ ‏الدماغ‏ ‏فقرر‏ ‏استخدام‏ ‏الأقنعة‏ ‏والأسماء‏ ‏الحركية‏ ‏والكلمات‏ ‏المطاطة‏ ‏لتحقيق‏ ‏الهدف‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يشعر‏ ‏المواطن‏ ‏بأي‏ ‏ألم‏! ‏أو‏ ‏علي‏ ‏الأكثر‏ ‏يكون‏ ‏الوجع‏ ‏كما‏ ‏شكة‏ ‏الدبوس‏ ‏وبدلا‏ ‏من‏ ‏الكلام‏ ‏عن‏ ‏مجانية‏ ‏التعليم‏ ‏وضرورة‏ ‏ترشيدها‏ ‏وما‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏يتفق‏ ‏أو‏ ‏يتعارض‏ ‏مع‏ ‏الدستور‏ ‏اختصر‏ ‏الطريق‏ ‏وبادر‏ ‏ــ‏ ‏بعــد‏ ‏موافقة‏ ‏المجالس‏ ‏العليا‏ ‏والمتوسطة‏ ‏والسفلي‏ ‏والتي‏ ‏توافق‏ ‏عادة‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يوافق‏ ‏عليه‏ ‏الوزير‏ ‏ــ‏ ‏إلي‏ ‏تقديم‏ ‏التعليم‏ ‏الجامعي‏ ‏كما‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏يكون‏.. ‏ولكن‏ ‏بفلوس‏!! ‏مش‏ ‏كتير‏ ‏يادوب‏ ‏كام‏ ‏ألف‏ ‏جنيه‏ ‏في‏ ‏السنة‏ ‏واخترع‏ ‏لهذا‏ ‏التعليم‏ ‏المدفوع‏ ‏اسم‏ ‏البرامج‏ ‏الجديدة‏ ‏فقط‏.. ‏يعني‏ ‏برامج‏ ‏جديدة‏ ‏لا‏ ‏هي‏ ‏مميزة‏ ‏ولا‏ ‏هي‏ ‏محسنة‏ ‏حتي‏ ‏يتفادي‏ ‏وجع‏ ‏الدماغ‏ ‏بالدستورية‏ ‏وعدم‏ ‏الدستورية‏!! ‏ولماذا‏ ‏يا‏ ‏محترم‏ ‏تتوافر‏ ‏هذه‏ ‏البرامج‏ ‏الجديدة‏ ‏فقط‏ ‏لمن‏ ‏يملك‏ ‏أن‏ ‏يدفع‏ ‏آلاف‏ ‏الجنيهات؟‏! ‏ده‏ ‏المواطن‏ ‏بيسأل؟‏! ‏تأتي‏ ‏الإجابة‏ ‏لأنها‏ ‏برامج‏ ‏مكلفة‏ ‏يا‏ ‏مواطن‏ ‏واللي‏ ‏معاه‏ ‏أهلا‏ ‏وسهلا‏ ‏واللي‏ ‏ما‏ ‏معاهوش‏ ‏ما‏ ‏يلزموش‏!! ‏ده‏ ‏الوزير‏ ‏بيجاوب‏! ‏تسأل‏ ‏بدهشة‏: ‏جامعة‏ ‏إسكندرية‏ ‏للبيع؟‏! ‏تأتي‏ ‏الإجابة‏ ‏أبدا‏ ‏خالص‏ ‏إحنا‏ ‏بس‏ ‏حنبني‏ ‏جامعة‏ ‏جديدة‏ ‏علي‏ ‏حدود‏ ‏مدينة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏وحنسيب‏ ‏جامعة‏ ‏إسكندرية‏ ‏للدولة‏ ‏تبيعها‏.. ‏تأجرها‏.. ‏تفرشها‏.. ‏أحنا‏ ‏مالناش‏ ‏دعوه‏! ‏المهم‏ ‏في‏ ‏الآخر‏ ‏بنعمل‏ ‏اللي‏ ‏إحنا‏ ‏عايزينه‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏ما‏ ‏السيد‏ ‏المواطن‏ ‏يشعر‏ ‏بأي‏ ‏ألم‏!!‏‏‏أما‏ ‏وزير‏ ‏التربية‏ ‏والتعليم‏ ‏الدكتور‏ ‏يسري‏ ‏الجمل‏ ‏فهو‏ ‏في‏ ‏عالم‏ ‏تاني‏ ‏خالص‏ ‏ويبدو‏ ‏والله‏ ‏أعلم‏ ‏أن‏ ‏الدكتور‏ ‏وزير‏ ‏التربية‏ ‏والتعليم‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏لديه‏ ‏وقت‏ ‏قبل‏ ‏الوزارة‏ ‏لقراءة‏ ‏ما‏ ‏ينشر‏ ‏في‏ ‏الصحف‏ ‏عن‏ ‏وزارة‏ ‏التربية‏ ‏والتعليم‏ ‏أو‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏مهتما‏ ‏أساســابالمدارس‏ ‏وحكايتها‏ ‏أو‏ ‏التعليم‏ ‏وما‏ ‏يجري‏ ‏فيه‏ ‏وأكيد‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏يتوقع‏ ‏أن‏ ‏يجلس‏ ‏علي‏ ‏كرسي‏ ‏الوزارة‏ ‏ولذلك‏ ‏فهو‏ ‏يترك‏ ‏للعلاقات‏ ‏العامة‏ ‏بالوزارة‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يتعلق‏ ‏بالتعامل‏ ‏مع‏ ‏السيد‏ ‏المواطن‏ ‏فتقوم‏ ‏هذه‏ ‏العلاقات‏ ‏العامة‏ ‏بتكرار‏ ‏نشر‏ ‏موضوعات‏ ‏قديمة‏ ‏باسم‏ ‏الوزير‏ ‏الجديد‏ ‏المهم‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الوزير‏ ‏آخر‏ ‏راحة‏! ‏ومن‏ ‏يقرأ‏ ‏تصريحات‏ ‏الدكتور‏ ‏وزير‏ ‏التربية‏ ‏والتعليم‏ ‏الحالي‏ ‏يكتشف‏ ‏أنها‏ ‏تقريبا‏ ‏تصريحات‏ ‏مجموعة‏ ‏الوزراء‏ ‏الذين‏ ‏جلسوا‏ ‏علي‏ ‏كرسي‏ ‏وزير‏ ‏التربية‏ ‏والتعليم‏ ‏قبل‏ ‏سيادته‏ ‏وآخرها‏ ‏خبر‏ ‏اشتراك‏ ‏الطلاب‏ ‏في‏ ‏وضع‏ ‏جدول‏ ‏الثانويــة‏ ‏العامة‏ ‏وكذلك‏ ‏الخبر‏ ‏الذي‏ ‏ينشر‏ ‏سنويا‏ ‏منذ‏ ‏ظهــور‏ ‏المخفية‏ ‏التي‏ ‏تسمي‏ ‏الثانوية‏ ‏العامة‏ ‏وهو‏ ‏الخبر‏ ‏الذي‏ ‏يقول‏ ‏إن‏ ‏السيد‏ ‏الوزير‏ ‏ــ‏ ‏أي‏ ‏وزير‏ ‏لهذه‏ ‏الوزارة‏ ‏من‏ ‏أيام‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏اسمها‏ ‏وزارة‏ ‏المعـارف‏ ‏العموميــــة‏ ‏ــ‏ ‏أصدر‏ ‏توجيهاته‏ ‏بأن‏ ‏تكون‏ ‏أسئلة‏ ‏امتحانات‏ ‏الثانوية‏ ‏العامة‏ ‏في‏ ‏مستوي‏ ‏الطالب‏ ‏المتوسط‏ !! ‏ولا‏ ‏يتعارض‏ ‏ذلك‏ ‏مطلقا‏ ‏مع‏ ‏الأسئلة‏ ‏التعجيزية‏ ‏والمرعبة‏ ‏التي‏ ‏تفترس‏ ‏الطلاب‏ ‏وأولياء‏ ‏أمورهم‏ ‏مـع‏ ‏بداية‏ ‏الامتحانات‏ ‏فعلا‏ !! ‏المهم‏ ‏أن‏ ‏يصرح‏ ‏الوزير‏ ‏ومنذ‏ ‏سنة‏ 1930 ‏وتصريحات‏ ‏وزراء‏ ‏المعارف‏ ‏العمومية‏ ‏والتربية‏ ‏والتعليم‏ ‏لا‏ ‏تتغير‏!! ‏وعندما‏ ‏ظهر‏ ‏موضوع‏ ‏جديد‏ ‏في‏ ‏العام‏ ‏الماضي‏ ‏اسمه‏ ‏كادر‏ ‏المعلمين‏ ‏ارتبكت‏ ‏الوزارة‏ ‏ووجد‏ ‏الوزير‏ ‏نفسه‏ ‏مضطرا‏ ‏لإصدار‏ ‏تصريحات‏ ‏يومية‏ ‏تتناقض‏ ‏مـع‏ ‏بعضها‏ ‏البعض‏ ‏لأنه‏ ‏لا‏ ‏توجد‏ ‏تصريحات‏ ‏سابقة‏ ‏للوزراء‏ ‏السابقين‏!‏
posted by مفيش فايدة at 4:22 AM 0 comments

سأحكي لكم

كل‏ ‏ما‏ ‏أعرفه‏ ‏أنني‏ ‏ولدت‏ ‏وأوراق‏ ‏اللعب‏ ‏في‏ ‏يدي‏.. ‏سمعت‏ ‏أن‏ ‏أبي‏ ‏كان‏ ‏لاعبا‏ ‏كبيرا‏ ‏يكتسب‏ ‏الوفا‏ ‏من‏ ‏الجنيهات‏ ‏من‏ ‏القمار‏.. ‏وسمعت‏ ‏أن‏ ‏جدي‏ ‏كان‏ ‏كذلك‏.. ‏لم‏ ‏أر‏ ‏والدي‏ ‏فقد‏ ‏مات‏ ‏في‏ ‏احدي‏ ‏معارك‏ ‏القمار‏..‏ويقال‏ ‏إنه‏ ‏ربح‏ ‏مبلغا‏ ‏من‏ ‏المال‏ ‏واكتشف‏ ‏زملاؤه‏ ‏انه‏ ‏كان‏ ‏يخفي‏ ‏الأوراق‏ ‏تحت‏ ‏قدميه‏.. ‏فضربوه‏ ‏وقتلوه‏.. ‏ولما‏ ‏سألت‏ ‏أمي‏ ‏عن‏ ‏سبب‏ ‏وفاة‏ ‏ابي‏ ‏كانت‏ ‏تقول‏: ‏انه‏ ‏كان‏ ‏يدمن‏ ‏الشراب‏.. ‏وكان‏ ‏اذا‏ ‏شرب‏ ‏لايفيق‏.. ‏وانه‏ ‏شرب‏ ‏زجاجة‏ ‏من‏ ‏الخمر‏ ‏دفعة‏ ‏واحدة‏..‏وعرفت‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏أمي‏ ‏كانت‏ ‏تخفي‏ ‏الحقيقة‏ ‏عني‏.. ‏ولكني‏ ‏عندما‏ ‏كبرت‏ ‏آمنت‏ ‏أن‏ ‏أمي‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏تكذب‏, ‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏تحاول‏ ‏اخفاء‏ ‏الحقيقة‏, ‏وإنما‏ ‏قالت‏ ‏الحق‏.. ‏فلعب‏ ‏الورق‏ ‏كالخمر‏ ‏بل‏ ‏أقسي‏ ‏من‏ ‏الخمر‏.. ‏ولاعبه‏ ‏لايفيق‏.. ‏بل‏ ‏انه‏ ‏لايصحو‏ ‏أبدا‏. ‏انه‏ ‏مفتوح‏ ‏اليدين‏, ‏جيبه‏ ‏لايشبع‏, ‏ويده‏ ‏لاتقنع‏. ‏والآن‏ ‏أستطيع‏ ‏بعد‏ ‏هذه‏ ‏المقدمة‏ ‏أن‏ ‏أبدأ‏ ‏قصتي‏.. ‏وأن‏ ‏أقدم‏ ‏نفسي‏..‏أنا‏ ‏الطفل‏ ‏الوحيد‏ ‏لأمي‏.. ‏لم‏ ‏أر‏ ‏أبي‏ ‏كما‏ ‏ذكرت‏.. ‏ولا‏ ‏أعرف‏ ‏كيف‏ ‏ادخلتني‏ ‏أمي‏ ‏المدرسة‏.. ‏وكنت‏ ‏أراها‏ ‏تخرج‏ ‏مع‏ ‏الشمس‏.. ‏وتعود‏ ‏مع‏ ‏الليل‏.. ‏وعرفت‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏أنها‏ ‏تعمل‏ ‏في‏ ‏أحد‏ ‏البيوت‏ ‏خادمة‏.. ‏وعرفت‏ ‏أنها‏ ‏ترهق‏ ‏نفسها‏ ‏بالعمل‏.. ‏ولم‏ ‏أكتشف‏ ‏إلا‏ ‏أخيرا‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏الارهاق‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏أجلي‏ ‏أنا‏.. ‏وأمي‏ ‏كان‏ ‏يكفيها‏ ‏القليل‏ ‏من‏ ‏الطعام‏ ‏والشراب‏ ‏والقليل‏ ‏من‏ ‏الملبس‏.. ‏إنها‏ ‏كانت‏ ‏تحتفظ‏ ‏بثوب‏ ‏تذهب‏ ‏به‏ ‏إلي‏ ‏السوق‏.. ‏وكانت‏ ‏تدعو‏ ‏لأبي‏ ‏في‏ ‏صلاتها‏ ‏ولابنها‏ ‏الوحيد‏.. ‏الذي‏ ‏يشبه‏ ‏أباه‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏شيء‏.. ‏في‏ ‏حركاته‏ ‏العصبية‏ ‏وثورته‏.. ‏وفي‏ ‏ميله‏ ‏للعب‏ ‏واللهو‏, ‏وفراره‏ ‏من‏ ‏المدرسة‏ ‏إلي‏ ‏البيت‏.. ‏وحاولت‏ ‏أمي‏ ‏بكل‏ ‏قواها‏ ‏وكل‏ ‏دموعها‏ ‏أن‏ ‏تردني‏ ‏عن‏ ‏الشارع‏, ‏عن‏ ‏اللعب‏, ‏عن‏ ‏النوم‏ ‏في‏ ‏الطريق‏.. ‏عن‏ ‏ضرب‏ ‏الأطفال‏ ‏واسالة‏ ‏دمائهم‏.. ‏ولكن‏ ‏أمي‏ ‏لم‏ ‏تفلح‏.. ‏حاولت‏ ‏أمي‏ ‏أن‏ ‏تجعل‏ ‏مني‏ ‏إنسانا‏ ‏أليفا‏.. ‏أن‏ ‏تجعلني‏ ‏تلميذا‏ ‏نظيف‏ ‏الملابس‏.. ‏نظيف‏ ‏الكلام‏, ‏نظيف‏ ‏اليدين‏.. ‏ويؤسفني‏ ‏أن‏ ‏أقول‏ ‏إن‏ ‏أمي‏ ‏لم‏ ‏تفلح‏.. ‏ويئست‏ ‏أمي‏.. ‏وبلغ‏ ‏بها‏ ‏اليأس‏ ‏أقصي‏ ‏درجاته‏.. ‏فقالت‏ ‏لي‏ ‏يوما‏:‏ـ‏ ‏اسمع‏ ‏يابني‏.. ‏انني‏ ‏مريضة‏.. ‏وقد‏ ‏عملت‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏صحتك‏ ‏وتعليمك‏. ‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏أستطيع‏.. ‏إنني‏ ‏حاربت‏ ‏كل‏ ‏الأعداء‏ ‏فيك‏.. ‏حاربت‏ ‏فيك‏ ‏طباع‏ ‏والدك‏, ‏وحاربت‏ ‏فيك‏ ‏استخفاف‏ ‏خالك‏.. ‏وحاربت‏ ‏فيك‏ ‏ضعفي‏.. ‏ولا‏ ‏أمل‏ ‏لي‏ ‏في‏ ‏سلام‏ ‏أو‏ ‏راحة‏ ‏معك‏.. ‏والأمر‏ ‏الآن‏ ‏لك‏.. ‏لقد‏ ‏قررت‏ ‏أن‏ ‏ألزم‏ ‏البيت‏.. ‏وأن‏ ‏أقنع‏ ‏بالقليل‏ ‏من‏ ‏المال‏.‏ولم‏ ‏أجد‏ ‏ما‏ ‏أقوله‏ ‏لها‏.. ‏وإنما‏ ‏خرجت‏ ‏من‏ ‏البيت‏ ‏ولم‏ ‏أعد‏.. ‏وانتقلت‏ ‏من‏ ‏بلد‏ ‏إلي‏ ‏بلد‏.. ‏تسبقني‏ ‏سمعتي‏ ‏وشهرتي‏ ‏كأعظم‏ ‏لاعب‏ ‏للورق‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏.. ‏وقال‏ ‏الناس‏ ‏عني‏ ‏إنني‏ ‏الساحر‏ ‏الصغير‏.. ‏وقالوا‏ ‏العملاق‏ ‏ذو‏ ‏الأصابع‏ ‏الذهبية‏.. ‏ومرعب‏ ‏الورق‏.‏وكانت‏ ‏هذه‏ ‏الألقاب‏ ‏تملأ‏ ‏نفسي‏ ‏بالغرور‏.. ‏انها‏ ‏تشبه‏ ‏الألقاب‏ ‏التي‏ ‏يطلقونها‏ ‏علي‏ ‏أبطال‏ ‏الرياضة‏.. ‏وكنت‏ ‏اذا‏ ‏ترددت‏ ‏علي‏ ‏المقاهي‏ ‏أشار‏ ‏الناس‏ ‏إلي‏.. ‏وأفسحوا‏ ‏لي‏ ‏الطريق‏.. ‏وكنت‏ ‏اذا‏ ‏جلست‏ ‏إلي‏ ‏مائدة‏ ‏القمار‏.. ‏لا‏ ‏أرفع‏ ‏عيني‏ ‏عن‏ ‏الورق‏ ‏ولا‏ ‏عن‏ ‏النقود‏.. ‏وكنت‏ ‏لا‏ ‏أعرف‏ ‏متي‏ ‏يبدأ‏ ‏الليل‏, ‏ولا‏ ‏حتي‏ ‏يبدأ‏ ‏النهار‏.. ‏الليل‏ ‏مربوط‏ ‏بأول‏ ‏النهار‏, ‏والنهار‏ ‏مربوط‏ ‏بآخر‏ ‏الليل‏.. ‏والنهار‏ ‏والليل‏ ‏يدوران‏ ‏حولي‏.. ‏كما‏ ‏يلعب‏ ‏الأطفال‏ ‏الصغار‏ ‏حول‏ ‏أمهم‏, ‏وأنا‏ ‏سعيد‏ ‏بهذا‏ ‏كله‏.‏واشتريت‏ ‏سيارة‏ ‏جديدة‏.. ‏واهديت‏ ‏هذه‏ ‏السيارة‏ ‏لسيدة‏ ‏رأيتها‏ ‏تبكي‏, ‏لأن‏ ‏أحد‏ ‏اللصوص‏ ‏سرق‏ ‏بيتها‏, ‏وسرق‏ ‏ملابس‏ ‏ابنتها‏ ‏التي‏ ‏ستزف‏ ‏بعد‏ ‏أيام‏.. ‏واكتشفت‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏أنني‏ ‏ارتكبت‏ ‏عملا‏ ‏سيذكره‏ ‏التاريخ‏ ‏علي‏ ‏أنه‏ ‏أعظم‏ ‏مايقوم‏ ‏به‏ ‏إنسان‏ ‏أحمق‏.. ‏ولكنني‏ ‏لم‏ ‏آسف‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏ولم‏ ‏أغضب‏. ‏إنني‏ ‏أستطيع‏ ‏ان‏ ‏أجمع‏ ‏ثمن‏ ‏السيارة‏ ‏في‏ ‏ليلة‏ ‏أو‏ ‏ليلتين‏.. ‏وإلا‏ ‏فأين‏ ‏ذهبت‏ ‏أصابعي‏ ‏الذهبية‏.. ‏وكنت‏ ‏أعطف‏ ‏علي‏ ‏الناس‏.. ‏واعطيهم‏ ‏من‏ ‏جيبي‏.. ‏بل‏ ‏إنهم‏ ‏كانوا‏ ‏يأخذون‏ ‏أموالي‏ ‏دون‏ ‏استئذان‏ ‏مني‏..‏واذكر‏ ‏أنني‏ ‏أويت‏ ‏صديقا‏ ‏في‏ ‏بيتي‏.. ‏وعرفت‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏انه‏ ‏كان‏ ‏هاربا‏ ‏من‏ ‏القانون‏ ‏وانه‏ ‏قتل‏ ‏زوجته‏.. ‏وقتل‏ ‏ولديه‏ ‏التوءم‏.. ‏وجزعت‏ ‏جزعا‏ ‏شديدا‏.. ‏وتركت‏ ‏البيت‏ ‏وتركت‏ ‏كل‏ ‏مافيه‏ ‏من‏ ‏أثاث‏..‏وتقدمت‏ ‏لخطبة‏ ‏فتاة‏.. ‏فأعجبها‏ ‏مظهري‏.. ‏ولما‏ ‏علمت‏ ‏أنني‏ ‏أجمع‏ ‏أموالي‏ ‏من‏ ‏القمار‏ ‏رفضت‏ ‏أن‏ ‏تتزوجني‏.. ‏وادهشني‏ ‏هذا‏ ‏الرفض‏.. ‏وكانت‏ ‏هذه‏ ‏أول‏ ‏مرة‏ ‏أسمع‏ ‏فيها‏ ‏كلمة‏: ‏لا‏.. ‏وباصرار‏ ‏شديد‏.. ‏تعلقت‏ ‏بالفتاة‏.. ‏وألححت‏ ‏في‏ ‏زواجها‏. ‏ولكنها‏ ‏رفضت‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تبدي‏ ‏أية‏ ‏محاولة‏ ‏لاقناعي‏.. ‏كأنني‏ ‏أختلف‏ ‏معها‏ ‏في‏ ‏أول‏ ‏مبدأ‏ ‏من‏ ‏مبادئها‏..‏وكدت‏ ‏أفقد‏ ‏صوابي‏.. ‏ولكن‏ ‏الفتاة‏ ‏أصرت‏ ‏علي‏ ‏الرفض‏.. ‏وأصررت‏ ‏أنا‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏أسمع‏ ‏وجهة‏ ‏نظرها‏..‏وقابلتها‏ ‏في‏ ‏عرض‏ ‏الطريق‏.. ‏وقلت‏ ‏لها‏: ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏أسمع‏ ‏منك‏ ‏الآن‏, ‏لماذا‏ ‏ترفضين‏ ‏الزواج‏ ‏بشاب‏ ‏وسيم‏ ‏في‏ ‏الثلاثين‏ ‏من‏ ‏عمره‏.. ‏ويملك‏ ‏خمسة‏ ‏آلاف‏ ‏جنيه؟‏!‏فقالت‏: ‏ولكن‏ ‏كم‏ ‏من‏ ‏السنين‏ ‏ستبقي‏ ‏هذه‏ ‏الأموال‏.. ‏إن‏ ‏أموال‏ ‏القمار‏ ‏كالشمع‏.. ‏تذوب‏ ‏قبل‏ ‏ان‏ ‏يكون‏ ‏لنا‏ ‏طفل‏ ‏واحد‏ ‏ننفق‏ ‏عليه‏.. ‏ولن‏ ‏تستطيع‏ ‏ان‏ ‏تجمع‏ ‏بيني‏ ‏وبين‏ ‏منضدة‏ ‏القمار‏!!‏هل‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تحب‏ ‏اثنين‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏واحد‏.. ‏أنا‏ ‏لا‏ ‏أستطيع‏. ‏ولذلك‏ ‏أرفضك‏ ‏وأرفض‏ ‏أموالك‏ ‏وأضيف‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏كلمة‏ ‏واحدة‏.. ‏أرجو‏ ‏أن‏ ‏تظل‏ ‏عالقة‏ ‏بأذنك‏ ‏وأذن‏ ‏أخي‏ ‏هو‏ ‏الآخر‏.. ‏هذه‏ ‏الكلمة‏ ‏أرجو‏ ‏أن‏ ‏تحفظها‏ ‏وأن‏ ‏تعلقها‏ ‏أمامك‏ ‏علي‏ ‏الحائط‏.. ‏احتقرك‏!!! ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏الكلمة‏ ‏وإياك‏ ‏ان‏ ‏تخطئ‏ ‏في‏ ‏كتابتها‏.. ‏وإذا‏ ‏أخطأت‏ ‏فأنا‏ ‏علي‏ ‏استعداد‏ ‏لأن‏ ‏أكتبها‏ ‏لك‏.. ‏وان‏ ‏أبعثها‏ ‏لك‏ ‏كل‏ ‏صباح‏.. ‏احتقرك‏.. ‏تذكر‏ ‏هذه‏ ‏الكلمة‏ ‏جيدا‏!!‏نسيت‏ ‏أن‏ ‏أقول‏ ‏ان‏ ‏هذه‏ ‏المناقشة‏ ‏أو‏ ‏هذه‏ ‏المعركة‏ ‏قد‏ ‏وقعت‏ ‏أمام‏ ‏الناس‏.. ‏وفي‏ ‏الشارع‏.. ‏ونسيت‏ ‏أن‏ ‏أقول‏.. ‏إنها‏ ‏بصقت‏ ‏في‏ ‏وجهي‏!‏ولم‏ ‏أنم‏ ‏تلك‏ ‏الليلة‏.. ‏ولا‏ ‏عشرات‏ ‏الليالي‏ ‏بعدها‏.. ‏لم‏ ‏أذهب‏ ‏إلي‏ ‏منضدة‏ ‏القمار‏.. ‏ولم‏ ‏أنظر‏ ‏من‏ ‏نافذة‏ ‏ولا‏ ‏من‏ ‏باب‏.. ‏وإنما‏ ‏ظللت‏ ‏أتمرغ‏ ‏في‏ ‏فراشي‏ ‏محموما‏.. ‏وتحت‏ ‏تأثير‏ ‏هذه‏ ‏الحمي‏ ‏كنت‏ ‏مشغولا‏ ‏بعدد‏ ‏من‏ ‏الأطباء‏ ‏وأسمائهم‏.. ‏وأسماء‏ ‏الممرضات‏ ‏في‏ ‏المستشفي‏.. ‏ولم‏ ‏تشأ‏ ‏هذه‏ ‏الفتاة‏ ‏أن‏ ‏تزورني‏..‏وفي‏ ‏يوم‏ ‏خروجي‏ ‏من‏ ‏المستشفي‏.. ‏مررت‏ ‏بأحد‏ ‏المساجد‏.. ‏وصليت‏ ‏الظهر‏ ‏لأول‏ ‏مرة‏ ‏في‏ ‏حياتي‏ ‏كلها‏.. ‏وبكيت‏ ‏لأول‏ ‏مرة‏ ‏في‏ ‏حياتي‏.. ‏وأخذت‏ ‏قرارا‏ ‏واضحا‏ ‏لأول‏ ‏مرة‏ ‏أيضا‏.. ‏وبدلا‏ ‏من‏ ‏ان‏ ‏أتجه‏ ‏إلي‏ ‏بيتي‏.. ‏اتجهت‏ ‏الي‏ ‏بلدتنا‏ ‏التي‏ ‏فررت‏ ‏منها‏ ‏منذ‏ ‏عشرين‏ ‏عاما‏.. ‏إلي‏ ‏أمي‏!‏وفي‏ ‏الطريق‏ ‏جلست‏ ‏في‏ ‏المقعد‏ ‏الخلفي‏ ‏للسيارة‏.. ‏حالما‏ ‏ذاهلا‏.. ‏لا‏ ‏أفكر‏ ‏في‏ ‏شيء‏ ‏وإنما‏ ‏أطرد‏ ‏عن‏ ‏رأسي‏ ‏أي‏ ‏تفكير‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏شيء‏.. ‏ووضعت‏ ‏يدي‏ ‏في‏ ‏جيبي‏ ‏كأنني‏ ‏أخفي‏ ‏الدم‏ ‏الذي‏ ‏يجري‏ ‏بين‏ ‏أصابعي‏.. ‏إنه‏ ‏دم‏ ‏الورق‏.. ‏أو‏ ‏دم‏ ‏السرقة‏.. ‏أو‏ ‏دم‏ ‏الجريمة‏.. ‏لا‏ ‏أدري‏..‏وبدا‏ ‏لي‏ ‏أن‏ ‏أسأل‏ ‏السائق‏ ‏ان‏ ‏كان‏ ‏يعرف‏ ‏الطريق‏.. ‏فقال‏ ‏إنه‏ ‏من‏ ‏أبناء‏ ‏هذه‏ ‏القرية‏..‏إذن‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏بلدنا‏.. ‏إذن‏ ‏هو‏ ‏يعرف‏ ‏أهلي‏.. ‏فسألته‏: ‏كيف‏ ‏حال‏ ‏العمدة‏ ‏حسن‏ ‏الأشقر‏.. ‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏اسم‏ ‏أبي‏..‏فسكت‏ ‏السائق‏ ‏طويلا‏ ‏ثم‏ ‏قال‏: ‏لكن‏ ‏العمدة‏ ‏الأشقر‏ ‏قد‏ ‏مات‏ ‏يا‏ ‏سيدي‏ ‏منذ‏ ‏وقت‏ ‏طويل‏.. ‏منذ‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ 15 ‏عاما‏!!‏وعاد‏ ‏السائق‏ ‏يقول‏:‏هل‏ ‏أنت‏ ‏من‏ ‏أقاربه‏ ‏يا‏ ‏سيدي؟فقلت‏: ‏إنه‏ ‏والدي‏..‏وسكت‏ ‏السائق‏ ‏وفي‏ ‏دهشة‏ ‏أو‏ ‏احتقار‏ ‏ـ‏ ‏لا‏ ‏أدري‏ ‏ـ‏ ‏مضي‏ ‏يقول‏: ‏البقاء‏ ‏في‏ ‏حياتك‏ ‏يا‏ ‏سيدي‏.. ‏أظنك‏ ‏جئت‏ ‏لتزور‏ ‏قبر‏ ‏أمك‏.. ‏لقد‏ ‏جئت‏ ‏متأخرا‏ ‏يومين‏ ‏كاملين‏..‏إذن‏ ‏لقد‏ ‏ماتت‏ ‏أمي‏.. ‏منذ‏ ‏يومين‏.. ‏ماتت‏ ‏في‏ ‏اللحظة‏ ‏التي‏ ‏قررت‏ ‏فيها‏ ‏ان‏ ‏أزورها‏.. ‏أن‏ ‏أراها‏.. ‏أن‏ ‏أقول‏ ‏لها‏ ‏إنني‏ ‏قررت‏ ‏أن‏ ‏أكف‏ ‏عن‏ ‏لعب‏ ‏الورق‏ ‏لعل‏ ‏أمي‏ ‏قد‏ ‏أحست‏ ‏أنني‏ ‏قد‏ ‏تبت‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏اللعبة‏.. ‏وكانت‏ ‏تتمني‏ ‏ذلك‏.. ‏لقد‏ ‏ماتت‏ ‏أمي‏ ‏في‏ ‏اللحظة‏ ‏التي‏ ‏تحققت‏ ‏فيها‏ ‏أعز‏ ‏أمانيها‏..‏ووقفت‏ ‏بنا‏ ‏السيارة‏ ‏عند‏ ‏المقابر‏..‏وانطلقت‏ ‏بين‏ ‏القبور‏ ‏حتي‏ ‏بلغت‏ ‏قبرا‏ ‏جديدا‏ ‏أبيض‏..‏ورأيت‏ ‏اسم‏ ‏أمي‏ ‏منقوشا‏ ‏عليه‏.. ‏لقد‏ ‏ادخرت‏ ‏كل‏ ‏أموالها‏ ‏لتقيم‏ ‏هذا‏ ‏القبر‏..‏وركعت‏ ‏عند‏ ‏حافة‏ ‏القبر‏ ‏وظللت‏ ‏هكذا‏ ‏صامتا‏.. ‏ولم‏ ‏أملك‏ ‏أن‏ ‏أحبس‏ ‏دموعي‏.. ‏وانطلقت‏ ‏كل‏ ‏الدموع‏ ‏التي‏ ‏احتجزتها‏ ‏في‏ ‏رأسي‏ ‏عشرين‏ ‏عاما‏.. ‏وجعلت‏ ‏أرتجف‏ ‏وأمد‏ ‏يدي‏ ‏إلي‏ ‏الأرض‏ ‏وأمسك‏ ‏حفنة‏ ‏من‏ ‏التراب‏ ‏وأقبلها‏.. ‏ثم‏ ‏أضعها‏ ‏في‏ ‏جيبي‏..‏وفي‏ ‏هذه‏ ‏الأثناء‏ ‏أحسست‏ ‏بهمس‏ ‏يقترب‏ ‏مني‏ ‏وتواريت‏ ‏وراء‏ ‏إحدي‏ ‏الأشجار‏.. ‏ووجدت‏ ‏فتي‏ ‏وفتاة‏ ‏يقبلان‏ ‏نحو‏ ‏المقبرة‏. ‏ويركعان‏ ‏ويقبلان‏ ‏التراب‏.. ‏وينهضان‏.. ‏ويضع‏ ‏الفتي‏ ‏يده‏ ‏حول‏ ‏خصر‏ ‏الفتاة‏ ‏وتسأله‏ ‏الفتاة‏:‏ــ‏ ‏وأنت‏ ‏كم‏ ‏كسبت‏ ‏أيضا؟ــ‏ ‏عشرة‏ ‏جنيهات‏.. ‏وأنت‏ ‏كم‏ ‏كسبت؟ــ‏ ‏سبعة‏ ‏جنيهات‏..‏وخرجت‏ ‏من‏ ‏وراء‏ ‏الشجرة‏ ‏وقلت‏:‏ــ‏ ‏عفوا‏.. ‏هل‏ ‏أنتما‏ ‏تعرفان‏ ‏صاحبة‏ ‏هذا‏ ‏القبر؟فقالا‏ ‏معا‏..‏ــ‏ ‏نعم‏.. ‏إنها‏ ‏أمنا‏..‏إذن‏ ‏لقد‏ ‏تزوجت‏ ‏أمي‏ ‏بعد‏ ‏فراري‏ ‏من‏ ‏البيت‏ ‏وأنجبت‏ ‏هذين‏ ‏الأخوين‏!!‏فقلت‏: ‏يظهر‏ ‏أنكما‏ ‏تلعبان‏ ‏القمار‏..‏فقالا‏: ‏نعم‏.. ‏ونحن‏ ‏مدينان‏ ‏بمبلغ‏ ‏عشرين‏ ‏جنيها‏.. ‏فإذا‏ ‏جمعنا‏ ‏هذا‏ ‏المبلغ‏ ‏فلن‏ ‏نلعب‏ ‏القمار‏ ‏أبدا‏.. ‏وقد‏ ‏عاهدنا‏ ‏أمنا‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏قبل‏ ‏موتها‏.. ‏ونحن‏ ‏متمسكان‏ ‏بهذا‏ ‏العهد‏..‏فقلت‏: ‏ومن‏ ‏الذي‏ ‏علمكما‏ ‏القمار‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏السن‏ ‏الصغيرة؟فقالت‏ ‏الفتاة‏: ‏لا‏ ‏أعلم‏.. ‏ولكن‏ ‏وجدنا‏ ‏عند‏ ‏أمنا‏ ‏عشرات‏ ‏من‏ ‏صناديق‏ ‏أوراق‏ ‏اللعب‏.. ‏وكنا‏ ‏نلعب‏ ‏خلسة‏ ‏واليوم‏ ‏نلعب‏ ‏علانية‏.. ‏ولكن‏ ‏سنتوقف‏ ‏عن‏ ‏اللعب‏ ‏قريبا‏..‏فقلت‏:‏أليس‏ ‏لكما‏ ‏أخ؟فقالا‏ ‏معا‏: ‏لنا‏ ‏أخ‏.. ‏إنه‏ ‏يلعب‏ ‏القمار‏ ‏أيضا‏.. ‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏ندري‏.. ‏أهو‏ ‏حي‏ ‏أم‏ ‏ميت‏!!‏فبكيت‏.. ‏ووضعت‏ ‏ذراعي‏ ‏حول‏ ‏أخي‏ ‏وأختي‏.. ‏وركعنا‏ ‏جميعا‏ ‏عند‏ ‏قبر‏ ‏أمنا‏ ‏وقبلنا‏ ‏التراب‏ ‏بأفواهنا‏.. ‏واتفقنا‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏آن‏ ‏واحد‏..‏وعدت‏ ‏إلي‏ ‏بيتنا‏.. ‏فقد‏ ‏أصبح‏ ‏لي‏ ‏إخوة‏.. ‏وماتت‏ ‏أمنا‏, ‏ومات‏ ‏أبي‏.. ‏وقد‏ ‏جمعنا‏ ‏الحب‏.. ‏وبدأنا‏ ‏حياة‏ ‏جديدة‏.. ‏حياة‏ ‏بلا‏ ‏ورق‏ ‏وبلا‏ ‏ندم‏!‏
posted by مفيش فايدة at 4:12 AM 0 comments

Wednesday, August 8, 2007

شكرا جاك شيراك

حين كتبت منذ عدة أيام عن الحاكم الموريتاني العقيد أعلي ولد محمد فال، الذي ترك الحكم طواعية، وأجري انتخابات رئاسية مدنية أمس الأول، لم أتوقع هذا القدر من ردود الفعل،ولم أظن للحظة واحدة أن الكثيرين سيفهمون ما كتبت خطأ.. مئات الاتصالات والرسائل مفعمة بالحزن لما آل إليه كرسي الحكم في الدول العربية.. البعض حمل مقالي ما لا يحتمل، واعتبره رسالة لأطراف محددة.. مع أن الأمر عندي كان أكبر من ذلك بكثير.أمس فقط تحقق ما حلمت به، وما قصدته من هذا المقال.. إذ تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك يقرأ ويتابع يومياً جريدة «المصري اليوم»، فالرجل قرأ مقالي قطعاً، وقرر عدم الترشح لولاية ثالثة، رغم أنه لم يقض في رئاسة فرنسا أكثر من ١٢ سنة فقط.ما أحلي الانتصار.. وما أحلي الإحساس بأن مقالي واهتمام «المصري اليوم» بالتجربة الديمقراطية الموريتانية حقق رد فعل سريعا وإيجابيا في فرنسا، وهو الهدف الحقيقي الذي خططنا له، لاسيما أن مصلحة الشعب الفرنسي الشقيق تتصدر أولوياتنا في الجريدة،ولا أخفي سراً إذا قلت إن لدينا في «المصري اليوم» إيمانا مطلقا بأن الأوضاع المتردية، وتدهور الحياة السياسية والأحوال الاقتصادية في فرنسا لن تنصلح إلا بتداول حقيقي للسلطة في أعلي هرم الدولة.ويبدو أن جاك شيراك قرأ المقال، ومنح نفسه فرصة عميقة للتفكير في الأمر.. فالرئيس، الذي حقق لفرنسا الكثير، سأل نفسه حتما: هل يدخل ولد فال التاريخ من أوسع أبوابه، وأظل أنا متشبثاً بالكرسي، رغم أنه لم يقض في السلطة أكثر من عامين، بينما بقيت أنا في قصر الإليزيه ١٢ عاما كاملا..هل يليق بفرنسا، الحضارة والتاريخ والمكانة، أن تتخلف ديمقراطياً عن دولة صغيرة تعاني من الفقر والقبلية مثل موريتانيا.. هل نتركهم في نواكشوط يتداولون السلطة في أفراح الديمقراطية، بينما تعاني فرنسا من الجمود في الحياة السياسية بالكامل، لأنها غير قادرة علي التغيير؟فكر شيراك كثيراً وكثيراً.. جلس مع نفسه ساعات وأياماً.. ترك الرئيس شيراك يتحدث مع المواطن الفرنسي شيراك.. وسأل الأول الثاني: كيف تُغلب مصلحتك الشخصية علي مصلحة بلد كامل يسعي إلي النمو وتجديد دمائه في كل المواقع.. هل المواطن الموريتاني ولد فال أفضل منك.. ماذا ستقول للأجيال القادمة.. وهل ضربت لهم النموذج.. وإذا كنت تمثل قيادة تاريخية قدمت لفرنسا الكثير.. فلماذا لا تضع لهم آليات محددة تضمن تداول السلطة في المستقبل حتي لو قررت البقاء علي مقعدك مدي الحياة؟!لم ينم الرئيس الفرنسي ليالي وليالي بعد أن قرأ مقالي المتواضع.. ثم خرج علي شعبه بقراره، وقال عبارته التي سيحفظها التاريخ: «في نهاية الولاية التي منحتموني إياها.. حان الوقت بالنسبة لي أن أخدمكم بطريقة أخري.. لن أطلب أصواتكم لولاية جديدة.. أنا أحب فرنسا جدا»!أسرتني هذه العبارة، وكادت دموعي تنهمر.. غير أن الكلمات التي توقفت كثيراً أمامها هي: «حان الوقت أن أخدمكم بطريقة أخري».. انظروا إلي الديمقراطية في أجمل صورة.. قال الرجل: «أخدمكم».. فهو خادم للشعب الذي اختاره.. وبالتالي فهو لا يقوي علي الوقوف أمام حق هذا الشعب في التغيير حتي لو كان رئيسهم نبياً مرسلاً من السماء.. وهو أيضاً يقول: «أخدمكم بطريقة أخري».. فالعطاء الوطني لا يقتصر علي مقعد الرئاسة، ربما لأن الرجل كان يجلس علي الكرسي، ليعطي ويخدم وسط مجموع يسير في ذات الاتجاه، وليس الحكم بنظرية الفرد الإله، الذي يعرف وحده المصلحة والحق والعدالة.شكراً جاك شيراك.. وشكراً ولد فال.. فهذه هي المرة الأولي التي أشعر فيها بأن ما أكتبه له قيمة
posted by مفيش فايدة at 8:18 AM 0 comments

بقلم مجدي الجلاد

تموت الشعوب وتتجمد الدماء في عروقها، حين تفقد القدرة علي الصفح والتسامح والحوار.. تخفت روح المبادرة والابتكار.. وتنزوي في الأنفس فضيلة الاعتراف بالخطأ.. والمحصلة المزيد من الانغلاق والتعصب والتراجع إلي الخلف.مَنْ منا لا يخطئ كل يوم، حتي لو كان مسؤولاً!.. ومَنْ منا لا يقترف ذنوباً ثم يتضرع إلي الله طلباً للمغفرة والرحمة!.. إن عصر الأنبياء انتهي، وعلينا أن ندرك في كل لحظة أننا بشر غير معصومين من الخطأ.. قد يزل لساني أو قلمي يوماً.. ولكن الخطر الحقيقي أن أفقد الأمل في التسامح والصفح في مجتمع يدين بالإسلام، وأن نعتنق مبدأ الذبح وإهدار الدم، دون أن نمنح المخطئ حق التراجع.ربما أخطأ فاروق حسني وزير الثقافة في تصريحاته يوم الخميس الماضي لـ«المصري اليوم» حول الحجاب.. ربما أساء التعبير عن رأيه، أو ظن أن الأمر قد يخضع لنقاش وحوار.. ربما نسي أن الأمر يتعلق بفرض إسلامي أو واجب - حسب آراء العلماء - وربما أراد التراجع والتفسير والتحليل، دون أن يشعر بأن سكين «الذبح» تحف رقبته.ربما.. ولكن يبدو أننا أصبحنا أكثر التهاباً واحتقاناً واشتعالاً.. لدينا أزمات وأوجاع من النظام والحكومة.. وأردنا تفريغها في «فاروق حسني»، رغم أنه معروف بنظافة اليد ونزاهة «الثروة»، ولم يتهم يوماً بالفساد علي مدي ٢٠ عاماً قضاها في وزارة الثقافة.هذا ليس دفاعاً عن فاروق حسني.. فأنا مختلف معه في رأيه حول الحجاب.. ولكنه سؤال كبير وضخم حول هذا الحزب، «الذي «احتار فيه دليل العقلاء والمجانين».. الحزب الوطني تحول فجأة بأعضائه الموقرين في مجلس الشعب إلي «محطة كهرباء»، تتطاير منها الشظايا، وتفور بداخلها البراكين، دفاعاً عن الدين، وتجريحاً لوزير زل لسانه، ويبحث عن «مخرج كريم».. الحزب الموقر الذي يتهم معارضيه بالانتماء والتعاطف مع «الإخوان المسلمين»، تبدل فجأة و«ركب ذمته» وصلي ركعتين لله، وتوكل علي المولي الخالق.. وقرأ الشهادتين و«كبر وبسمل» وذبح فاروق حسني.كان فين الدين والشرف والنزاهة في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، التي شهدت أضخم حملة تزوير وشراء الأصوات والبلطجة.. كان فين الدين وقرارات محكمة النقض ببطلان انتخابات الدوائر تنهال علي «رأس المجلس الموقر - سيد قراره - وسيد المواقف المشرفة»؟!فاروق حسني الذي «قاطع الحزب» منذ سنوات، حانت الفرصة للإطاحة به، حتي لو كان الموقف لحساب الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي. لحظة الحساب السياسي جاءت في أزمة دينية.. مش مهم.. المهم أن يزايد نواب الوطني علي الإخوان تحت القبة، ويطالبوا بإقالته ومحاكمته، دون أن يستمعوا إليه.. وربما نسي الجميع - بمن فيهم فتحي سرور الفقيه القانوني والدستوري - أن كل البيانات الموقعة في جلسة أمس الأول بلا قيمة قانونياً، طالما لم يخضع الوزير للاستجواب.اذبحوا فاروق حسني تحت أقدام مرشد الإخوان المسلمين، لأنه أخطأ ولم نمنحه حقوقه «الموعظة الحسنة ــ النقاش ــ الصفح والتسامح ــ العفو عند المقدرة».أصبت بالدهشة حين علمت من مصادر مهمة أن قيادات «كبيرة» في الحزب الوطني تمارس ضغوطاً قوية علي الرئاسة لإقالة فاروق حسني.. والأعجب أن الحكومة تؤيد هذا الموقف.. وبذلك سوف ينصلح كل شيء في البلد، لأن الحزب الوطني والحكومة اتفقا بعد طول صراع علي محاربة المخالفين وقطع رؤوس المخطئين.. وبالطبع لم يتبق منهم سوي فاروق حسني.انتهي الحزب الوطني والحكومة من محاربة الفساد.. استعادا الهاربين في الخارج، واستردت خزانة الدولة المليارات الهاربة معهم.. حاسب الحزب وحكومته كل من أهدر الأموال العامة، ومارس الاحتكار والفساد العلني، تحت مظلة الحماية والاحتضان.. وفرت الدولة فرص عمل للعاطلين والمشردين في الشوارع.. ووضعت حداً للموت المجاني في البر والبحر وداخل الأنفاق وخارجها.. واطمأن نواب الشعب، ولم يعد لديهم ما «يصرخون» من أجله.. ونظراً للفراغ وحالة البطالة البرلمانية.. قرروا التفرغ لـ«تقطيع» فاروق حسني إرباً إرباً.. مثلما نسمع في الأفلام التاريخية.. قبل أن يمنحوه فرصة الدفاع عن نفسه.أنا شخصياً أبارك «زواج المتعة» بين الحزب الوطني والإخوان - للعلم: زواج المتعة هو زواج بعض الوقت فقط - ولكن أطلب فقط إجابة واحدة من الحزب الوطني بقياداته ونوابه عن هذا السؤال: متي ستقدمون البلد قرباناً للإخوان المسلمين؟!.. وأسئلة أخري: مَنْ الذي يفكر لكم يا سادة.. هل تجلسون مع النواب.. هل تدركون خطورة إقالة فاروق حسني، بسبب خطأ تراجع عنه.. هل تريدونها دولة «مكارثية» تديرها «محاكم التفتيش»؟ثم سؤال أخير للحزب والحكومة: إيه الخيبة دي؟!
posted by مفيش فايدة at 8:14 AM 0 comments